ترجمة- الرؤية
بعدما أبلغت المملكة المتحدة عن سلالة متحورة جديدة من فيروس كوفيد-19 في ديسمبر الماضي، ساور القلق العديد من مسؤولي الصحة حول العالم، لاسيما وأنَّ هذه السلالة المعروفة باسم "B117"، يبدو أنها أكثر قدرة على التفشي.
وأثبت العلماء أن B117 يتفشى بنسبة أعلى بـ50% إلى 70% من السلالات المتحورة الأخرى، وفقاً لما نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية في تقرير. وإذا أصيب عدد أكبر من الأشخاص بالمرض، سيتولد ضغط أكبر على الأنظمة الصحية. وفي المملكة المتحدة أصبحت الخدمات الصحية مثقلة بالأعباء؛ حيث تم فرض إغلاق على مستوى الدولة.
وفي حين أن العديد من العلماء يقولون إن B117 لا يبدو أكثر فتكًا، وجد باحثون في المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات الجديدة والناشئة التابعة للحكومة البريطانية أن دراسة تشير إلى أن معدل الوفيات قد يرتفع بنسبة 30% إلى 40%، على الرغم من أنَّ حجم عينة الدراسة كانت صغيرة، مشيرين إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث. ومع اكتشاف B117 الآن في أكثر من 50 دولة، يرى خبراء أنَّ فهم طبيعة هذه السلالة بات أمرا ملحا، خاصة مع اكتشاف سلالات أخرى متحورة مثيرة للقلق في كاليفورنيا بأمريكا وجنوب إفريقيا والبرازيل.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها عن مفهوم السلالة المتحورة، ولماذا بعض السلالات تثير القلق أكثر من غيرها؟
ونقلت الصحيفة عن ستيوارت تورفيل الأستاذ المشارك في جامعة نيو ساوث ويلز، الذي يعمل مع برنامج علم المناعة والأمراض التابع لمعهد "كيربي"، قوله إنه على الرغم من أن العديد من الأشخاص أشاروا إلى بعض هذه السلالات على أنها "طفرات" جديدة من الفيروس، إلا أنه من الدقة القول إن سلالة الفيروس المسببة لكوفيد-19، لديها الآلاف من الطفرات المتحورة، والتي يمكن أيضًا وصفها بأنها أنواع فرعية أو سلالات.
ومع ذلك، فإنَّ بعض هذه السلالات لديها المزيد من التغييرات في تركيبتها الجينية، والمعروفة باسم الجينوم، أكثر من غيرها. ويضيف تورفيل إن جينوم كوفيد-19 يحتوي على حوالي 30000 زوج أساسي، وأزواج القاعدة هي الجزيئات الموجودة على خيوط متقابلة من المادة الوراثية للفيروس، والتي تشكل روابط كيميائية مع بعضها البعض. وتعمل هذه الروابط الكيميائية مثل درجات السلم، وتساعد على تماسك الخيوط معًا.
ويقول تورفيل "في سياق السلالة المحددة في المملكة المتحدة B117، هناك حوالي 24 تحورا من بين 30000 تحور، لذلك إذا نظرت إلى ذلك في سياق الجينوم الكامل للفيروس، فإنه ليس تغييرًا كبيرًا عما كان عليه في بداية 2020". ومع ذلك، لا يزال هذا القدر من التحور أكبر عن المعتاد؛ فالفيروسات المتحورة الأخرى لها تحور واحد أو اثنان فقط، وتسمى أيضًا بالطفرات في الجينوم.
وتحتوي السلالة المحددة في جنوب إفريقيا، والمشار إليها باسم B1351، على عدد كبير بشكل غير عادي من الطفرات الجينية، بما في ذلك بعض تلك التي رُصدت في سلالة B117. لكن لا دليل يشير إلى أن هذا التحور يزيد من شدة المرض.
وقال تورفيل "أحد الأشياء التي يقولها علماء الفيروسات وعلماء الفيروسات الجزيئية هو أنه من الأسهل كسر شيء ما بدلاً من تحويله إلى شيء أكبر وأفضل وأسرع، فهناك الكثير من الفيروسات المتحورة التي ظهرت واختفت، وإذا أزلت عنصرًا رئيسيًا واحدًا من الفيروس فإنه ينهار، وهو في الواقع فيروس هش للغاية".
واكتشف نوع آخر مثير للقلق، يُعرف باسم P1 أو B1128، لأول مرة في يناير بين المسافرين الذين وصلوا إلى اليابان من البرازيل. ويشترك هذا النوع في بعض الطفرات الأخرى مثل B1351، ولديه أكثر من 20 تحورا وحذفًا وطفرةً وإدخالًا في الجينوم الخاص به. وذكر تقرير صادر عن باحثين برازيليين أنه "من المحتمل أن يكون هذا النوع مرتبطاً بزيادة في قدرته على التفشي أو الميل لإعادة إصابة المتعافين".