"لمن السفائن؟"

راشد بن محمد الشحي

ذات يوم شتوي جميل اقترح الرفاق غداء بحريا فوقع الاختيار على محل لشوي الأسماك بولاية صحار العريقة (دهليز الشرق وسبع المدن) كانت الإطلالة على حوض الميناء المكتظة بطيور النورس تزاحمها بعض قوارب الصيد.

وفجأة من حيث لا نعلم نرى أنفسنا أمام سباق (محملين) خشبيين من قوارب التجديف التقليدي، فبقي الجميع في ذهول لكل هذا النشاط والتناغم فالأداء ودور (السكوني) موجه الدفة في كل محمل حيث كان كل منهما بمثابة المايسترو للفرقة الموسيقية في محمله.

فالشباب يجدفون على نغمات صوته وترديداته الحماسية بتناغم تام من تلويحات يده وحركة رجله لدفع المحمل للأمام وتكرر المشهد أمامنا ونحن بغاية الاستمتاع.

ومن حسن الصدف أن نلتقي بالليلة ذاتها بأحد النواخذة المشاركين بهذه المسابقات وأكد لنا أن ما تمَّ مشاهدته في الظهيرة هو إحدى حالات التمرين اليومي المستمر للفريق استعداداً لسباقات قادمة .

وكان الحديث معه مستفيضاً خلاصته أن التجديف له ولزملائه هواية ومكسباً للرزق بجهود شخصية لمجموعة من الشباب المثابر المتطلع لرفع اسم وعلم السلطنة بالمحافل المحلية والخارجية وأن المجموعة دأبت على المشاركات الخارجية في نطاق دول مجلس التعاون الخليحي باسم السلطنة ولها نتائج مشرفة وغالباً تعود بالفوز والصدارة لهذه السباقات وكل هذا للأسف يتم بلا دعم وإن وجد يكون على استحياء بدعم مشكور ومقدر من بعض الشركات العاملة في نطاق ميناء صحار والولاية عموماً .

علمًا بأنه توجد مشاركات وطنية للفريق وبقية زملائهم من ملاك القوارب والمشتغلين بالبحر خلال الأعياد الوطنية والمهرجانات الشعبية التي كانت تقام أمام الخور المُقابل لقلعة صحار وجامع صحار وحديقة اليوبيل تارةً أخرى.

فمن المناسب بمكان تبني فكرة وجود نادٍ مختص للتجديف التقليدي والشراعي في المحافظة أو مجرد أن تسعهم مظلة الوزارة الموقرة لتتبنى دعمهم وتنمية مهاراتهم بالتفرغ لممارسة هذا النشاط أسوة ببقية الأنشطة الرياضية المدعومة بالسلطنة وهذا استثمار وطني محق يفترض أن يوجه التوجيه الصائب لتجني السلطنة ثمرة عرق وأنفاس أبنائها الوارثين عشق البحر من أسلافهم الربابنة الفاتحين من مخرو العباب ولا زال الجميع يشهد لهم بالريادة والسيادة فلنكن لهم مرفأ وملاذا آمنا ضماناً لاستقرارهم وعدم هجرهم لهذه الشواطئ مع بقية طيور النورس المهاجرة.

تعليق عبر الفيس بوك