لليوم الخامس على التوالي.. التونسيون يهتفون: "الشعب يريد إسقاط النظام"


تونس- رويترز
تظاهر تونسيون لليوم الخامس على التوالي في عدة مدن من بينها العاصمة تونس وسيدي بوزيد مهد انتفاضات الربيع العربي مرددين هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" في وقت سابق اليوم، وهو ذات الهتاف الذي كان يدوي بالآفق معلنا نهاية عدد من أنظمة الحكومات العربية منها تونس ومصر وليبيا.
واندلعت اشتباكات عنيفة ليلة الثلاثاء بين الشرطة والمحتجين، في حين تتصاعد وتيرة الغضب والإحباط بسبب الصعوبات الاقتصادية.
في العاصمة تونس، جرت مواجهات ليلية عنيفة في مناطق شعبية من بينها حي التضامن والسيجومي بين الشرطة ومئات الشبان الغاضبين الذين أشعلوا النار في إطارات سيارات وأغلقوا الطرقات ورشقوا الشرطة بالزجاجات الحارقة، فيما جرت أيضا مواجهات بين الشرطة وشبان في مدينة القلعة الصغرى الساحلية. وقال شهود لرويترز إن الشرطة أطلقت الغاز لتفريق محتجين كانوا يرفعون شعارات ضد السلطة ويطالبون بإنهاء عقود من التهميش.
وتجمع حوالي 250 محتجا في شارع بورقيبة بوسط العاصمة اليوم، فيما خرجت مظاهرات أخرى في المكناسي والرقاب القريبة من سيدي بوزيد التي شكلت شرارة الثورة التونسية التي انطلقت قبل حوالي عقد من الزمن حين أشعل بائع فاكهة النار في نفسه، وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث كانت الإطاحة بالرئيس التونسي الذي حكم البلاد لسنوات طويلة مصدر إلهام لانتفاضات مماثلة في أنحاء المنطقة فيما أُطلق عليه "الربيع العربي".
وطالب المتظاهرون بالعمل والكرامة والإفراج عن المعتقلين، في أعقاب اشتباكات على مدى ليال بين قوات الأمن وأعداد من الشبان وفي وقت تُزيد فيه القيود المفروضة لاحتواء مرض كوفيد-19 من معاناة اقتصادية أوسع.
وقال أحد المتظاهرين يدعى ماهر عبيد "أصبحت لدينا قناعة بأن المنظومة بالكامل يجب أن ترحل.. سنعود للشوارع وسننتزع حقوقنا وكرامتنا التي أهدرها نخبة من الفاسدين وثورتنا التي سرقوها".
وقبل قليل من الذكرى العاشرة للثورة في الأسبوع الماضي، أمرت حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي بفرض العزل العام لمدة أربعة أيام وتشديد إجراءات حظر التجول ومنع الاحتجاجات.
وسعيا لإخماد الاحتجاجات، توجه المشيشي بخطاب للشعب اليوم الثلاثاء وقال "صوتكم مسموع وغضبكم مشروع وإحباطكم مفهوم.. ودوري أن أعمل على تحقيق مطالبكم. لا تسمحوا باندساس المخربين".
وأضاف "الأزمة حقيقية ولكن الفوضى مرفوضة وسنواجهها بصرامة ولن نتسامح مع المخربين".
لكن الشبان المحتجين في المدن بجميع أنحاء البلاد ألقوا الحجارة والعبوات الحارقة وأشعلوا النار في إطارات سيارات ونهبوا متاجر، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات واعتقلت المئات.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات حقوقية أخرى عن دعم الاحتجاجات السلمية في مواجهة "سياسات التهميش والإفقار والتجويع"، متهما الدولة بتبديد آمال الثورة.

تعليق عبر الفيس بوك