اتفاقية لتنفيذ "مشروع الابتكار في الصاروج العماني" لرفع جودة الإنتاج وفق معايير عالمية

مسقط - الرؤية

وقَّعت وزارة التراث والسياحة، أمس، اتفاقية مشروع الابتكار في الصاروج العماني، مع مركز الابتكار الصناعي، ووقع الاتفاقية من جانب الوزارة سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، فيما وقعها من جانب مركز الابتكار الصناعي الدكتور عبدالله بن محمد المحروقي الرئيس التنفيذي للمركز، وذلك بمكتب سعادته بديوان عام الوزارة.

ويأتي مشروع الابتكار في الصاروج العماني بهدف تطوير صناعة الصاروج في السلطنة؛ من خلال الاستفادة من الابتكار في إنتاج مادة الصاروج ورفع جودته لتعزيز استدامته؛ حيث يعد الصاروج مادة لاصقة تقليدية معروفة عالمياً باسم البوزولانا الاصطناعي وتتكون من السيليكون والألمنيوم. وكانت تُستخدم بشكل أساسي في السلطنة كمادة أساسية لبناء الأفلاج والهياكل الدفاعية العسكرية مثل القلاع والحصون، وفي الوقت الحالي يُستخدم الصاروج في الغالب بأعمال الترميم.

ويُنتج الصاروج حالياً باستخدام الطريقة التقليدية، كما أن طريقة الإنتاج تستغرق وقتاً طويلاً ولا يمكن التحكم في جودة المنتج المصنوعة منه، فيما سيعمل المشروع على تعزيز الأعمال المتعلقة باستخدام مادة الصاروج. ويهدف المشروع إلى استكشاف وتطوير صناعة مادة الصاروج وفق التقنيات الحديثة وفهم أفضل المعايير والممارسات في إنتاجه؛ من خلال أعمال الاستكشاف والاستطلاع، وتحديد أفضل المعايير والممارسات الدولية في الإنتاج. ووضع مبادئ إرشادية بشأن المتطلبات والخطوات اللازمة للإنتاج بخصائص جيدة بدءاً من اختيار المواد الخام حتى الوصول للمنتج النهائي. كما يسعى المشروع إلى الحفاظ على العملية التقليدية في تصنيع المادة ووضع العلامة التجارية لها.

ونصَّت اتفاقية مشروع الابتكار في الصاروج العماني بين وزارة التراث والسياحة ومركز الابتكار الصناعي على عدد من البنود؛ أهمها: تعزيز الابتكار في صناعة الصاروج ورفع جودته وتنفيذ البرامج التوعوية والتدريبية المشتركة بين الوزارة والمركز في المجالات الابتكارية في مجال إنتاج الصاروج والتبادل المشترك للخبرات ومصادر المعرفة في تفعيل وتوجيه الخطط والمشاريع المشتركة في هذا المجال، وتعزيز التعاون في تنفيذ المشاريع التي سيتوصل إليها المشروع في قطاع الصاروج العماني، وتبني المشاريع التي يتم اقترحها، إضافة إلى توفير التصاريح وتحديد المواقع لاختبار مادة الصاروج العماني المطورة في عملية الترميم في المواقع الأثرية، كما نصت الاتفاقية على تكوين فريق عمل للعمل بالمشروع من الجانبين.

وسيقوم مركز الابتكار الصناعي وفق الاتفاقية باستكشاف تطوير ورصد المعرفة لفهم أفضل الممارسات والمعايير في إنتاج مادة الصاروج؛ من خلال أعمال الاستطلاع الابتكاري عالميًّا، وتحديد استشاريين لتنفيذ هذا البرنامج، والعمل على تحسين جودة مادة الصاروج. وضبط معايير ومواصفات تصميم خلطة البناء التقليدية بمادة الصاروج لضبط الجودة، وإيجاد إطار إستراتيجي وطني يشمل أفضل الممارسات الدولية في إنتاج مادة الصاروج.

وسيتم العمل بالمشروع مباشرة بعد توقيع الاتفاقية وفق منهجية واضحة تتولاها اللجنة الفنية، وتتضمن ثلاثة مراحل رئيسية: تبدأ باستكشاف فرص تطوير صناعة الصاروج في السلطنة؛ حيث سيتم استكشاف الفرص لتطوير صناعة الصاروج العماني، مع التركيز على جمع وتلخيص المعلومات بشأن الصناعة الحالية من خلال إجراء المقابلات مع المعنيين في هذا القطاع في السلطنة، وإيجاد الحقائق الموجزة، وعمل زيارات للمصانع، وإلقاء  نظرة عامة على أفضل الممارسات الدولية لمراحل تصنيع مادة الصاروج؛ بحيث تأخذ عملية الاستكشاف البعدين المحلي والعالمي. ثم مرحلة تطوير صناعة الصاروج: من خلال عملية اختيار المواد الخام المناسبة وتطوير عمليات التصنيع التي ستتوصل لها نتائج الاستكشاف للتعرف على التقنيات المناسبة؛ وبالتالي يمكن تطوير المصانع التي تنتج المادة باستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة مادة الصاروج؛ وفي هذا المشروع، سيتم اقتراح تصميم مصنع كامل لصناعة هذه المادة وفقا لأحدث التقنيات.

وختاماً.. بمرحلة التطبيق "تطبيق مادة الصاروج العمانية المطورة على نطاق تجريبي"، وفي هذه المرحلة من المشروع سيقوم المركز بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة بالتحقُّق من الاستفادة من الصاروج العماني في تطوير منتجات؛ مثل: بلاط أو الطابوق أو ترميم جزء صغير من أحد الأبنية الأثرية؛ وذلك بهدف اختبار وتجريب مادة الصاروج المطورة للتأكد من ملاءمتها لعملية الترميم والصيانة.

تعليق عبر الفيس بوك