"الرئيس المشلول".. 6 ساعات من الفوضى تبرهن الفشل الذريع لترامب في السلطة

ترجمة - الرؤية

مُختبئًا من مُثيري الشغب في مكان سري بعيدًا عن مبنى الكابيتول، ناشدَ زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا) جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه. واتصل السيناتور ليندسي أولين جراهام هاتفيا بإيفانكا ترامب ابنة الرئيس، واتصلت كيليان كونواي المقربة من ترامب منذ فترة طويلة والمستشارة السابقة في البيت الأبيض، بمساعدها الذي كانت تعرف أنه يقف إلى جانب الرئيس.

لكن بينما كان أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب المحاصرون داخل مبنى الكابيتول الأمريكي، يوم الأربعاء، يتوسلون للحصول على مساعدة فورية أثناء الحصار، فقد كافحوا للوصول إلى الرئيس، الذي -ظل بأمان في الجناح الغربي- كان مشغولًا جدًّا بمشاهدة الصور التليفزيونية النارية للأزمة التي تتكشف. ولم يُكلف نفسه حتى عناء سماع مناشداتهم، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها.

ولم يتحرَّك ترامب. وحتى الرسالة التي بعث بها من حوله كان مفادها أنه بحاجة إلى التخلص من الغوغاء الغاضبين الذين شجعهم قبل ساعات قليلة، وإلا ستفقد الأرواح، وهي رسالة لم يتقبلها في البداية.

وقال جراهام في مقابلة: "لقد استغرق الأمر بعض الوقت لتقدير خطورة الوضع". وأضاف: "رأى الرئيس هؤلاء الأشخاص حلفاء له ومتعاطفين مع فكرة أن الانتخابات سُرقت".

وحث ترامب في النهاية -وعلى مضض- مؤيديه على "العودة إلى ديارهم بسلام". ولكن الساعات الست -بين وقت انتهاك مبنى الكابيتول قبل الساعة 2 ظهرًا بقليل وبعد ظهر الأربعاء، وعندما تمَّ إعلان الأمن أخيرًا في حوالي الساعة 8 مساءً كشفت عن رئيس مشلول. فقد كان يبدو كمشاهد سلبي أكثر من كونه قائدا حازما، وفشل بشكل متكرر في أداء حتى الواجبات الأساسية لوظيفته.

فالرجل الذي تعهد بأنْ يكون رئيسًا للقانون والنظام، أخفق في تطبيق القانون أو استعادة النظام. الرجل الذي لطالما رأى نفسه كحامٍ للشرطة بالزي الرسمي جلس مكتوف الأيدي، بينما كانت الحشود تفوق أعداد ضباط شرطة الكابيتول بكثير، وتفوقوا عليهم في المراوغات، وتعرضوا للسحل، كما قتل أحد الضباط. في حين أن الرجل الذي طالما اشتهى سلطة الرئاسة قد تخلى عن العديد من مسؤوليات القائد العام.

ستكُون الحادثة التي انتفض فيها مؤيدو ترامب ضد حكومتهم، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، حادثة مفصلية في أي إجراءات عزل، وحاسمة للمدعين العامين الفيدراليين الذين يفكرون في اتهامات التحريض ضده أو عائلته، والجانب المظلم في إرثه الرئاسي.

وبدأ يوم الهجوم بشكل ينذر بالسوء، مع "مسيرة إنقاذ أمريكا" على منصة Ellipse المكرسة لإدامة مزاعم ترامب التي لا أساس لها من أن انتخابات 2020 قد سُرقت منه بطريقة ما.

وقبل تصريحات الرئيس ظهرًا، خاطب العديد من أفراد عائلته الحشد بخطب تشترك جميعها في موضوع مركزي: قتال. فأخبر إريك ترامب أحد أبناء الرئيس، الحشد بأنَّ المشرعين بحاجة لـ"إظهار بعض القتال" و"الوقوف"، قبل حث الجماهير الغاضبة على "السير في مبنى الكابيتول اليوم". وحث دونالد ترامب الابن، وهو أحد أبناء الرئيس، جميع "الأمريكيين ذوي الدم الأحمر والوطنيين" على "القتال من أجل ترامب".

وخلف الكواليس، بينما كان الرئيس يستعد للتحدث، أذيعت أغنية لورا برانيجان "جلوريا" لإثارة الحشد، ووصف ترامب جونيور، في مقطع فيديو سجله لوسائل التواصل الاجتماعي، الحشود بأنهم "وطنيون رائعون سئموا الثيران"، ورقصت صديقته كيمبرلي جيلفويل، على الأغنية وحثت الحشود على "القتال" بقبضتها اليمنى.

كما أنهى الرئيس خطابه بنصيحة حث فيها الجماهير على منح الجمهوريين "نوع الفخر والجرأة الذي يحتاجون إليه لاستعادة بلادنا". واختتم حديثه قائلاً: "دعونا نسير في شارع بنسلفانيا".

ومع ذلك، لم ينضم ترامب إلى الحشد الغاضب المتَّجه نحو مبنى الكابيتول. بدلاً من ذلك، عاد إلى البيت الأبيض، حيث الساعة 2:24 مساءً. ونشر تغريدة غاضبة ضد نائب الرئيس بنس، الذي أوضح في رسالة في وقت سابق من اليوم أنه يخطط للوفاء بواجباته الدستورية والتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا دي هاريس من تصويت الهيئة الانتخابية للعام 2020.

وبعد الهجوم حوالي الثامنة مساءً، بعد أكثر من ست ساعات من الأزمة، أُعلن أن مبنى الكابيتول آمن.

تعليق عبر الفيس بوك