د. إسماعيل الأغبري
تتطور المُجتمعات والدول بزيادة المنشآت وأعداد السكان كما تختلط المُجتمعات بسبب الانفتاح وتبادل المصالح والمنافع وقد ترد على المجتمعات بسبب تداخل العناصر وتوافد الأجانب فيؤدي ذلك إلى ضرورة ملاحقة هذه الإفرازات فتنشأ الأجهزة ذات التنظيم الإداري والفني الدقيق.
والشرطة معروفة قديما وقد يُسمى الشرطي بالعسس وهو الذي يتلمس ما في المجتمع من تطور أو يرصد ما يقع فيه من مزعجات. الخامس من يناير من كل عام يوم الشرطة ذات المهام المتعددة والجسيمة في آن واحد.
الأعمال الموكولة إليها كثيرة في تكاتف وتنسيق وتعاون مع بقية الأجهزة العسكرية والأمنية من أجل عمان وشعب عُمان حراسة للمنجزات وحفاظاً على أسس النهضة وبسطاً لبساط الأمن وتعميماً للاستقرار في ربوع عمان ولجميع مواطني عُمان والمقيمين بها عملاً أو سياحة أو زيارة.
شرطة عُمان السلطانية لها أدوار معنوية وحسية والمعنوية تأتي قبل غيرها من حيث منع ما يُعكر قيم العمانيين فهم في أنشودتهم يصدحون بـ (حماة الحق حراس المبادئ) والشرطي تجسيد لفن التعامل مع سكان عُمان والرفق في مواضعه وبأهله حيث يكون مطلوبًا.
شرطة عُمان السلطانية والمنتسبون إليها حماة الحق حراس المبادئ فالمهام الموكولة إليهم أكثر من مجرد أداء محسوس.
الشرطة العين الساهرة واليد القابضة في كل فج من أرض عمان ففي البحر رصد ومتابعة وحراسة حرصاً منها من دخول أحد السلطنة بغير إذن شرعي مخافة التسلل وما له من عواقب اجتماعية واقتصادية وأمنية وأخلاقية. والشرطة عين لا تنام في البحر مخافة إدخال مواد محظورة لأرض السلطنة وبثها بين السكان ما يُؤدي إلى أضرار صحية واجتماعية ونفسية وأخلاقية. وشرطة عُمان السلطانية عند الحدود ومنافذ عمان خدمة للعابرين إليها أو الخارجين منها من مواطنين ومقيمين وتنظيماً للحركة عبرها وإرشادا لمن احتاج لذلك.
شرطة عُمان السلطانية والمنافذ أو الأجواء فالمطارات تلزمها العين الساهرة فيكون التعاون بينها وبين أخواتها من الأجهزة في تلاحم حماية لعُمان وحراسة لها ومنعاً من وقوع غير المرغوب فيه.
يتعرض الشرطي لأخطار جمَّة فالمتسللون والمهربون وأصحاب التجارة غير المشروعة لا يردعهم شرع ولا قانون إن أحسوا بالغرق لذا قد يتخلصون ممن يعيق طريقهم ولو بمحاولة التصفية الجسدية لذا فالشرطي معرض للخطر وما ذلك إلا في سبيل عُمان وقيمها وأخلاقياتها وتماسكها الاجتماعي.
المطاردات إن استدعى الأمر لمنع تهريب ووقف تسلل ليست بالأمر الهين والشرطي وبالتعاون مع أخيه في بقية الأجهزة هم الدرع المتقدم والصف الأول المعرض للخطر وذلك من أجل حياة آمنة لعُمان والشعب العماني (الأمة) بالمصطلح القرآني.
الأصل أنَّ الشرطة ملاذ الخائف وملجأ التائه لذا يصير إليها الناس عند كل نائبة ويطلبها الأفراد عند وقوع كرب ولو لم يكن بعض ذلك من اختصاصها.
الشرطي ليس فقط مخالفات بل الشرطة أوسع من ذلك وأكبر فدورها التنظيم فكيف السير لولا جهود الشرطة؟ وكيف انسيابية المرور لولا التنظيم والمتابعة.
قانون المرور نعم موجب احترامه لازم تطبيقه لكن الإنسان يعظم الشخوص أكثر من خوفه من النصوص لذا فدور الشرطة عظيم وكثير وكبير.
الشرطة تساهم في استقرار الدولة وشعور الإنسان بالأمن على نفسه وماله وعياله ومن هنا قيل الشرطة هي العين الساهرة.
السلطنة مُترامية الأطراف ومنافذ حدودية ومُختلفة التضاريس وحدود بحرية وسواحل طويلة لذا فإنَّ الشرطة مع بقية أخواتها من الأجهزة تعمل بجدٍ واجتهاد فهي العين الواسعة الساهرة اليقظة.
ويتم الاستعانة بالشرطة في الطوارئ والظروف الصحية مساهمة منها في تفعيل ما يصدر عن لجان أو غيرها لأنَّها أقدر على الرصد والمتابعة وكذلك الحزم والعزم.
الشرطي من المجتمع وإليه لذا لابد أن يتصرف مع بني جلدته تصرفاً راقياً من حيث اللسان ومن حيث أداء وتقديم الخدمات فكلما كانت العلاقة حسنة بين الشرطي والمُواطن كان ذلك مدعاة لمزيد من التَّعاون وتبادل الثقة.
تحرير المخالفات رغم أنَّه مخالفات ولكن له أسلوب لطيف وتخليص المعاملات له فن راق من فنون التعامل.
الشرطة تقوم بأدوار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود ما تمَّ تخويله لها مما يناسب طبيعتها فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ما يعرف اليوم بالرقابة، أبعد من حصره في المفهوم التقليدي، وكلاهما مهم وضرورة فمنع تجاوز السرعة معروف وإيقاف المتهور معروف وإبطال منكر؛ إذ بتهوره قد يقتل أو يصيب آخرين بإعاقة مع إتلاف مال الدولة أو أموال خاصة.
منع تهريب الممنوعات أمر بمعروف بقوة القانون ونهي عن منكر لأنَّ دخول الممنوع قد يؤدي إلى آثار سلبية على البلاد والعباد.
منع التسلل أمر بمعروف ونهي عن منكر إذ قد يُقيم في البلاد غير مرغوب فيه أو ملاحق دولياً وقد يؤدي ذلك إلى آثار سلبية اجتماعية وأمنية.
إنَّ الشرطة قد تفض اشتباكاً بين أشخاص أو جماعة وقد تمنع اصطداما بين أطراف وقد تنهي إزعاجا آخر الليل وقد تنهي فساداً قائماً بعد التأكد من حتمية وقوعه وقد تنهي أعمالاً منافية للشريعة الإسلامية والأعراف والتقاليد وقد تسائل من تعمد إيذاء المارة بسد الشوارع والطرقات وذلك أمر منها بمعروف ونهي عن مُنكر.
رصد الأماكن المشبوهة بعد التنسيق مع جهات أخرى ومتابعة القضايا غير الأخلاقية أمر بمعروف ونهي عن منكر ومن هنا يتبين لنا أن دور الشرطة كبير في ترسيخ أمن عُمان واستقرارها وسلامة بنيها والمقيمين فيها فهي حقاً عين عُمان الساهرة.
وختاماً فن التعامل بريد لقلوب الناس وطريق للإقناع بالتي هي أحسن وسبيل لتعاون المدني والعسكري والإنجاز السريع طريق سريع لرضا المواطن.