سمات المجتمع المدرسي

 

سليمان الجابري

 

يتبادر إلى الأذهان في الوضع الراهن حول مفهوم التعليم الذي ينبغي علينا اتخاذه نظرًا لادخال مفهوم السلطة والإدارة في المفهوم العام وعلاقة كل منهما بالآخر، أهي علاقة مجتمعية وضرورية أم علاقة وقتية يتمحور من خلالها سن الأنظمة والقوانين والسياسات التعليمية التي تخدم الحقل التربوي وصقل الأفراد بالتدريب المُحفز في الميدان التربوي.

إنَّ تمكين المؤسسات التعليمية من إيجاد الطرق التي تساهم بشكل فعَّال في توصيل المعرفة إلى المتلقى لأصبح كفيل بضمان وصولها بالشكل المناسب والصحيح لهم من حيث تنوعها وشموليتها.

تختلف الإبداعات المتواجدة في الشبكة العنكبوتية وتتميز بالتجديد والتحديث لذا لا ينبغى علينا أن نركز فقط  على وصول المعرفة بل علينا أن نعلم كيف نمارسها ونتأكد من مُمارستها لذا لا يجب توصيل المعرفة بوسائل معينة دون غيرها فقط وإنما باب الاجتهاد مفتوح للمعلم والمتعلم ولكن ضمن نطاق القيود الاجتماعية والدينية التي لا نختلف عليها.

إنَّ المهتمين بالنهج التربوي وطريقة توصيله إلى أفراد المجتمع بشكل عام وإلى المتعلمين بشكل خاص عليهم أن يؤمنوا بأنَّ الميدان التربوي زاخر بالمبدعين والمبتكرين في العملية التعليمية وطرق توصيل المعارف والمفاهيم وتمكين الثقة فيهم، ومتابعتهم للتيسير عليهم في التغلب على التحديات التي تُواجههم وعلى أصحاب القرار الإيمان الكامل بالتدريب المتجدد وغير الروتيني وبالممارسة الفعلية الحقيقية لما تدرب عليه ليترسخ كل جزء من المعلومة والمعرفة التي يكتسبها.

عندما تكون السلطة فوق المعرفة وتتحكم بها نلاحظ الانكماش المعرفي والابتكاري والإبداعي عند الأفراد بشكل عام وعند الهيئة التدريسية بشكل خاص لأنهم هم الذين ينبغي أن يكون دورهم ميسرين ومشجعين ومبادرين لإيجاد الطرق والحلول البديلة للمتعلمين وليس فقط مستمعين ومنفذين ما يملى عليهم من تعليمات مكتوبة لا ينبغي الحياد عنها.

فاللامركزية تثبت أن يكون هناك قادة في الميدان التربوي قادرين على إعطاء الأمر والمشي في الصف الأول مع المجتمع المدرسي ولكن ما يُلاحظ على الجميع أنهم يتمنون أن يكونوا قادة بالإقناع فقط إما بالأفعال فهم ليس سواء إداريين يفعلون ما يملى عليهم في أغلب تصرفاته التربوية.

ألم يحن الوقت بعد كل هذه السنوات من عُمر النهضة المباركة وتماشياً مع النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله وأبقاه-.

وتعطى الصلاحيات الفعلية في اتخاذ القرارات التربوية وبالمقابل تفعل المحاسبة الحقيقية، وعلينا أن نجدد الثقة والتميز والإبداع في عناصر العملية التعليمية بالبيئة المدرسية حسب رؤية عُمان 2040 والتي تستهدف تمكين القدرات الإبداعية لدى الأفراد في الميدان التربوي وأن نسخر لهم الإمكانيات التي تمكنهم من تحقيق أهداف الرؤية 2040 وأن يكون لهم السمات الكامنة في المجتمع.

فإذا أردنا الطبيب نظرنا من علمه وإذا أردنا المهندس نظرنا من يسر له الطريق وإذا أردنا مجتمعا متعلما شغوفا بالمعرفة مدركاً لواجباته ومنتقياً لأعماله ومتمسكاً بتعاليم دينه ومجتمعه نظرنا إلى من كان له الفضل في ذلك دون غيره.

تعليق عبر الفيس بوك