معلمو عُمان على طريق النصر المؤزر

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

سُئِل يوماً شجاع ذاع صيته في زمانه بين النَّاس ما هو أفضل سلاح اقتنيته في حياتك؟! فأجاب: أفضل سلاح هو ذلك السلاح الذي كان في يميني يوم كانت الحاجة إليه حاسمة.

هذه الإجابة ليست من الدروس العابرة ولا حتى هي لمستوى مُحدد أو لمرحلة من مراحل الزمن بل هي أيقونة تُحدد عمق الشعوب بين متقبل ومبدع ومسايرٍ للحياة وبين آخر لو أنَّ المعطيات جُلها كانت بين يديه وتغيب منها القليل لكان في ذلك القليل عذراً وفي النهاية اللاشيء.

من أفضل الأسس التي تبنى عليها تطلعات كل أمة هي المعرفة الدقيقة بخصائص وحقائق وتاريخ تلك الأمة لأنَّ جوانب مهمة تناقلتها الأجيال من خلال السلوك والعادات وصلت إلى أن تكون جزءًا من طبيعة حياتها..الجميل في هذا الأمر أنَّ عُمان واحدةً من الدول التي استطاعت أن تكون لها صفتها الخاصة التي كانت سبباً مهماً في استمرارها والتغلب على تقلباتها وصعوباتها ذلك أنَّ الجميع يعلم أن الزمان لا يمكن أن يكون على وتيرةٍ واحدة وبصفة محددة إلى ما لا نهاية ومن يستطيع أن يُساير ذلك التلون كما هو ويتغلب عليه فسيستحق الاستمرار والافتخار الدائم بالنجاح وخاصةً ذلك النجاح الذي يأتي بعد هزيمة المصاعب.

عندما تمَّ إقرار التعليم المدمج نظراً للظروف الحالية إنهالت الكثير من الأفكار ووجهات النظر وفي زوايا مختلفة ومتباينة إلى حد بعيد ولا غرابة في ذلك بل العكس تماماً وإني شخصياً أرى وبكل وضوح أنَّ الوطن ومن خلال استراتيجية عامة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي يسير في طريق واسع الأفق يتم من خلاله فتح المجال لتبادل وجهات النظر وإعطاء الفرصة والحيز المناسب للجميع لإبداء وجهات نظرهم بل الاستفادة منها.

ومع ذلك فلعلنا نجد بعض الجوانب التي قد تسبب ذلك الرسوخ الفكري على المدى البعيد لذلك علينا أن نركز على المفيد منها وإذا كانت أغلب وجهات النظر تركز على ضعف شبكة الاتصالات مثلاً أو الحرفة في استخدام أسلوب التخاطب عن بعد بين المعلم والطالب فهذا التركيز وخاصةً على وسائل وقوة التواصل فنعم أن الأمر بحاجة إلى مراجعة وفي كل شيء، مثل من أي دولة نستورد أجهزة شبكة الاتصالات وهل تلك الأجهزة هي أفضل ما هو متوفر مقابل ما يتم الدفع لها  من مال وهل هي الأنسب لخصوصية السلطنة وتضاريسها والكثير من تلك الأسئلة، ولكن في هذه العجالة أردت أن ينتبه الجميع إلى أمرٍ هام وهو أن وسائل التواصل الاجتماعي ومع وفرة المعلومات وخاصةً المحبطة منها وقوة انتشارها وللجميع فإن الرسالة للأجيال يجب ألا تكون أننا كأمةٍ عُمانيةٍ صارعت ألوان الحياة نواجه المصاعب والتقلبات باللين ونعطيها أكبر من حجمها الذي هو ليس من صفاتنا وكذلك فلعلَّ بعض الأحداث دروس ولعل تلكم المصاعب اختبار لقوة الإرادة وانبثاق أفكار وعقول نحن بحاجة لها في جوانب متعددة وتجربة هامة لتطوير كل ما لدينا وبصورة غير مُباشرة.

اليوم وعندما يكون تصميم وزارة التربية والتعليم على الاستمرار والنجاح في التعليم عن بعد فإنَّ صفة التصميم نفسها هي الأهم وعندما نرى نجاحاً أي تجربة وعلى أي مستوى في العالم وإذا لم تتلقَ تلك المساندة الشعبية فإنها لن تقبل التحدي مثلما نجح من خلال ذلك علماء العالم بالوصول إلى نتائج غيَّرت وجه العالم وإلا فسيكون عكس ذلك وهو التردد على مستوى الفرد والجماعة وذلك بخوفه من الفشل واللوم وهذا أمر في غاية الأهمية لتطور الإنسان بالثقة والدعم وفي كل شيء.

من كان يُصدِّق أن أبناءنا في المنظومة الصحية سيضطرون إلى ارتداء ملابس خاصة وقناعا على الوجه أثناء أداء واجبهم وتحت كل الظروف حيث إن المستجدات فرضت عليهم ذلك الموقف ولا خيارَ عنه فقبلوا التحدي وكانوا ولا زالوا جنوداً عظماء في معركة البقاء أو الزوال وبإذن الله قريباً سنحتفي بهم وسنحتفل بانتصارهم كجزء مشرّف من أحداث تاريخ عمان.

اليوم وفي معركة من نوع آخر فإن معلمي عُمان يواجهون تحدياً لم يكن في حساب الجميع وأيضاً قبلوا ذلك التحدي وواجهوه بعزيمتهم التي لا تقهر ونعم إن البداية كانت متعبة للجميع غير أنَّ المنصة بدأت بالتجاوب أفضل ثم أفضل وبدأ أطفالنا في المنازل بالتعامل مع هذا الأمر وتقدموا وتطوروا شيئاً فشيئاً وبإذن الله العلي القدير وبالدعم والمساندة والكلمة الإيجابية وتقدير صنيعهم العظيم سنصل إلى الأفضل وفي كل شيء وأن المنصة التعليمية التي صممت لنشر العلم هي نفسها ومن خلالها سنحتفي ونحتفل ونتوج المعلم العماني أنه الأفضل على مستوى العالم.