إحدى ثمار نهضة عُمان الحديثة

غرفة تجارة وصناعة عُمان.. 50 عاما من الشراكة الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية

 

مسقط - الرؤية

تعدُّ غرفة تجارة وصناعة عُمان -الممثل الرسمي للقطاع الخاص في السلطنة- إحدى ثمار نهضة عُمان الحديثة، فمنذ صدور المرسوم السلطاني بإنشاء الغرفة في الخامس عشر من مايو لعام 1973 وحتى اليوم، وتُسهم الغرفة في تنظيم المصالح التجارية والصناعية لمنتسبيها، وتنميتها والدفاع عنها، وتمثيلها في مختلف المجالات، إضافة لتنمية القطاع الخاص العماني ليكون شريكا أساسيا في التنمية الاقتصادية المستدامة، عبر أدوات مبتكرة تتكامل مع مجتمع الأعمال.

وفي إطار ذلك، صاغت غرفة تجارة وصناعة عمان إستراتيجية جديدة تستهدف إحداث تحول جذري في آلية عملها بما يتفق ومسار تحقيق الرؤية الوطنية المستقبلية عُمان 2040، والسعي لتحقيق الاستدامة المالية للغرفة في ظل الأزمات الاقتصادية، وتعزيز الروابط التجارية مع العالم الخارجي من خلال الاستفادة من الشراكات واتفاقيات التعاون الموقعة بين الغرفة والهيئات الدولية والمنظمات والغرف التجارية، وتنويع أدوات المشاركة مع القطاع الخاص القائمة على  الابتكار والإبداع في الخدمات والنشاطات والفعاليات التي تسهم في تنميته وخدمة جميع الشركات والمؤسسات والمنتسبين للغرفة. كما ترتكز الإستراتيجية الجديدة على الشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بغرض المشاركة في صناعة القرار، وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز التنوع الاقتصادي، واستهداف الأسواق الخارجية لرفع قيمة الصادرات العمانية للأسواق الدولية وتجويد تنافسيتها،

كما تقوم الغرفة بمعالجة قضايا القطاع الخاص ورعاية مصالحه، وتشارك والقطاع الخاص بفاعلية في تنفيذ خطط تنويع مصادر الدخل القومي، كما تمثل القطاع في المحافل الإقليمية والعالمية، إلى جانب تعزيز علاقة الغرفة بالمؤسسات والهيئات الحكومية. وعلى مستوى الخارج، تعد الغرفة جسر تواصل بين رجال الأعمال العمانيين ونظرائهم بالخارج، من خلال إقامة المعارض المتنوعة وتنظيم الملتقيات، وتسوية المنازعات التجارية، واستكمالاً لأهداف الغرفة الاستراتيجية، تدعم الغرفة الأدوات والبرامج المتاحة لدفع عجلة مسيرة بناء التنمية منها ترويج المنتجات الوطنية، وتدريب وتشغيل الموار البشرية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودعم البحث العلمي والابتكار، ودعم التنويع الاقتصادي، والعمل على جذب وتشجيع الاستثمار الأجنبي، ودعم التعامل الاقتصادي الخليجي.

تحرص كذلك على تشجيع الابتكار ونشر ثقافته في السلطنة وتشجيع الباحثين والمبتكرين المتميزين على إبراز أنشطتهم الابتكارية والبحثية في شتى المجالات على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث وقعت الغرفة مذكرة تعاون مع مجلس البحث العلمي لإنشاء وإدارة جائزة الغرفة للابتكار، وتقام المسابقة مرة كل عامين لدعم الابتكار وتحفيز القدرات الوطنية، وقد أطلقت الغرفة نسختين من الجائزة حتى العام الحالي.

 

كرسي الغرفة

إلى ذلك، يعدُّ إنشاء كرسي غرفة تجارة وصناعة عمان للدراسات الاقتصادية مشروعًا مشتركًا بين غرفة تجارة وصناعة عمان وجامعة السلطان قابوس؛ بهدف تعزيز وفهم القضايا الاقتصادية في السلطنة، والمساهمة بتعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق التنويع الاقتصادي والتنافس الدولي، وتكمن أهمية في تحقيق التطوير الاقتصادي والاجتماعي للسلطنة من خلال إجراء الدراسات التطبيقية والتحليلات الاقتصادية وإنشاء قواعد بيانات للبحوث والتحليلات الاقتصادية، كما تعد مبادرة كرسي الغرفة للدراسات الاقتصادية أولى المبادرات من نوعها على المستوى الإقليمي والعالمي؛ بحيث يتبنَّى القطاع الخاص -ممثلا بالغرفة- كرسيا بحثيا في مؤسسة أكاديمية مرموقة كجامعة السلطان قابوس، ويعمل على تطوير ودعم البحوث التطبيقية ذات الصلة بالاقتصاد العماني، ودعم السلطنة بقطاعيها العام والخاص لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

 

جائزة الغرفة للقلم الاقتصادي

ونظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان حفلا لتكريم المؤسسات الإعلامية الداعمة والإعلاميين الداعمين لفعاليات الغرفة، والفائزين بجائزة الغرفة للقلم الاقتصادي، حيث تهتم بصورة أساسية بدعم العمل الإعلامي الاقتصادي بشتى وسائله وتخصصاته، وتهدف الغرفة من خلالها إلى زيادة المحتوى المعرفي الاقتصادي وتشجيع الأقلام الاقتصادية المتخصصة، إضافة لتشجيع الكتاب أو المغردين أو نشطاء التواصل الاجتماعي على الكتابة في المجال الاقتصادي، وتوعية الجمهور بالمفاهيم الاقتصادية والمستجدات في المجال الاقتصادي والتجاري ومساعدة الجيل الجديد من الكتاب الاقتصاديين في مجال للكتابة والتوثيق وإصدار كل ما هو مفيد في المجال الاقتصادي.

 

"الصغيرة والمتوسطة"

ودائما ما تؤكد الغرفة حرصها على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تُسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتنميته، وذلك بإيجاد البيئة المناسبة لنمو هذه المؤسسات وتطورها، وذلك من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الغرفة لهذه الفئة والتي من شأنها رفع مستوى الأداء وصقلها بالمهارات والأدوات اللازمة لمواكبة الحراك الاقتصادي، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان -أبقاه الله- في خطابه حول دعم هذه المؤسسات والتأكيد على أهميتها وأهمية دعمها، حيث نفذت الغرفة العديد من البرامج التدريبية خلال العام الجاري، وأخرى جارٍ العمل لتنفيذها خلال الفترة الحالية وحتى أبريل المقبل بمختلف فروع الغرفة، والتي تهدف لتدريب 600 شخص من رواد الأعمال، من منطلق دورها في تنمية مؤسسات القطاع الخاص العماني لتكون قادرة على المنافسة والنمو، ولتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني.

 

أمسيات الغرفة

كما تسعى الغرفة من خلال مبادرة "أمسيات الغرفة"، التي دشنت خلال الدورة الحالية لمجلس الإدارة (2018-2022) لتكون أمسياتها مستمرة طوال العام وليست مقتصرة كالسابق على شهر رمضان المبارك، وتتعلق بالموضوعات الاقتصادية والاستثمارية والحيوية ذات الأبعاد الأساسية والمهمة للاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة المستدامة، وتهدف لتعزيز الشراكة مع كافة الجهات والقطاعات ذات العلاقة في السلطنة.

 

وفود تجارية

وتعمل الغرفة وفروعها العشرة المتوزعة في جميع محافظات السلطنة ككيان واحد خدمة للقطاع الخاص بما يتواكب مع المتغيرات التنموية بكل الوسائل والسبل المتاحة، حيث ستسير الغرفة خلال العام الجاري عددا من الوفود التجارية المتخصصة لما لها من أهمية وتأثير إيجابي على القطاع الخاص، ومدى أهميتها وتأثيرها على القطاع الاقتصادي، حيث إن توجهات الغرفة لتسيير الوفود هي توجهات اقتصادية تخصصية توفر الفرص للالتقاء بأصحاب الأعمال الحقيقيين من الدول النظيرة، حيث إن المشاركات تتم وفق تنسيق وإجراءات مناسبة وواضحة بين الغرفة والدولة النظيرة.

 

البحوث والتقارير الاقتصادية

وقامت الغرفة من خلال دائرة البحوث والدراسات الاقتصادية بالمساهمة في الإنتاج المعرفي الاقتصادي، حيث تعد الدائرة ركيزة مهمة للمعلومات الاقتصادية والأبحاث والدراسات التي تسهم في تحقيق أهداف الغرفة في تنمية القطاع الخاص وجعله شريكا أساسيا في التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تقدم الغرفة عددا من الخدمات للمنتسبين من خلال المشاركة ضمن الفرق الاقتصادية التابعة للحكومة ومؤسسات سوق العمل بالسلطنة، والبحث عن المعلومات الاقتصادية محليا وإقليميا وعالميا وجمع البيانات المتعلقة بالقطاع الخاص، وإعداد مجموعة من الدراسات والتقارير الاقتصادية.

 

"تواصل عالمي"

وفي الأثناء، فقد أطلقت غرفة تجارة وصناعة عمان مبادرة "تواصل عالمي"، والتي تُعد الأولى من نوعها وهي عبارة عن عقد اجتماعات عبر الاتصال المرئي مع نظيراتها من الغرف حول العالم لتبادل الآراء وتعزيز أواصر التعاون بينها، وتعتبر بديلا للوفود التجارية التي دأبت الغرفة على تسييرها على مدار العام.

وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق عدد من الأهداف الإستراتيجية وهي تعزيز التواصل والتعاون الاقتصادي والتجاري مع الغرف النظيرة في الدول المستهدفة، وتطوير العلاقات التجارية بينها والاطلاع على التجارب وتبادل الخبرات والتباحث في إيجاد شراكات تجارية واقتصادية في القطاعات المستهدفة، بالإضافة للتعريف بالأسواق العمانية واكتشاف الفرص التجارية والاستثمارية، كما تهدف المبادرة إلى التعريف بالحوافز والمزايا الاستثمارية المتوفرة وتقريب وجهات النظر بين الشركات العاملة في السلطنة ونظرائهم في دول العالم ، بما يخدم تعزيز التعاون المشترك في ظل الأزمة الحالية وما تركته وسوف تتركه من آثار سلبية على كافة اقتصادات دول العالم

وتسعى الغرفة تسعى لتفعيل دورها الاقتصادي من خلال علاقاتها المختلفة مع نظيراتها من الغرف والمنظمات المثيلة والمؤسسات الدولية ذات الشأن الاقتصادي، وتوطيد العلاقات الدولية الودية والسياسية التي تربط السلطنة مع مختلف دول العالم؛ حيث إنَّ الحضور الدولي لغرفة تجارة وصناعة عمان ينعكس إيجاباً على مصالح وتوجهات أصحاب الأعمال في السلطنة، إذ يؤدي ذلك إلى جذب الاستثمارات الخارجية المباشرة وخصوصا مع إصدار السلطنة للقوانين المحفزة للاستثمار.

وقال سيف بن سعيد البادي رئيس فرع الغرفة بمحافظة الظاهرة: إنَّ الثامن عشر من نوفمبر يوم له ذكرى خاصة لدى كل مواطن عماني على أرض عمان الغالية؛ فقد توالت خمسون عاما من المنجزات التي أسسها القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-  الذي قاد مسيرة العطاء والتضحية والتطوير والبناء بخطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق ودولة عصرية تنعم بالأمن والأمان والمحبة للجميع. وأضاف: إنَّ الممتبع للتاريخ عمان منذ بزوغ فجر النهضة المباركة يجد عمان في صحوة  متجددة تسابق الزمن من أجل مستقبلا أكثر اشراقا و ابتهاجا ولذا فإن اليوم الوطني للنهضة هو محطة لتجديد الولاء والعرفان لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أعزه الله- وهو إشراقة جديدة في البناء والتطوير الذي تعيشه السلطنة في كافة الميادين والمواقع الحياتية.  وبهذه بالمناسبة الوطنية المجيدة يشرفنا ان نرفع عبارات التهاني والتبريكات لقائد البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- داعين الله جلت قدرته بان ينعم على جلالته بموفور الصحة والعافية للمواصلة ببناء عماننا الحديثة وتحقيق تطلعات أبناء عمان من تقدم ونمو وازدهار  رافعين أكف الضراعة للخالق عز وجل بالشكر و الحمد والمنة على ما اعطى وأنعم على هذه الأرض الطيبة.

 

وقال عبدالله بن علي الشافعي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة: يأتي الثامن عشر من نوفمبر هذا العام تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد- حفظه الله ورعاه- في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم أجمع جراء جائحة كورونا، والتبعات الاقتصادية الأخرى الناجمة عن هذا الوباء، كانخفاض معدلات الاستثمار، وانخفاض أسعار النفط، وتآكل رأس المال، وانخفاض القوة الشرائية إلى حدٍ كبير، وانخفاض الإنتاج، إلا أن مسيرة الإصلاح الاقتصادي، وتحقيق التوازن المالي كان ضمنت أهم المرتكزات في رؤية صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- وهي بلا شك ستُساهم في تحسين وضع القطاع الخاص وتنميته، وتمكينه بشكل فعلي، حتى يؤدي دوره المنوط في تنشيط الحياة الاقتصادية.

وتابع الشافعي قائلاً: لا شك أن استكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي التي أكدها صاحب الجلالة في اجتماعه بمجلس الوزراء بداية شهر نوفمبر، نهجٌ قديم حديث، ترسخت منذُ تولي المغفور له بأذن الله تعالى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم؛ فكان للقطاع الخاص اهتمامًا بالغًا لدى جلالته رحمه الله، منذ بزوغ فجر النهضة المباركة؛ باعتباره المحرك الرئيس للاقتصاد؛ فحرص على تهيئة كافة الظروف، وتوفير جميع المتطلبات لتطوير هذا القطاع بما يُلبي تطلعات الشعب العماني بشكل عام، والمستثمر المحلي والأجنبي بشكلٍ خاص. ونحن اليوم نشُاهد رؤية اقتصادية جديدة تواكب التغيرات الدولية، وتُلبي تطلعات أصحاب الأعمال والمستثمرين والمجتمع ككل، فرؤية عمان 2040 تعتمد على اقتصاد غير ريعي، أي أنها لا تخضع بشكل كبير على التقلبات الاقتصادية الدولية كالنفط. نسأل الله المولى أن يُديم على عمانَ موفور الأمن والاستقرار.

أما المهندس حمد بن سعيد بن ناصر الربخي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة الداخلية:، فقال: نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات التهاني للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الخمسين للنهضة، معربين لجلالته عن خالص امانينا له بدوام التوفيق والسداد في قيادته للمسيرة الظافرة، داعين المولى القدير أن يوفقه لما فيه خير الدنيا والاخرة وأن يحفظ عمان عاليه خفاقة ترفل بالامن والامان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة