الخابورة تتبرع بالدم

 

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

مبادرات شبابية لا تجد بدًا من الوقوف لها احتراماً وتقديراً وتشجيعاً، والأجمل عندما ترتبط هذه المبادرات بالاحتفال بمناسبة غالية علينا جميعاً وهي العيد الوطني للسلطنة الحبيبة، جهود جبارة تبذل من اللجنة المنظمة لحملة الخابورة للتبرع بالدم للاحتفال بالعيد الوطني من خلال تنفيذ واجب وطني ومقدس وإنساني حيث فكروا طويلاً بفكرة تكون منفردة وتتناسب مع الفرحة العمانية وكانت هذه الحملة.

لقد تابعت مقاطع الفيديو والبوسترات الخاصة بالحملة منذ أسابيع وأبهرت بحجم العمل المبذول لانطلاق هذه الحملة يومي الجمعة والسبت بتاريخ 20-21 نوفمبر من الساعة الثالثة عصرًا إلى الساعة التاسعة مساءً على مدى يومين بقاعة الجوهرة للمناسبات بالولاية، ومثل هذه الجهود الشبابية تستحق الدعم والإشادة والمساهمة في إنجاحها، وإنجاح مثل هذه الحملات الإنسانية يتم من خلال المشاركة والتفاعل والنشر والتبرع في يوم التبرع، والجميل أن المجال مفتوح للمشاركة من جميع ولايات السلطنة.

والأجمل أنَّ هذه المبادرة بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد لذلك هي متميزة في مناسبتها وفي توقيتها فجميعنا نفخر بهذه المناسبة وكل فرد يحاول أن يحتفل بها بطريقته التي يراها مناسبة فهناك من يزين سيارته وهناك من يرفع أعلام السلطنة على منزله وفي الأماكن العامة، وهؤلاء الشباب اختاروا الاحتفال بهذه المناسبة من خلال تنظيم هذه الحملة التي تكلفهم الوقت والجهد والمال ولكنهم في سبيل الخير وحب الوطن والإنسان يقدمون كل شيء، هكذا هم أبناء عُمان ينظرون إلى العلا والسُّمو والرقي بالإنسانية جمعاء ويفكرون بإسعاد الآخرين وإدخال البسمة في قلوب كل مريض وأسرته، فلعمري لو كل شخص منا فكر في غيره ما وجدنا معدوم ولا فقير ولا جائع، هذه مبادرة رائعة والأروع عندما نشاهد الإعداد تتوافد لتقديم المعونة والمساعدة والرحمة بالتبرع بقطرة من دمهم من أجل إنقاذ روح إنسانية، فالمولى سبحانه وتعالى يقول (ومن أحياها فكأنما أحيا النَّاس جميعا) فعلى كل متبرع أن يحتسب الأجر في تبرعه، يحتسب أنه ينقذ بذلك نفسا، والتبرع صدقة جارية للمتبرع فهو يرأب بتبرعه صدع أسرة من أن تترمّل أمهم ويتيتم أطفالهم، وفي الحديث (المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله) هذا فضلاً عن ما يجنيه المتبرع من فوائد طبية وأوسمة عملية لا تخفى على ذوي البصائر والعقول، فكونوا للخير عونا ومساعدا وفاعلا فهذه الحملات القصد منها الخير والصلاح.

ومثل هذه الحملات التي تنفذ في عدد من ولايات السلطنة لها أثر بالغ في تعزيز بنوك الدم التي تُعاني هذه الفترة من نقص شديد في كميات الدم نتيجة انتشار فيروس كورونا وأحجام الكثير من الناس عن التبرع خوفاً من انتقال الفيروس، والحمد لله هناك تطمينات من قبل الأطباء بأن عمليات التبرع ليس بها خطورة وأن هناك إجراءات احترازية مشددة تقوم بها اللجنة المنظمة لتنظيم المشاركين والمتبرعين، وقد تركت اللجنة أمام الجمهور الأريحية التامة للتبرع خلال يومين خوفاً من الزحام وتكدس المتبرعين، وهذه دعوة للجميع بأن يكونوا جزءًا من هذه الحملة ويتبرعوا بقطرة من دمهم ربما تساهم في إنقاذ روح من الهلاك والموت.

إنَّ في التبرع بالدم والمشاركة في هذه الحملات كسر لداء الزهو والعجب والغرور وصدق محبتنا لغيرنا كما نحب الخير لأنفسنا، والمتبرعين لهم الحق في التفاخر بالنخوة والكرم والشهامة فإذا كان الكريم تبرع بطعامه فإنّ المتبرع تبرع بدمه وجاد بنفسه وروحه، ودمتم ودامت عمان بخير.