بمشاركة الأمم المتحدة وممثلين عن الأديان

السلطنة تؤكد على القيم الفضلى لـ"المؤتلف الإنساني" في الاحتفال باليوم العالمي للتسامح

◄ السالمي: شباب العالم لا يريد الحروب.. وينبغي تعزيز التضامن العالمي لتحقيق السلم

◄ وزير الخارجية: التسامح وحده قادر على ضمان الاستقرار والسلام العالميين

◄ السعيدي: تنفيذ السلطنة لمبادرة "الصحة كجسر للسلام العالمي" يؤكد الثقة الدولية في عُمان

◄ الحراصي: الخطاب الإعلامي العماني ينبذ الطائفية والمذهبية ويحث على التفاهم

 

الرؤية - مريم البادية

تصوير/ راشد الكندي

انطلقت، أمس، احتفالات السلطنة باليوم العالمي للتسامح، الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام، والذكرى الأولى لإطلاق مشروع "إعلان السلطان ‏قابوس للمؤتلف الإنساني"، الذي كُشف عنه العام الماضي في احتفالية أممية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.

المعرض.jpeg
 

وشهدتْ الفعاليات معرضًا فنيًّا لأبرز الصور التي تحضُّ على التسامح والتعايش، ومن ثم أقيمت الجلسة الافتتاحية بهذه المناسبة؛ والتي شارك فيها كلٌّ من: معالي الشيخ عبدلله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، ومعالي الدكتور عبدلله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، وبمشاركة دولية واسعة عبر تقنيات الاتصال المرئي؛ حيث شارك فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام ورئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وميجيل موراتينوس المفوض السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، والقسيسة أوندريا ألكساندر الأمين العام المساعد لمجلس الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية، والحاخامة شوشانه كونوفر من كنيس "شولوم" في شيكاغو الأمريكية.

وتضمَّن الاحتفال طاولة مستديرة مع ممثلين رفيعي المستوى من المجتمع المدني؛ لمناقشة انعكاس المؤتلف الإنساني على الاحتياجات المُلحة لأزمة اليوم كآلية للتصدي بشكل إيجابي للقضايا التي تؤثر على المجتمع الدولي من أجل تطوير مجتمعات مسالمة ومتسامحة ومتفاهمة.

واستهلت الجلسة بكلمة لمعالي الشيخ عبدلله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، قال فيها إن اليوم العالمي للتسامح تعبير عن رغبة أممية وإنسانية في السلم والاستقرار، ومواجهة المشكلات العالمية بالتضامن والتعاون وصناعة الأمل للأجيال القادمة، ويأتي ذلك استنادا إلى الدروس والتجارب المأساوية في القرن العشرين، ومن الصراعات الكثيرة في الوقت الحاضر.

الشيخ عبدالله السالمي.JPG
 

وأضاف معاليه: "لقد كان اعتبار السلام في الداخل ومع العالم الشغل الشاغل للسلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- على مدى مسيرة حياته وتجربته الغنية، وقد تجلى هذا الاهتمام بوضوح في إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني في عام 2019". وتابع: "في الإعلان لا ينفض السلطان الراحل -طيب الله ثراه- يده من السياسات العالمية ومؤسساتها القائمة على حفظ السلام والأمن، وإن صارت قليلة الفاعلية، لكنه يزودها أو يقتلع عليها أصولا ومظلات قيمية وأخلاقية غاية في الحكمة والإنصاف والكرامة والعدالة، والمشاركة والحرية المسؤولة التي تستند جميعا إلى وحدة الإنسانية وعقل العالم الرشيد". وأوضح السالمي أن شباب العالم لا يريد الحروب ولا يقبلها، ويرغب في السلم بقوة، ويعمل عليه من داخل تلك المؤسسات ومن خارجها؛ من خلال مبادرات الرشد والتضامن والأخوة ضرورية لإحقاق السلم الذي يمثل رأس الفضائل الإنسانية والاقتصاد العالمي.

تلى ذلك كلمة لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية؛ قال فيها إنَّ قيم التسامح والتفاهم المتبادل مُتأصِّلة بقوة في ميثاق الأمم المتحدة وفي القوانين الدولية، إلا أنها تواجه اختبارات عميقة في جميع أنحاء العالم؛ حيث نرى استمرار التطرف واستهداف الأشخاص بسبب معتقداتهم وتقاليدهم، واستمرار الكثير من النزاعات المسلحة ذات الأبعاد الطائفية.

بدر بن حمد البوسعيدي.JPG

وأضاف أن البشر متنوعون بطبيعتهم، والتسامح وحده قادر على ضمان بقاء المجتمعات المختلفة في كل منطقة من مناطق العالم. ومضى معاليه قائلا إن السلطنة تشيد بدور الأمم المتحدة في تعزيز التسامح باعتباره مسألة تتعلق بهويتها الأساسية، ويجب علينا التمسك بقيم التسامح، ونشجع العالم عليها. وتابع أن فكر التسامح والحوار يعد من أبرز قيم ومبادئ السلام الراسخة في المجتمع العماني، فضلا عن كونه أسلوب حياة وممارسة يومية يمارسها جميع العمانيين، لذا تعمل حكومة السلطنة على تعزيز الحوار بين الأديان لتعزيز التسامح الديني والتفاهم المتبادل والتعايش السلمي على المستوى العالمي. واختتم معاليه بالقول إن إعلان المؤتلف الإنساني يدعو العالم إلى تبني نظام أخلاقي عالمي يعزز التفاهم المشترك والتعايش السلمي.

أعقبَ ذلك كلمة لمعالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، قال فيها: إنَّ المنظومة الصحية تقوم بدور رائد في مد جسور التسامح وتعزيز السلام، مضيفا أن الوزارة تنتهج مبدأ المساواة والعدالة الإنسانية عند تقديم الخدمات الصحية، حيث كفلت للمواطنين وللمقيمين على أرض الوطن، حقهم في التمتع برعاية صحية متساوية وهيأت الظروف لذلك.

وزير الصحة.JPG
 

وأوضح أن السلطنة تبذل جهودا إقليمية ودولية حثيثة، وتتبنى دورا بارزا في ترسيخ السلام والصحة من منطلق الصحة للجميع، وذلك بالتعاون مع المنظمات العالمية، حيث تحرص الوزارة على المشاركة في المؤتمرات الدولية لما فيها من أهمية كبيرة لتشجيع تبادل الخبرات الصحية ودعم مبدأ التعايش والتعاون. وأشار السعيدي إلى "مبادرة الصحة كجسر للسلام العالمي"، حيث وقع الاختيار في يونيو الماضي على السلطنة ممثلة في وزارة الصحة للمشاركة في هذه المبادرة عن دول الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزز مكانة السلطنة إقليميا ودوليا في إطار جهود دعم التغطية الصحية الشاملة.

وألقى معالي الدكتور عبدلله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، كلمة؛ شدد فيها على أنَّ الخطاب الإعلامي العُماني يضع في اعتباره دوما حُسن الجوار ونبذ الطائفية والمذهبية والعنصرية، ومناصرة القضايا العادلة في المحافل الدولية، والجنوح إلى السلم، وحل القضايا بالطرق السلمية، وتبادل المصالح مع الجميع، وكسب الأشقاء والأصدقاء.

وزير الإعلام.JPG
 

وأضاف معاليه أن وزارة الإعلام تحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات ومعارض الكتب الخارجية القائمة على مبدأ التعارف وتبادل الخبرات والتحاور مع مختلف الثقافات من منطلق التسامح والتفاهم والتعايش وقبول الآخر. واختتم معاليه بقوله إنَّ الإيمان بقيمة التسامح لا يمكن أن يكتمل إلا بتوظيفه واقعا عمليا وسلوكا يوميا في حياة الشعوب، وهو ما نضعه نصب أعيننا في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة