حمود بن علي الطوقي
منذ سنوات تراودني فكرة مشروع إصدار كتاب يكون شاهداً على النهصة المباركة وكنت أخطط لهذا المشروع بحيث أجري حوارات صحفية مع عدد من الشخصيات الوطنية المُنتقاة التي وقفت مع باني النهضة العُمانية السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وحاولت جاهدًا أن أجمع الأسماء والشخصيات البارزة التي وقفت مع السلطان الراحل، وكان لابد لي من طرح هذه الفكرة بعد أن اجتهد في اختيار الأسماء التي ستكون محور حديثي عن مشروع كتابي الذي اخترت له اسم "السجل الذهبي" وكنت أنوي أن يكون لقاء من اخترتهم ينصب حول ذكرياتهم مع باني النهضة العُمانية السلطان قابوس الذي قاد مسيرة عُمان المظفرة منذ أن تولى مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يوليو المجيد عام 1970 حتى وافته المنية في يناير 2020.
استأنست واستشرت من هم أكثر مني خبرة ودراية، وعرضت الفكرة في البداية لمعالي يحيى بن سعيد الجابري وقتها كان رئيسًا تنفيذياً للهيئة العامة لسوق المال، وكنت موظفاً في الهيئة ولم يتوانَ في التوجيه ودعم الفكرة، وقد انتقلت بالفكرة لمعالي سلطان بن محمد النعماني وكان وقتها أميناً عاماً لشؤون البلاط السلطاني، وتركت في مكتبه مسودة المشروع والأسماء المقترحة التي أنوي مقابلتها ومحاورتها، وكنت وقتها أبحث عن ممول لهذا المشروع وطلبت لقاء معالي عبد الملك بن عبدالله الخليلي وكان وقتها رئيساً لمجلس إدارة بنك مسقط، كنت متحمساً جداً لهذا المشروع الوطني وكنت أعد الأيام لكي أبدأ بتحريك قلمي لرصد قصص ووقائع وتوثيق حقائق عن مسيرة شخصيات عاصرت صاحب الجلالة باني النهصة العمانية، وكنت حريصاً على انتقاء الأسماء ووصلت إلى ٥٠ شخصية عمانية بارزة وقفت مع جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه-. ومنهم من توفاهم الله كنت أخطط أن أدشن هذا الكتاب في العيد الخمسين للنهضة وكنت أعد الأيام والليالي للبدء في التنفيذ وإعداد هذا المشروع الوطني الهام الذي سيعزز من قدراتي الصحفية في مجال البحث والتوثيق، وعندما وصلت الفكرة لوالدنا الراحل- أعزَّ الرجال وأنقاهم- وحسب ما وصلني أنه رحمه الله قال: لا يجب تحديد شخصيات بعينها وقد وقف معه في بداية النهصة الشعب العُماني قاطبة من ظفار لمسندم شيبة وشباباً رجالاً ونساء، فكل فرد من أبناء عمان الأوفياء وقف مع جلالة السلطان في مسيرته الظافرة حتى أضحت صورة تتألق في المحافل الإقليمية وتتجلى هنا وهناك في هذه الأرض العذبة التي لا تقبل أن تنبت إلا طيبا.
ولأن الشعب العماني الذي وقف مع باني النهضة المباركة يدرك مكانة عُمان المحفورة والمنقوشة والمقدرة. بين شعوب العالم المحب للأمن والرخاء والسلام. وكنت أود من خلال كتابي (السجل الذهبي) أن أسجل عبارة عرفان للقائد الأبي قابوس المُعظم لأنه أعطى لعُمان بلا حدود وفكره المستنير الذي يمتزج بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ويفيض بالعطاء والوفاء والسماحة والعفو والكرم.
ولأن قابوس كتاب يسطر تاريخ النهضة حيث تتوالى فصول في كافة المسارات ويكتب العمانيون فيه سطورا متجددة حيناً بعد حين ولأنه هو كل شيء في عُمان جديد وجميل، حاضرا وحضارة ونورا واستنارة وجمالا وجلالا وابتهاجا.
لأن قابوس هو السلطان العادل والحكيم ورجل السلام والإنسانية ولأن اسمه محفور في قلوب العالم بأنه رجل السلام والمحبة والوئام.
هنيئاً لكل عُماني عاش وترعرع في كنف النهضة القابوسية وهاهي النهضة تمضي قدمًا متجددة وقد أكملت عقودها الخمسة وتمضي بنفس الفكر المستنير بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه- حيث أكد في كلمته التاريخية التي ألقاها فور تسلمه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير المنصرم ٢٠٢٠ " إن عزاءنا الوحيد وخير ما نخلد به إنجازاته هو السير على نهجه القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المُستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه على السير فيه والبناء عليه لترقى عُمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها فكتب الله له النجاح والتوفيق.