◄ البروفيسور علي مقداد لـ"الرؤية": القرارات الحكيمة لـ"اللجنة العليا" أسهمت في كبح جماح "كورونا"
◄ "كورونا" السبب الثاني للوفاة في السلطنة خلال الأسبوع الماضي
◄ إصابات "كورونا" في السلطنة تتجه نحو الانخفاض خلال الأسابيع القليلة المقبلة
◄ 2300 حالة وفاة تراكمية بحلول مارس 2021
◄ "كوفيد 19" السبب الثالث للوفاة في السلطنة خلال 2020
◄ 8000 إصابة و5 وفيات يوميا بحلول مارس 2021
◄ 30 % تراجعا بمعدل وفيات "كورونا" داخل المستشفيات
ترجمة - الرؤية
كشفتْ ورقة بحثية أعدها خبراء معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن الأمريكية، بقيادة البروفيسور علي مقداد الخبير العالمي في نماذج التنبؤ بحالات كورونا بجامعة واشنطن الأمريكية وكبير الإستراتيجيين بمبادرة صحة السكان بالجامعة، عن وضع 3 سيناريوهات لمستقبل الوضع الوبائي الخاص بفيروس كورونا "كوفيد 19" في السلطنة.
وقال مقداد -في تصريح خاص لـ"الرؤية": إن القرارات الحكيمة التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في السلطنة، كان لها عظيم الأثر في الحد من تزايد أعداد المصابين بالمرض، ومن ثم العدد التراكمي للوفيات، مشيرا إلى أنَّ تجاوب المواطنين والمقيمين كذلك أسهم فيما تحقَّق من نتائج في الوقت الراهن.
وأضاف مقداد أنَّ حالات الإصابة بمرض كوفيد 19 بدأت في الانخفاض بالسلطنة، لكن حث على التقيد بأقصى درجات الحيطة والحذر الآن مع دخول فصل الشتاء والتوقعات بارتفاع الأعداد مجددا بسبب تغير الطقس، معتبرا أنَّ عدم التزام البعض قد يهدد بخسارة ما قُدم من تضحيات خلال الفترات الماضية. وقال مقداد: "البعض منا فقد أحد أحبائه، ومن ثم يتعين تكاتف الجهود من أجل الحد من الاصابات والوفيات خلال الأشهر المقبلة؛ من خلال الالتزام بتعليمات اللجنة العليا أكثر من أي وقت مضى". وشدد مقداد على ضرورة استمرار التقيد بارتداء الكمامات والمحافظة على مسافة آمنة مع الآخرين، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بصفة مستمرة. وقال مقداد إنَّه ورغم الإعلان عن قرب طرح لقاح كورونا في العالم، إلا أنَّه يجب على الجميع مواصلة الحذر والتحلي بالوعي الوقائي اللازم، لكي نستطيع السيطرة على هذا المرض".
وأعدَّ المعهد نموذجا إحصائيا خاصا لمرض كوفيد 19 في السلطنة، وبدأ هذا النموذج فعليا في 11 نوفمبر 2020. فحسب الوضع الراهن للمرض بالسلطنة، رصد النموذج انخفاضا في عدد الحالات المبلغ عنها يوميا خلال الأسبوع الماضي إلى حوالي 400 حالة يوميا في المتوسط، مقارنة بحوالي 500 في الأسبوع السابق.
وتراجع معدل الوفيات اليومية في الأسبوع الماضي إلى حوالي 10 حالات وفاة يوميًّا في المتوسط. إلا أنَّ ذلك يظهر أن "كوفيد 19" بات السبب الثاني للوفاة في عُمان. وقالت الدراسة البحثية إنَّ معدل انتشار كوفيد 19 كان محسوباً باستخدام عدد الحالات بصفة عامة وعدد الحالات التي احتاجت الدخول للمستشفيات والوفيات في 25 أكتوبر 2020، وقد بلغ المعدل 0.87 نقطة، مما يشير إلى أن الحالات الجديدة ستنخفض خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وحسب تقديرات المعهد، فإنَّ 27% من الأشخاص في السلطنة أصيبوا بالعدوى حتى 9 نوفمبر 2020، كما تمَّ الكشف عن حوالي 9% من الإصابات. وقُدر معدل الوفيات بنحو أقل من 3 أشخاص لكل مليون نسمة.
ويقدر نموذج جامعة واشنطن أنه حتى 9 نوفمبر 2020، وصلت نسبة مستخدمي الكمامات عند مغادرة المنزل إلى 70%، وأُجري 134 فحصا تشخيصيًّا لكل 100,000 شخص.
ويتوقع النموذج أنه وبحلول 1 مارس 2021 ستسجل السلطنة حوالي 2300 حالة وفاة تراكمية. وسيكون كوفيد 19 هو السبب الثالث للوفاة داخل السلطنة في العام 2020.
وبحسب دراسة معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن الأمريكية، ستسجل السلطنة حوالي 10 وفيات يوميا بحلول 1 يناير 2021، ونحو 5 وفيات يوميًا في 1 مارس 2021. لكن في المقابل، تُشير تقديرات المعهد إلى تسجيل نحو 8000 إصابة يوميًّا في 1 يناير 2021، وما يقرب من 3800 إصابة يوميًّا بحلول 1 مارس 2021.
ويتوقَّع المعهد أن حوالي 35% من الأشخاص في عمان سيصابون بحلول 1 يناير 2021 و44% بحلول 1 مارس 2021.
ويرى المعهد أن القطاع الصحي في السلطنة سيتعرض لضغوط شديدة خاصة فيما يتعلق بالأسرِّة في المستشفيات وأيضا أسرة وحدة العناية المركزة (ICU) خلال الأشهر المقبلة، بناءً على النسبة المئوية من إجمالي السعة التي يشغلها مرضى كوفيد 19.
وفي السيناريو الذي يفترض ارتداء الكمامات بنسبة 95%، فمن المتوقع أن تسجل السلطنة 2000 حالة وفاة تراكمية فقط بحلول مارس 2021.
وأعد المعهد مراجعة جوهرية لمعدل الوفيات الناتج عن الإصابات، كما جمع أدلة تجريبية كبيرة، ووجد أنَّ ذلك المعدل قد انخفض بين مارس وأبريل الماضيين بسبب تطور إدارة المستشفيات لحالات المرضى، كما انخفض معدل الوفيات داخل المستشفيات بنحو 30%.
وبصفة عامة، وضع المعهد 3 سيناريوهات متوقعة للوضع الوبائي لكوفيد 19 في السلطنة؛ السيناريو الأول: هو سيناريو مرجعي لتوقعات المعهد فيما يمكن أن يحدث؛ حيث يفترض المعهد أنه إذا وصل معدل الوفيات إلى اليومي إلى 8% بسبب كوفيد 19 سيتم إعادة فرض التدابير الاحترازية المشددة. أما السيناريو الثاني، فيتعلق بتخفيف الحكومة لهذه التدابير دون إعادة فرضها، في حين أنَّ هناك السيناريو الثالث الذي يعتمد على وصول نسبة ارتداء الكمامة إلى 95% بين مختلف أفراد المجتمع، وهنا تشير التوقعات إلى فرض التدابير الاحترازية عند الوصول لمعدل 8 وفيات لكل مليون شخص.
