18 نوفمبر.. مدرسة عمانية

د.خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com


يُمثل يوم 18 نوفمبر مُناسبة وطنية غالية وعزيزة وذات مكانة مرموقة لنا كعُمانيين، ومدرسة وطنية نتعلم منها ونعلم أبناءنا وكل شرائح المجتمع والعالم أجمع كيف كانت عُمان قبل عام 1970 وكيف هي الآن في عام 2020م، لقد ارتبط احتفال السلطنة بالعيد الوطني المجيد بهذا اليوم لأنَّ ميلاد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه – هي ولادة لمجد عُمان الحديثة، وقد كان الوفاء حاضرا من قبل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في استمرار احتفال السلطنة بالعيد الوطني في هذا اليوم.

18 نوفمبر هو يوم الفخر والعزة والمجد والسؤدد لعُمان الحديثة ذات التاريخ الضارب بجذوره في عمق التاريخ، وهو يوم خالد في قلب كل عُماني، نستلهم منه العطاء والبذل والجهد والتفاني وتقديم المصلحة العُليا على جميع المصالح الشخصية، وفي هذا اليوم نتذكر ما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب الجلالة السلطان قابوس-طيب الله ثراه- لعُمان حتى أفنى شبابه وصحته وعمره ليكون لعُمان شأن بين الأمم، فمنذ الأيام الأولى من قيادته المُباركة عمل على توحيد الشأن الداخلي والانطلاق نحو توفير الخدمات التنموية والخدمية للمواطنين والتي تكاد تكون معدومة، واستطاع في ظرف سنوات بسيطة أن يحقق إنجازات لم تكن لتتحقق لولا الجهد الذي بذله (طيب الله ثراه) بالتعاون والتكاتف مع أبناء شعبه الأوفياء.


واليوم عندما نحتفل بالعيد الوطني الخمسين المجيد وبيوم 18 من نوفمبر وفي عهد مولانا السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- فإننا نستحضر هذه المنجزات التي تحققت على المستويين الداخلي والخارجي لنعلم بها أبناءنا ومجتمعنا والعالم الخارجي، ونشرح لهم كيف كانت عمان والجهود التي بذلت لتصل إلى ما هي عليه الآن، مُؤكدين أنَّ العهد الجديد والمُتجدد لمولانا السلطان هيثم يسعى لإكمال هذه المسيرة الظافرة، بنفس الجهد والفكر والرؤية، وقد قدَّم خلال أقل من سنة ما يؤكد أنَّه ماضٍ لجعل عُمان في الدول المتقدمة رغم الصعوبات والتحديات.

ونحن كشعب عُماني ندرك صعوبة الموقف الذي يواجهه السلطان هيثم في ظل التراجع الخطير في أسعار النفط وأزمة كورونا وخسائر الشركات الحكومية وغيرها من الجوانب التي تقف حجر عثرة في تنفيذ الخطط والجهود المرسومة، ونؤمن بأنَّ الدول تمر بظروف صعبة وتحديات خطيرة، وأنَّ الظروف التي تمر بها السلطنة حالياً من تراجع اقتصادي وتجاري ومالي طبيعية وسوف تزول، ولقد لمسنا الجهود المبذولة من قبل السلطان هيثم والحكومة للخروج من هذه الأزمة.

إننا نقف مع الحكومة والجهود التي تبذل لتحسين الوضع الاقتصادي للبلد مُتسلحين بالحس الوطني الذي عرف عنَّا كعمانيين، وندرك أن الوصول إلى القمة سهل ولكن المحافظة على هذه القمة هو الصعب، ونحن نتحدى كل صعب بما نملكه من روح التعاون والتكاتف واللحمة الوطنية العمانية، وسوف نقف معًا صفاً واحداً لتجاوز هذه المحنة منطلقين من ذكرى 18 نوفمبر التي تمنحنا القوة والعزيمة والإصرار لجعل عمان دولة ذات شأن سواء في الداخل أو الخارج، وعندي ثقة بأننا قادرون.

استخلصوا من الاحتفال بيوم 18 نوفمبر كل المعاني الإيجابية وتذكروا فيها الأب القائد الذي أحب عُمان وعشق ترابها وضحى بشبابه من أجلها، وانشروا هذه الإيجابية في الأجيال الصاعدة وذكروهم كيف كانت عمان دولة قاحلة ومظلمة قبل 1970م وكيف أصبحت الآن، وعززوا في نفوسهم قيمة الوطن والذود عنه بالمال والنفس والروح، ووضحوا لهم أنَّ السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- هو المكمل للمسيرة وأنه خير خلف لخير سلف، حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وجعل أيام عُمان أفراحا وأعيادا ومسرات، وكل عام والسلطان هيثم بن طارق بخير وصحة وسلامة والشعب العماني وعمان الأم الحنون في رقي وتقدم وازدهار، دمتم ودامت عمان بخير.