سباق أمريكي على كرسي الرئاسة

أنيسة الهوتية

السباق الأمريكي على كُرسي الرئاسة الحدث الأهم في العالم، وتتجه توقعات الكاثيلوكيين لفوز بايدن المدعوم بالكنيسة الكاثوليكية مع دولة الفاتيكان التي ترى أنَّ ترامب ليس سوى أحمق تَمَلَكَ العصا السحرية التي تأتي مع "باكج" الكرسي الرئاسي، وأصبح يلوح بها على العالم مُتباهياً بنفسه، ولقوة العصا تلك ترى الكنيسة أنَّ من يمتلكها يجب أن يكون تحت عُهدةِ الرَب! وأصبح اللعب على وتر الدين بطاقةً يستخدمها فريق بايدن للتصويت.

ولكن، ترامب ليس ماسونياً ولا ملحداً فهو أيضاً كاثوليكي ولكن غير مُتزمت! والمجتمع الأمريكي الأغلب وبالأخص الشباب يميل أكثر إلى الرئيس غير الملتزم وغير المتعهد بمُمارسة العبادات الكنائسية أي أن فرصة فوزه أكبر بكثير من بايدن، خاصة وأنَّه من الحزب الجمهوري الذي أول مولودٍ له الرئيس أبراهام لنكولن بعد انفصاله عن الحزب الديمقراطي والذي كان حزباً واحداً يُسمى بالحزب الجهوري الديمقراطي، والحزب الجمهوري أخذ نصيب الأسد بالفوز في سباقات كرسي الرئاسة بعدد 18 رئيساً من أصل 45 رئيساً، والذي خرج بـ30 فترة رئاسية من أصل 66 منهما فترتان لمؤسس الدولة الأمريكية جورج واشنطن والذي كان بدون حزب، وفترة من بعده لجون آدامز للحزب الفيدرالي الأمريكي الذي لم يفز لاحقاً في أيِّ مرحلة رئاسية ثم اختفى. والحزب الجمهوري الديمقراطي تأسس عام 1792م بقيادة توماس جيفرسون الذي كان نائباً لجون آدامز في فترته الرئاسية ثم انقلب عليه بحزب جديد وفاز بفترتين رئاسيتين من بعده، ولحقه جيمس ماديسون بثلاث فترات، وجيمس مونرو بفترة، وثم جون كوينسي بفترة وكانت تلك نهاية الحزب الجمهوري الديمقراطي. 7 فترات بـ4 رؤساء وتم الانفصال بعد خلافات عديدة أهمهما رفض الحزب الديمقراطي لمفهوم الحكومة المحددة وسيادة الولايات ومعارضة فكرة البنك الوطني والتعريفات الجمركية المرتفعة فانفصل عن الحزب الجمهوري وفاز بأول ثلاث مراحل رئاسية برئيسين توالى منهما اثنتان الرئيس أندرو جاكسون مؤسس الحزب، ثم مارتن بيورين إلى أن تخلل حزب اليمين وفاز ويليام هاريسون بمرحلة ثم جون تايلر بمرحلتين، وتمَّت الفترات الرئاسية تنتقل بين الحزب الديمقراطي وحزب اليمين إلى سطوع أبراهام لنكولن من الحزب الجمهوري والفوز بمرحلتين حتى تم اغتياله قبل انتهاء الثانية وبذلك أصبح أول رئيس أمريكي يتم اغتياله وهو أول رئيس من الحزب الجمهوري وإلى الآن يُصنفه التاريخ كثاني أفضل رئيس بعد جورج واشنطن خاصة وأنه أعاد اتحاد الولايات المتحدة وقضى على الحرب الأهلية الأمريكية فأصبح الحزب الجمهوري مقدساً بتاريخه.

وأشهر رؤساء أمريكا من الحزب الجمهوري، ومنهم أكثر رئيسين لفتا انتباهي وقرأت تاريخهما بشغف، فحين كنت في الثامنة من عُمري وجدتني مُعجبةً بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان، بعدما سمعت الكثير عنه من مجالس الشياب حين كنت أتسلل بشغف لأسمع "سوالفهم" المُتنوعة، خاصة حين كان عمي نور الدين يصفه بالقائد القادم من الفقر المُدقع والمتوجه إلى كرسي الرئاسة! هذا الوصف جعلني أهتم بالبحث عنه وكان صعباً الوصول إلى تفاصيل مع عدم وجود الإنترنت أو الكتب التي تتحدث عن تلك الشخصيات في نهاية الثمانينات، فبقي شغف البحث عنه مقيداً في عقلي إلى أن كبرت وأصبح البحث سهلاً والمعلومات في مُتناول اليد حتى وصلت إلى مرحلة البحث والقراءة عن تاريخ أمريكا وكل رؤسائها وكأنه واجب مدرسي يجب أن أنهيه! ووجدت أنه ليس ريغان من يستحق الإعجاب بل هو أبراهام لنكولن لأنه الأفضل والأكثر حكمة.

ولكن ترامب ليس وريثاً لحكمة لنكولن، إلا أنَّه يبقى "ترامب" بشخصيته المُتقلبة العجيبة المضحكة التي أحبها الأمريكيون أكثر من نائب أوباما!