من راقب الناس مات أمريكيا

 

عائض الأحمد

لم أفهم ولن أفهم هكذا أنا، ليس لي علاقة بما قيل أو سيقال، فلست غربياً ولن أكون أحدهم مع يقيني بأنَّ كل هذا مرتبط بأولئك، ولكن ما ذنب سمعي وبصري وحواسي وشهرين من وقتي أو تزيد قليلاً بأن أشاهد سباقاً لا ناقة لي فيه ولا جمل، أعيشه وكأني أحد فرسانه والغريب تلك المشاعر الفياضة، التي تميل مع أحدهم ضد الآخر وكان الأمة انقسمت على حالها قسم مؤيدٌ وقسم يؤيد أيضًا، فلم تعد تعلم أيهما المُعارض بحكم الخصم وعلاقته بنا وهل سننال تلك المصلحة لنعطيه كل هذه المساحة من الترقب والاهتمام، لنقول تباً لنا مالنا وتلك الحماقات التي نحمل أنفسنا عليها وكأنَّ من يأتي سيحلف بأعمارنا ويهبنا كل ما منعنا عنه سابقوه، ولكم عبرة يا أولى الألباب.

"خالتي" أدام الله ظلها لم يكن لها أي ميول سياسية فكل همها "مسلسل" تسكب الدموع عليه سكبًا، ثم تشتم هذا الابن"العاق" المُدمن ولكنها غيرت "البوصلة"فجأة دون سابق إنذار وأحضرت كلما لذَّ وطاب، بغية إلا "يفوتها" حدث تعلَّق العالم أجمع بمشاهدته ولن تكون "خالتي" أقل منهم شأنا فضحت بالحلقة الأخيرة من "دموع عزيز" من أجل هذه الأحداث العالمية المتجددة إخراجاً وتمثيلاً، وكأن "هوليود" تبيع الوهم لنا فنصدق

ما يُقال لنا ثم ينقلب علينا الخاسر والفائز والمحب والكاره في ذات الوقت والساعة.

من قال لنا ومن "علقنا" بتلك الشخصيات "الكرتونية" في صغري كان "توم وجيري"و"النمر الوردي" المُثير للمشاكل بأسلوبه الساخر، ولكنه أكثر ذكاء من الجميع لا يقع فيها أبداً أكثر جمالا ومتعة مما أشاهده الآن.

لم يعد طلب الرحمة والسكينة صناعة بشرية في عصر يضربه "المستهلك" بكل هذه "الهمجية" المنفلتة التي يصعب على أمثالي إدراكها أو الوصول إلى نتائجها الحتمية كما يقول علماء الاقتصاد والفلك بحكم العلاقة بين الاثنين "التنجيم" لغة الاقتصاديين والفلك علاقته بالمال تفوق علاقة ابن الجيران بمحبوبته التى يبكها ليله بنهاره ويقسم بالله أنها آخر "حب" ثم ينقلب على أحبابه بلغة البقاء للأحياء والكفن "والنعش" والعزاء لمن يذرف الدموع دون أن يعلم من مات ومن سيموت ومن له الحق أن يعيش، في عالم يحكمه النفوذ وتستوطنه عقول تُريد أن تقول، سترون ما نريكم فخذوا هباتنا وعطايانا ماذا وإلا وإلا ماذا؟

اسألوا "خالتي" دام ظلها.

ومضة:

أحد الأغبياء يقول الموت سبيل كل الأحياء ثم يطلب الحياة من أموات.

يقول الأحمد:

لاطاقة لي بكم اليوم فأنا أقل من أن أقول تباً لكم جميعاً.