رسائل إلى إدارات المدارس

 

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

كل عام والجميع بخير بمُناسبة عودة الحياة المدرسية، وتعود هذه الحياة في ظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل، عدد لا بأس به لم تتضح لديه الأمور حتى الآن سواء على مستوى المعلمين أو الطلبة أو أولياء الأمور، وتقدر شرائح المجتمع هذا الغموض لوجود نظام تعليمي جديد يطبق لأول مرة في السلطنة والذي هو التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني عبر المنصات التعليمية، وخلال هذا المقال سوف يقتصر الحديث على إرسال رسائل مباشرة لعدد من إدارات المدارس التي هي المحرك الرئيسي للعملية التعليمية.

تابعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي- مثل غيري- الحديث المستمر عن تذمر عدد من المعلمين والمعلمات عن سوء إدارة عدد من المدارس لملف التعليم في ظل هذه الأزمة الحالية، فبعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بتوجيه المديريات العامة للتربية والتعليم بمختلف المحافظات لتحديد كيفية التعليم وأساليبه والتعامل والتصرف مع هذا الملف كلٍ على حدة، قام مديرو عموم أغلب المحافظات مشكورين بتوجيه إدارات المدارس بتبسيط العمل والتسهيل على المعلمين والمعلمات للقيام بأدوارهم الوظيفية وحددت أغلب المديريات ليكون التعليم عن بعد من الصف (1 -11) للمدارس المكتظة والتي تتركز أغلبها في الساحل والسهل والتعليم المدمج للصف (12)، مع ضرورة تحقيق الإجراءات والاشتراطات الصحية اللازمة للحفاظ على الكوادر التعليمية والإدارية والطلابية، ومع أن هذه التوجيهات التي نادى بها مديرو العموم عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الإخبارية وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنَّ عدداً من إدارات المدارس للأسف الشديد قالت (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى) وقامت بتنفيذ سياسات تعسفية ضاربة بعرض الحائط كل التوجيهات والأوامر والاشتراطات الصحية.

فهناك إدارات مدارس فرضت على الطاقم التعليمي الدوام في المدرسة بنسبة 100% على الرغم من أن التوجيهات الخاصة باللجنة العُليا منذ بداية الجائحة لم تفرض هذه النسبة على جميع المؤسسات الحكومية حيث بدأت من 30% ثم صعدت إلى 50% ثم استقرت حالياً على 70% مع التنويه للمسؤول المباشر بالسماح للموظفين القادرين على تأدية أعمالهم من المنزل عدم الدوام بالمؤسسة، وأغلب المعلمين والمعلمات يستطيعون تأدية عملهم من المنزل سواء التعليم المتزامن عبر المنصات أو التعليم عبر تقديم الدروس وإرسالها للطالب عبر المنصة، إلا أنَّ إدارات عدد من المدارس تسبح في بحر آخر بعيداً عن التوجيهات.

وفي جانب آخر هناك توجيهات من وزارة التربية والتعليم ومديري عموم المحافظات مُوثقة ومنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنص على السماح للمعلمين والمعلمات المعينين خارج محافظتهم ومن هو بعيد عن المدرسة التي يعمل بها بالتعليم من المنزل إلا أنَّ عدداً من إدارات المدارس ترفض ذلك رفضاً قاطعاً وبعضها تساهلت في التعليم غير المُتزامن وأجبرت الحضور في ما يخص التعليم المتزامن، وهو أمر مُحير ويدعو إلى الاستغراب، فما هي الجدوى من أن يقطع معلم مئات الكيلومترات للوصول إلى المدرسة الخالية من الطلاب لتقديم درس متزامن أو غير متزامن لمدة ساعة بينما هو يستطيع تقديم هذه الساعة من منزله بالكيفية نفسها، أليس هذا تكليف آخر يكبل المعلم عن تأدية واجبه بكل سهولة ويُسر، أليس هذا تخبطاً واضحاً من بعض إدارات المدارس؟ ألا يجب أن تكون هناك مرونة لتأدية المعلم لواجباته الوظيفية من أي موقع يراه مناسباً خاصة مع ضعف شبكات الإنترنت؟

المعلم والمعلمة لتأدية أعمالهم يحتاجون يا إدارات المدارس رحمة ومرونة وتعاوناً وتساهلاً واحتراماً، ولكم أن تضعوا تحت كلمة احترام مائة خط أحمر، لأن الاحترام سيد التعامل الإنساني، فالإدارات التي تحترم موظفيها تجد الموظف يقدم الغالي والنفيس والتضحية في مجال عمله، والتي لا تحترم موظفيها فإنَّ الموظفين يتحسبون عليها في السر ويجاملونها في الجهر، ولا يستجيبون لكثير من الطلبات إلا مكرهين ولكم أن تتخيلوا أن تكره إنساناً على عمل لا يوده ولا يرغب فيه، وللحديث بقية، ودمتم ودامت عمان بخير.