أمل الإفلات "ضعيف".. 6 مهارات فقط لا يمكن استبدالها

"تحالف مزدوج لتكدير البشر".. كورونا والذكاء الاصطناعي يدشنان "حقبة البطالة الهائلة"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

باتَ الآن مُؤكدًا أكثر مما مضى أنَّ عالم ما بعد "كورونا" سيكون شديد التباين عما كان عليه من قبل، خصوصًا في القطاع الاقتصادي والقطاعات الأخرى ذات الصلة، فقد أجبرت أزمة الفيروس التاجي الناس على البقاء في المنزل، وتقليل الاتصال للحد من انتشار العدوى، مما عزز فرص التكنولوجيا اللا تلامسية لتصبح أكثر انتشارًا عن ذي قبل، ومن ثم تسريع الثورة الصناعية الرابعة بشكل كبير.

وبحسب أحدث تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإنه تقنيات التحول الرقمي (DX) ستكون أسرع التقنيات انتشارا، بما في ذلك المؤتمرات عبر الإنترنت والواقع الافتراضي والواقع المعزز (VR وAR) والروبوتات والذكاء الاصطناعي (AI) والطائرات بدون طيار والقيادة الآلية؛ بما يدعم التوقعات العالمية السابقة بأنَّ الثورة الصناعية الرابعة ستكون داعمة التطور السريع في جميع هذه التقنيات.

وتساءل التقرير عن نتائج هذا التسارع في الثورة الصناعية الرابعة في زمن "كورونا"؟ لافتًا إلى أنَّه ستحدث بطالة هائلة بسبب انتشار تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار والقيادة الآلية في المجتمع استجابة للأزمة، وأن هذه الثورة ستسحب الوظائف من العديد من العمال في مجموعة متنوعة من المهن؛ فمن يشاركون في الأعمال اليدوية البسيطة سيفقدون وظائفهم، إلا أنه ومع ذلك يمكن لهؤلاء الأشخاص على الأرجح الحصول على وظائف جديدة من خلال تعلم مهارات أكثر تقدمًا قليلاً في العمل اليدوي، حتى لو تم إلغاء وظائفهم.

الأمر الأكثر إثارة أنَّ هناك مشكلة بطالة أكثر خطورة أوجدتها الثورة الصناعية الرابعة، وهي احتمال فقدان العديد من العمال المنخرطين سابقًا في اقتصاد المعرفة وظائفهم بسبب التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

إذن.. ما هو نوع القدرات التي يجب تطويرها خلال السنوات المقبلة؟ بل وما هي القدرات التي يجب أن تركز عليها الدول والشركات في تنمية مواردها البشرية؟

ويتَّفق العديد من الخبراء على القدرات المتقدمة الثلاث التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي؛ وهي: الضيافة والإدارة والإبداع. صحيح أنَّ تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة يُمكن أن تحل محل هذه القدرات الثلاث على مستويات أولية، إلا أن هناك مستويات أكثر تعقيدًا في هذه المجالات لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

ففيما يتعلق بالضيافة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى بسهولة الخدمات الموحدة القائمة على التواصل اللفظي، مثل خدمات الاستقبال والمعلومات، لكنه لا يستطيع أن يجيد القدرة على إجراء اتصالات غير لفظية كـ"الاستماع إلى الصوت الصامت للعملاء، لفهم ما يشعرون به وإيصال المشاعر الدافئة التي تتجاوز الكلمات"، أو إظهار التعاطف العميق مع العملاء.

أما الإدارة، فمن المقرر أن يحل الذكاء الاصطناعي محل العاملين في مهام مثل الإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية وإدارة المشاريع، وهي المجالات التي من المتوقع أن تتجاوز فيها قدرات الذكاء الاصطناعي قدرات البشر في المستقبل، لكن من الصعب نوعا ما أن يكون للذكاء الاصطناعي القدرة على إدارة النمو، أو القدرة على توظيف إدارة العقل.. حيث ستكون كلتا هاتين المهارتين، مهمة للغاية للمديرين والقادة في مكان العمل في مجتمع المعرفة المتقدم القادم.

وفيما يتعلق بالإبداع، فلن يتمكن الذكاء الاصطناعي أبدًا من استبدال العبقرية مثل مهارات اختراع التكنولوجيا، واقتراح التصميمات الجديدة، والقدرة على أداء إدارة الذكاء الجماعي، أو القدرة على تحقيق أفكار جديدة في المنظمة.

إن الأزمة الصحية العالمية العميقة اليوم، مُتوقع أن تؤدي إلى إلغاء العديد من الوظائف في السنوات المقبلة، إلا أنه وما لم تقدم كل من الدول والشركات الدعم الكامل لمواطنيها وموظفيها لاكتساب هذه القدرات الستة، فلن نتمكن من تجاوز الحقبة القادمة من البطالة الهائلة.

تعليق عبر الفيس بوك