وسقط المارد.. والبقية في الطريق

 

أحمد السلماني

ليلة خميس حزينة تلك التي عاشتها جماهير كرة القدم بالسلطنة عموماً وفي ولاية صور بشكل خاص والتي حملت نبأ السقوط المدوي والمروع لنادي العروبة والذي يُعد من أعرق أندية السلطنة وهبوطه لدوري الدرجة الأولى، إذ ولأوَّل مرة تقريباً سيغيب اسمه من جدول ترتيب أندية دوري عُمانتل الموسم القادم والمزمع انطلاقته بعد شهر من الآن تقريبًا.

والحقيقة التي لم يكن يتقبلها أبناء العروبة، أنَّه كان وعلى مدى عقد من الزمان تقريباً يترنح ويئن من أزماته الداخلية والمادية وهجران الكثيرين من داعميه، واستطاع النجاة في أكثر من مرة من الهبوط بالتفاف أعضاء الشرف حول الفريق وهؤلاء منهم من قضى نحبه ومنهم من كلَّ وملَّ حالة عدم الاتزان  والاستقرار في مجالس إدارته وأنَّ الأموال كانت تصرف على كرة القدم، محرقة الأموال دون الالتفات إلى ضمان وتأمين مصادر دخل وتمويل لخزينة النادي وبما يكفل له الاستمرارية والقدرة التنافسية العالية.

على كل حال فإنَّ ما حدث للمارد هو نتيجة حتمية ومسألة وقت لا أكثر، وقد حدث رغم أنَّ الفريق وفي آخر 6 جولات حقق 5 انتصارات وتعادل بعد انتخاب مجلس إدارته الحالي وبالتالي استقرار ميزان الأمور ولكن بعد فوات الأوان وعلى البيت العرباوي استيعاب الدرس جيداً وهم أدرى أكثر من غيرهم بكيفية إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح شريطة التفاف جميع أعضائه ومحبيه خلفه.

وسبق وأن هبط نادي مرباط قبل نهاية الدوري بجولات في نتيجة طبيعية لوضعه المالي المُتردي ولكن اللغز المُحيّر والذي لا أجد له تفسيرا هو هبوط نادي عُمان أقدم أندية السلطنة ومن أكثرها استقرارا مادياً وإدارياً، ولكنه يُعاني من "اليتم"، جماهيره في المباراة الواحدة بعدد أصابع اليدين، اعتقد أن انتقال موقعه من مسقط للخوير ورحيل الرعيل الأول من جماهيره ومحبيه وداعميه أوصله لهذه المرحلة.

اللافت في الموسم القادم هو غياب أندية الشرقية شمالا وجنوبا عن التواجد بدوري "نخبة أندية كرة القدم" في ظاهرة نادرة وفريدة وتستحق التأمل والمراجعة، أعتقد جازمًا أن لإدارات الثقافة والرياضة والشباب في المنطقتين دور فيما آلت له هذه الأندية، وعليها بعد اليوم تقصّي حقيقة ما حدث وعدم الاكتفاء بدور المُتفرج ومجرد بريد يستلم ويسلم القرارات والتوجيهات، كذلك اللجان الاستشارية في هذه الأندية يقع على عاتقها مسؤولية تقديم الدعم والمساندة والتوجيه لها لتتمكن من تجاوز أزماتها.

وليست أندية الشرقية وحدها من يُعاني بل إنَّ قادم المواسم سيكشف عن مُفاجآت صادمة تهدد كيانات أندية تئن تحت وطأة المديونيات والأزمات الإدارية والتي لطالما حذرنا منها وهي نتيجة حتمية لأندية يُدير دفتها عقليات تعمل بالعازي "خطوة تنظيم" وليس "للأمام معتدل سير".