صناعة الذات

سالمة بنت محمد المقرشية

salma.1996m@gmail.com

إما الكمال وإما الزوال، أعط نفسك حقها في الانفراد مع ذاتها وانظر لداخلك بعمق سترى ذاتك الكامنة بداخلك. الذات هي نظرتك لنفسك قبل نظر الآخرين إما أن ترى نفسك قادرة ومثابرة وثابتة وإما أن ترى نفسك نظرة العجز والاستصغار. وصنع الذات هي الفكرة التي تحدونا نحو هدف نسعى إليه بعزيمتنا وإصرارنا ونعرف أننا حققنا هذا النجاح عندما نصل للهدف الذي نُريده.

لاشك أنَّ الهوايات تصنع الذات وقد تصنع إنسانا جديدا. بالطموح وبالشغف وبممارسة هواية ما حتى وإن لم تكن ذات صلة بالتخصص الجامعي أو بالعمل الوظيفي تحوله إلى نجاح واسع، مثلاً اشتهر في الآونة الأخيرة العديد من المُعلقين الذين أصبحوا عنوانًا للمُباريات المشوقة فيقترن حماس المشاهدة بالصوت الذي لا يخفى مدى تأثيره على نقل أجواء ملعب المباراة عبر الشاشة وهؤلاء الشغوفون بالتعليق نجحوا في هذا المجال عندما وجدوا ذاتهم متعلقة بهذه الهواية بدون أي شهادة في هذا الجانب لكن بالإرادة وبالممارسة أصبحوا ماهم عليه الآن.

ولدخول عالم رواد الأعمال لمجرد ممارسة هواية ما مثل الطهي، وبالتفنّن في تحضير الطعام وتقديم الأطباق المختلفة أصبح لدى الشغوف في هذا المجال مدخرا من المال أكثر عن المدخر الذي يقتضيه من راتبه الشهري لوظيفة ما.

وفي ضوء ذلك أن تقديس النفس والثقة بها يجعلك تنتصر حتى قبل أن تبدأ. ووضع الخطط والأهداف والتحدث مع النفس بإيجابيه والاهتمام بالنفس والمشاركة الاجتماعية تعزز الثقة بالنفس بشكل جيد ويشعر الإنسان دائمًا بالرضا عن نفسه.

إن ينابيع الذات القوية لا تجف ما دامت مواردها التركيز على القدرات والإمكانيات المتوفرة ومحاولة استغلالها بذكاء. أيضاً مع صناعة الذات وامتلاك المهارات اللازمة نغدو قادرين على التأقلم مع الظروف المُحيطة بنا سواء في الحياة الشخصية أو المهنية بطريقة أسهل وأقل تعقيدًا وأكثر مرونة وانسيابية.

وبعد هذا القول أكبر معركة يواجهها الإنسان هي حماية ذاته من العالم. والأهم من ذلك أين نرى ذاتنا؟ وأين نريدها أن تكون؟!

تعليق عبر الفيس بوك