ترجمة - رنا عبد الحكيم
ذكرتْ صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، أنَّ أطباءَ الرئيس دونالد ترامب قدموا "تقييمات وردية" لحالته، لكنَّ التفاصيل الطبية القليلة التي كشفوا عنها -بما في ذلك مستويات الأكسجين المتذبذبة، وقرار بدء العلاج بعقار الستيرويد- أوحتْ للعديد من خبراء الأمراض المعدية بأنَّه يعاني من حالة أكثر خطورة مما أقرَّ به الأطباء.
وفي الصُّور ومَقَاطع الفيديو التي نشرها البيت الأبيض، لا تكاد تُوجد أي علامة على مرض ترامب. لكن في مؤتمر صحفي في مركز "والتر ريد" الطبي العسكري في بيثيسدا بولاية ماريلاند، قال أطباء ترامب إنَّ مستويات الأكسجين لديه انخفضت إلى مستوى يُمكن أن يشير إلى أنَّ رئة المريض مُعرَّضة للخطر، وهو أحد أعراض "كوفيد 19" الحادة. وقال الفريق الطبي للرئيس إنَّه وصف له دواء ديكساميثازون يوم السبت الماضي، والدواء عبارة عن ستيرويد يُستخدم لتفادي رد فعل الجهاز المناعي المفرط الذي يقتل العديد من مرضى "كوفيد 19"، ومخصَّص للأشخاص الذين يُعانون من مرض شديد؛ لأنه لم يثبت أنه يفيد الأشخاص الذين يعانون من أشكال أخف من المرض، بل قد يكون محفوفًا بالمخاطر.
وقالَ خُبراء في الأمراض المعدية وطب الطوارئ، إنَّه بسبب الصورة غير المكتملة التي قدَّمها أطباء الرئيس، لم يكن من الواضح ما إذا كانوا قد أعطُوه ديكساميثازون دون الحاجة إليه، أو ما إذا كان الرئيس مريضًا أكثر مما تم الاعتراف به علنًا.
وقال الدكتور توماس ماكجين الطبيب العام في "Northwell Health" -أكبر مزود للرعاية الصحية في ولاية نيويورك: "إنَّ الديكساميثازون هو أكثر الأدوية المحيرة التي نراها يتم إعطاؤها له في هذه المرحلة". وأضاف أنَّ الدواء لا يُستخدم عادة إلا إذا بدا أن حالة المريض تتدهوَر. وواصل الدكتور ماكجين حديثه قائلا: "هل ترامب أكثر مرضًا مما نسمعُه، أم أنهم يتصرفون بحذر مُفرِط لأنه الرئيس؟".
وأثار بعض الخبراء احتمالًا إضافيًّا، وهو أنَّ الرئيس يُوجِّه رعايته بنفسه، ويطالب بعلاج مكثف على الرغم من المخاطر التي قد لا يفهمها تمامًا. وهذا النمط من العلاج يطلق عليه "متلازمة علاج الأشخاص المهمين جدا VIP "، وهي تصف شخصيات بارزة تتلقى رعاية طبية سيئة؛ لأن الأطباء متحمسون للغاية في علاجهم أو يذعنون لتعليماتهم بسهولة.
ومع ذلك، واستنادًا لروايات الأطباء، يبدو أن أعراض ترامب قد تطورت بسرعة منذ أن أعلن في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة أنه أثبت إصابته بفيروس كورونا. وقال أطباؤه إن ترامب أصيب "بحمى شديدة" يوم الجمعة، وكانت هناك مرتان انخفضت فيهما مستويات الأكسجين في الدم: يوم الجمعة، ومرة أخرى يوم السبت. وقال أطباؤه إنَّ مستوى تشبُّع الرئيس بالأكسجين كان 93% في وقت ما، وهو أقل من 95% التي تعد الحد الأدنى للنطاق الطبيعي.
ويعتبر العديد من الخبراء الطبيين أنَّ المرضى يعانون من أعراض "كوفيد 19" الشديدة، إذا انخفضت مستويات الأكسجين لديهم عن 94%. وقال الأطباء إنَّ ترامب تلقى أكسجين إضافيًّا في البيت الأبيض يوم الجمعة؛ ولم يتضح ما إذا كان قد تم إعطاؤه مرة أخرى يوم السبت، أو ما إذا كانت مستويات الأكسجين في الدم قد انخفضت إلى أقل من 90 في وقت ما.
وفي يوم الجمعة، أُعطِي ترامب جرعة من مزيج تجريبي من الأجسام المضادة يتم اختباره على مرضى "كوفيد 19" من قبل شركة الأدوية ريجينيرون. ويتلقى ترامب أيضًا دورة علاجية مدتها خمسة أيام من عقار ريمديسيفير، وهو دواء تجريبي آخر يستخدم في المرضى المقيمين في المستشفى، وقد تمَّ منحه تصريحًا طارئًا من قبل إدارة الغذاء والدواء.
ويتمُّ اختبار مزيج الأجسام المضادة من شركة ريجينيرون في المرضى في وقت مبكر من مسار العدوى، لأن العلاج يحارب الفيروس نفسه وقد يمنعه من الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
ويعدُّ عقار ريمديسيفير أيضًا مضادًا للفيروسات، ويُستخدم بشكل شائع بالفعل مع الديكساميثازون، الذي يخفِّف من استجابة الجسم المناعية،ويتم إعطاؤه لاحقًا في المرض، عندما تهاجم أجهزة المناعة لدى بعض المرضى أعضائهم الحيوية.
لكنَّ العديد من الخبراء الطبيين قالوا إنَّ قرار وصف ديكساميثازون لترامب لا يتوافق مع هذا السيناريو المتفائل بإمكانية خروج ترامب من المستشفى سريعا؛ إذ توصِي المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بإعطاء الدواء فقط للمرضى المصابين بـ"كوفيد 19 الحاد والحرج".