دراسة بريطانية تأمل التوصل لمعلومات تفيد في تطوير اللقاحات

الأجسام المُضادة و"كورونا".. مناعة ذاتية وقائية أم تفاعلات دفاعية قاتِلة؟!

ترجمة -رنا عبدالحكيم

يعكف علماء بريطانيون حاليا على دراسة ما إذا كانت الاستجابة المناعية تمنع "كوفيد 19" أم تزيده سوءًا، عبر الكشف عن الدور الحاسم الذي تلعبه الأجسام المضادة البشرية والدفاعات المناعية الأخرى في شدة حالات الإصابة؛ حيث من المُمكن أن تدعم النتائج اعتقاد بعض العلماء بأن الأجسام المضادة التي تسببها نزلات البرد يمكن أن تحمي الأطفال من المرض. وبالمقابل، قد تُؤكد الدراسة مخاوف البعض من أنَّ عددا قليلا من الاستجابات المناعية للفيروس قد تؤدي لتفاعلات قاتلة يُمكن أن تفسد محاولات صنع لقاحات مضادة للفيروس التاجي.

وتعقيبا على ذلك، نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن مايكل ليفين أستاذ طب الأطفال في إمبريال كوليدج لندن، قوله: من المتوقع أن تذهب هذه الدراسة في اتجاهين مختلفين للغاية؛ إذ يُمكن أن تكشف أن الأجسام المضادة المتفاعلة تفسِّر سبب انخفاض احتمال إصابة الأطفال بفيروس كوفيد-19 الشديد، أو قد تظهر أن الاستجابات المناعية للمرضى تسبب آثارًا تهدد الحياة.

وستنفذ الدراسة من قبل مجموعة ليفين وفريق بقيادة البروفيسور جورج كاسيوتيس في معهد فرانسيس كريك بلندن، وعلماء بقيادة دان ديفيس من كلية لندن الجامعية. وسيستخدمون آلاف العينات التي تم جمعها كجزء من الدراسات الحالية الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق ويلكم الخيري. وسيتركز الكثير من عمل المجموعات على الأجسام المضادة، وهي بروتينات الدفاع المناعي الرئيسية التي ترتبط بالفيروسات لعرقلة نشاطها.

وقال كاسيوتيس: اكتشفنا أن مجموعة صغيرة -حوالي 6% من سكان المملكة المتحدة- لديهم بالفعل أجسام مضادة يمكنها التعرف على الفيروس الجديد، رغم أنهم لم يتعرضوا له مطلقًا، ووقتها أدركنا أنه يجب أن يكون هناك تفاعل متبادل بين فيروسات كورونا الباردة الشائعة وسلالة الوباء الجديدة.

وتسبِّب فيروسات كورونا حوالي خمس حالات لنزلات البرد الشائعة في المملكة المتحدة، والأجسام المضادة الناتجة عنها تلتصق بفيروس "كوفيد 19"، إلا أن التساؤل يتزايد: هل يمكن فعلاً منع نشاط "كورونا"؟ وفي هذا السياق يقول كاسيوتس: "تشير تجاربنا المعملية إلى أن هذا قد يكون هو الحال. فقد تحمي هذه الأجسام المضادة في الواقع من كورونا". وهناك جوانب أخرى لاستجابة الجسم المناعية لـ"كوفيد 19" يُمكن أن يكون لها تأثير مختلف تمامًا.

وقال ليفين: "بعد أن بدأ الوباء، بدأنا نرى أطفالًا مصابين بأمراض خطيرة ومصابين بالتهاب شديد وفشل عضوي متعدد، مما أصابنا جميعًا بالحيرة؛ لأنَّ مرضهم لم يكن يحدث في ذروة الإصابة، بل بعد عدة أسابيع، عندما يذهب الفيروس، ولكن الملاحظ أنَّ الأجسام المضادة كانت عالية، لذلك كنا نخشى أن تكون هذه الأجسام المضادة هي التي تسبب الضرر بالفعل".

واختتم بقوله: "إننا بحاجة لفهم ما إذا كانت الأجسام المضادة التي يطورها الأطفال ضد فيروسات كورونا الباردة الشائعة وفيروس "كوفيد 19" تحمي من المرض الشديد، أو أنَّ بعض الأطفال والبالغين يصنعون أجساما مضادة قد تجعل المرض أسوأ؟".. نأمل أن تعطينا دراستنا إجابات وتوفر المعلومات الأساسية التي نحتاجها لتطوير لقاحات آمنة.

تعليق عبر الفيس بوك