"مليون صراع محتمل" بسبب الكيانات التجارية للرئيس الملياردير

"شركة البيت الأبيض المحدودة".. ترامب يحول الرئاسة الأمريكية إلى "تجارة خاصة"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

استخدمَ الكاتبُ الأمريكيُّ دان ألكسندر -المحرِّر في مجلة "فوربس"- تعبيرا دقيقا ليعنون به كتابه الصادر حديثا، وينتقد فيه بشدَّة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى.

الكتابُ -الذي يحمل عنوان: "شركة البيت الأبيض المحدودة.. كيف حول ترامب الرئاسة الأمريكية إلى عمل خاص به"- يعرض بالتفصيل جهودَ ترامب لكسب المال من بوابة السياسة؛ حيث يأخذ الكتاب القارئ في جولة داخل أندية حصرية بفئة الأثرياء وحسب، وفنادق فاخرة، ويسلط الضوء على شراكات خارجية، وممتلكات تجارية، وقصور شخصية. وييتبَّع ألكساندر مئات الملايين من الدولارات التي تتدفق بحرية بين الشركات الكبرى والرئيس ترامب، ويشرح بلغة واضحة كيف حاول ترامب ترجمة وجوده على رأس السلطة إلى أرياح؛ وذلك منذ حملته الانتخابية عام 2016 إلى حملته الحالية في عام 2020.

دان إلكسندر.jpg
 

ويرى ألكسندر أنَّه "تحويل ترامب الرئاسة إلى شركة لا يعني بالضرورة أنه حولها إلى عمل جيد"، فبعد فوز ترامب بمنصبه، تراجعت الأرباح في بعض العقارات التي يملكها، مثل منتجع دورال للجولف في ميامي. لكنَّ سدة الرئاسة فتحت أيضًا فرصًا جديدة، وتحولت محفظة العقارات التجارية والسكنية الخاصة بمجموعة شركات ترامب إلى سوق فريد من نوعه، يُمكن من خلاله لأي شخص في أي مكان أن يدفع لرئيس الولايات المتحدة. وهناك المئات من العملاء -بما في ذلك الحكومات الأجنبية والشركات الكبرى والمستثمرين الأفراد- ملزمون بذلك.

وأثَار تجاهل الرئيس للمعايير القانونية أزمة أخلاقية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الأمريكي الحديث؛ فقد عين ترامب في دائرته الداخلية العديد من أصحاب الملايين والمليارات الأثرياء للغاية، بما في ذلك إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر وويلبر روس وكارل إيكان، الذين جاءوا إلى البيت الأبيض مع محافظهم الخاصة التي مزقتها النزاعات. وبعد قيادة الرئيس، حطموا الحواجز التي حالت دون فصل ممتلكاتهم المالية عن أدوارهم الحكومية الرسمية.

والكتابُ بمَثابة تحقيق مثير حول ترامب وفريقه، الذين أفسدوا الرئاسة الأمريكية وتمكنوا من تجنب المساءلة القانونية حتى الآن. ويشرح المؤلف كيف حوّل دونالد ترامب الرئاسة إلى عمل تجاري وحصر مصالح ترامب التجارية المترامية الأطراف بما في ذلك المنتجعات ومباني المكاتب ومشاريع الترخيص وغير ذلك المزيد. ويقول ألكسندر إن ترامب يمتلك أكثر من 100 كيان تجاري مختلف؛ مما يخلق "مليون صراع محتمل" للرئيس.

ويرَى المؤلف أنَّ ترامب أحد أصحاب المليارات، لكن إذا بالنظر إلى أعماله، فإن البيانات تقول إنه فقط ملياردير، لكنه ليس ثريًّا كما يدعي.

ويؤكِّد المؤلف أنه من الضروري على جميع المسؤولين القيام ببعض التوضيحات، وأن ينشروا -على سبيل المثال- قوائم بجميع الشركات التي يمتلكونها، وأن يقدموا بعض الإفصاحات حول الإيرادات أو الأرباح التي تحققها تلك الشركات.

ويقول المؤلف في كتابه: "لا شك أن ترامب أدار أعماله التجارية بطريقة غير أخلاقية، وأن الكثير من رجال الأعمال يهزون رؤوسهم بالموافقة على طريقته".

تعليق عبر الفيس بوك