320 لقاحا محتملا لـ"كورونا".. والخلايا التائية القوية مفتاح المناعة طويلة الأمد

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أكدت دراستان حديثتان أن شخصين مصابين سابقًا بمرض "كوفيد19"، يمكن أن يصابا بالفيروس مرة أخرى، لذلك من غير الواضح ما إذا كانت الاستجابة المناعية لكوفيد-19 ستحمي من الإصابة مرة أخرى.

وتساءلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية ما إذا كان هذا يعني أن اللقاح سيفشل أيضًا في الحماية من الفيروس، لكن الإجابة بالنفي. وعللت الشبكة ذلك بأنه لا يزال من غير الواضح مدى شيوع هذه العدوى، والأهم من ذلك، تلاشي الاستجابة المناعية للعدوى الطبيعية.

وأكد تقرير الشبكة أنه من بين ما يقرب من 320 لقاحًا يجري تطويرها ضد كوفيد-19، قد يكون اللقاح الذي يفضل استجابة الخلايا التائية القوية هو المفتاح لمناعة طويلة الأمد.

وتتسبب أي عدوى في البداية بتنشيط استجابة مناعية فطرية غير محددة؛ حيث تؤدي خلايا الدم البيضاء إلى حدوث التهاب، وقد يكون هذا كافيًا للقضاء على الفيروس، لكن في حالات العدوى الطويلة الأمد، يتم تنشيط جهاز المناعة التكيفي، وهنا، تتعرف الخلايا التائية والبائية على الهياكل المميزة (أو المستضدات) المشتقة من الفيروس. ويمكن للخلايا التائية اكتشاف الخلايا المصابة وقتلها، بينما تنتج الخلايا البائية أجسامًا مضادة تعمل على تحييد الفيروس.

وأثناء الإصابة الأولية، أي في المرة الأولى التي يصاب فيها الشخص بفيروس معين تتأخر الاستجابة المناعية التكيفية. ويستغرق الأمر بضعة أيام قبل تنشيط وتوسيع الخلايا المناعية التي تتعرف على العامل الممرض المحدد للسيطرة على العدوى.

وبعض هذه الخلايا التائية والخلايا البائية، التي تسمى خلايا الذاكرة، تستمر لفترة طويلة بعد حل العدوى. تعتبر خلايا الذاكرة هذه ضرورية للحماية على المدى الطويل. في حالة الإصابة اللاحقة بالفيروس نفسه، يتم تنشيط خلايا الذاكرة بسرعة وتحفز استجابة قوية ومحددة لمنع العدوى.

ويحاكي اللقاح هذه العدوى الأولية، حيث يوفر المستضدات التي تعمل على تنشيط الجهاز المناعي التكيفي وتوليد خلايا الذاكرة التي يمكن تنشيطها بسرعة في حالة حدوث عدوى حقيقية. ومع ذلك، نظرًا لأن المستضدات الموجودة في اللقاح مشتقة من مادة ضعيفة أو غير معدية من الفيروس، فهناك خطر ضئيل للإصابة بالعدوى الشديدة.

ويرصد تقرير الشبكة الأمريكية، المزايا الأخرى للقاحات والتي تتفوق على العدوى الطبيعية، حيث أولاً، يمكن تصميمها لتركيز جهاز المناعة ضد مستضدات مُعينة تؤدي إلى استجابات أفضل. وتحتوي العديد من الفيروسات على بروتينات تمنع الاستجابة المناعية أو تنخفض ببساطة لتجنب اكتشافها. في الواقع، اللقاح الذي يوفر مستضدات يمكن الوصول إليها في غياب هذه البروتينات الأخرى قد يسمح لنا بالتحكم في الاستجابة بطريقة لا تسمح بها العدوى الطبيعية.

ويمكن أيضًا ضبط مناعة اللقاح، أي مدى فعاليته في إنتاج استجابة مناعية. تعمل العوامل التي تسمى المواد المساعدة عادة على بدء الاستجابة المناعية ويمكن أن تعزز قدرة اللقاح على توليد المناعة.

وإلى جانب ذلك، يمكن التحكم في الجرعة وطريقة الإعطاء لتشجيع الاستجابات المناعية المناسبة في الأماكن الصحيحة. تقليدياً، تعطى اللقاحات عن طريق الحقن في العضلات، حتى بالنسبة لفيروسات الجهاز التنفسي مثل الحصبة. في هذه الحالة، يولد اللقاح استجابة قوية بحيث تصل الأجسام المضادة والخلايا المناعية إلى الأسطح المخاطية في الأنف.

ومع ذلك، فإنَّ نجاح لقاح شلل الأطفال الفموي في الحد من العدوى وانتقال شلل الأطفال يرجع إلى استجابة مناعية موضعية في القناة الهضمية؛ حيث يتكاثر فيروس شلل الأطفال. وبالمثل، فإن توصيل لقاح فيروس كورونا مباشرة إلى الأنف قد يساهم في تقوية مناعة الأغشية المخاطية في الأنف والرئتين، مما يوفر الحماية في موقع الدخول.

وأوضح التقرير أن فهم المناعة الطبيعية أمر أساسي؛ حيث يتطلب اللقاح الجيد الذي يحسن المناعة الطبيعية أن يفهم أولاً استجابتنا المناعية الطبيعية للفيروس. وحتى الآن اكتشفت الأجسام المضادة المعادلة ضد كوفيد-19 لمدة تصل إلى أربعة أشهر بعد الإصابة.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن الأجسام المضادة ضد فيروسات كورونا ذات الصلة تستمر عادة لمدة عامين. ومع ذلك، فإن انخفاض مستويات الأجسام المضادة لا يؤدي دائمًا إلى إضعاف الاستجابات المناعية. والأهم من ذلك، وجدت دراسة حديثة أن خلايا الذاكرة التائية أثارت استجابات ضد الفيروس التاجي الذي يسبب مرض سارس بعد عقدين تقريبًا من إصابة الأشخاص.

تعليق عبر الفيس بوك