دراسة بحثية عمانية: "GR" السلالة السائدة لفيروس كورونا في السلطنة

مسقط - الرؤية

تَوصَّل فريقٌ من الباحثين من مُختبرات الصحة العامة المركزية ودائرة الترصُّد الوبائي في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، ومركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى، إلى نتائج دراسة التسلسل الجيني الكامل لفيروس سارس كوف 2 المسبِّب لمرض "كوفيد 19"؛ وذلك من خلال مشروع بحثي مُشترك تضمن دراسة معلومات البصمة الوراثية وربطها بالبيانات الوبائية لفيروس كورونا المستجد للحالات المنتشرة في مختلف محافظات السلطنة.

ويهدفُ المشروع إلى فَهْم العلاقة بين السلالات المنتشرة في السلطنة، وربطها بالبيانات الوبائية التي تمَّ رصدها من قبل فرق التقصي الوبائي بوزارة الصحة خلال فترة الجائحة، ومراقبة احتمالية التحول في التركيبة الجينية لسلالات الفيروس، ومدى تأثيرها على التغيُّر في سلوك الفيروس وضراوته. وقال البحث إنَّ معرفة السلالات المنتشرة في السلطنة وتحديد الطفرات فيها، من شأنه أن يُسهِّل من عملية اختيار اللقاح المناسب وتجربة الأدوية المضادة للفيروس، إضافة لإتاحة استخدام الحوسبة البيولوجية في البحث عن الأدوية المناسبة ومدى توافقها مع نقاط الارتباط المستهدفة في الفيروس.

وشملتْ الدراسة 94 عينة من الحالات المسجلة بمرض "كوفيد 19" في السلطنة، تم جمعها من مختلف أماكن انتشار الوبائي في السلطنة من مختلف المناطق مع مراعاة اختلاف الأعمار، والجنسيات، وشدة المرض، وتاريخ الإصابة، وأماكن السفر والإقامة... وغيرها من المتغيرات التي استندت إليها الدراسة وأسهمت في تقديم نتائج واستنتاجات ثرية؛ وبالتالي الخروج بخلاصة واضحة ومكتملة للدراسة.

وقام فريق البحث بقراءة وتحليل التسلسل الجيني للعينات باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني المتوفرة في مختبر الجينوم بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى، وتمَّ إيداع التسلسل الجيني الكامل للعينات التي شملتها الدراسة في قاعدة بيانات دولية (GISAID) المخصصة لهذا الغرض؛ الأمر الذي من شأنه مساعدة العلماء من مختلف دول العالم في الوصول لهذه البيانات، وتمكين الأبحاث والمقارنات الدولية لفهم طرق انتشار الفيروس، وسبل احتواء هذا المرض، وتأكيد مصادر العدوى الخارجية، وطرق انتشارها داخل المجتمع.

وتمثَّلت أبرز النتائج التي توصل إليها المشروع، في التوافق الكبير بين معلومات التسلسل الجيني للفيروس والبيانات الوبائية للحالات المنتشرة. ووجدت الدراسة أن السلالة GR، السلالة السائدة حاليا في العالم، هي أيضا السائدة في السلطنة، ولاحظ الفريق أنه إضافة إلى السلالة GR؛ هناك انتشار بنسب أقل للسلالات الأخرى مثل GH و OوV. وأثبتت نتائج البحث أن السلالة السائدة في السلطنة مُحوَّرة وتحتوي على طفرة "D614G" بنسبة أكثر من 90%، والتي أثبتت الدراسات أن وجودها يساعد على سرعة انتشار المرض والعدوى.

ومن المقرَّر نشر نتائج الدراسة بصورة مفصلة في ورقة علمية بعد أن يتم اعتماد تسليمها من قبل إحدى الدوريات العلمية.

وضمَّ فريق البحث نخبة من العلماء والباحثين والأطباء العمانيين من المؤسستين؛ حيث ضمَّ فريق البحث من وزارة الصحة من مختبرات الصحة العامة المركزية ودائرة الترصد الوبائي في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض الدكتورة سميرة بنت حمد المحروقية، والدكتورة أمينة بنت خلفان الجردانية، والدكتورة سميحة بنت راشد الخروصية، والدكتورة حنان بنت سالم الكندية، والدكتور عادل بن سعيد الوهيبي، فيما يترأس الفريق الدكتور سيف بن سالم العبري.

ويضمُّ فريق البحث من جامعة نزوى الدكتور عبداللطيف خان، والدكتور سجاد عاصف، والدكتور ماجد السلماني، وأحمد الرواحي، فيما يترأس الفريق البروفيسور أحمد الحراصي.

وثمَّن الفريقان البحثيان الدعم المالي المقدم من جامعة نزوى لتغطية تكاليف المشروع. وبلغ عدد عينات التسلسل الجيني الكامل لفيروس سارس كوف 2 التي تم إيداعها بنجاح من قبل السلطنة في قاعدة البيانات الدولية (GISAID) 203 عينات، وهو ما يعكس قدرة الكفاءات العمانية المؤهلة، وتوفر أحدث التقنيات المتقدمة في مجال أبحاث التسلسل الجيني بالسلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك