ناصر بن سلطان العموري
في ظلِّ الحديث حول تصدي العالم لمواجه ثانية من فيروس "كورونا"، بدأت بعض مؤسسات التعليم العالي الدراسة خلال هذا الأسبوع للعام الأكاديمي الأول 2020/2021، مع أخذ الاحتياطات والإجراءات الصحية الاحترازية.
وانتهجتْ بعض المؤسسات نظام التعليم عن بُعد لجميع أقسامها العلمية، بمن فيهم طلاب السنة التأسيسية كجامعة السلطان قابوس، بينما صرحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بإمكانية استثناء شريحة من الطلاب مثل طلاب المستوى التأسيسي للدراسة المباشرة لضرورة احتياجها للحضور الفعلي بالنسبة للمحاضرات والأنشطة الصفية بحكم حداثة تجربتهم وخبرتهم الجامعية وقلة مهارات التعليم الذاتي لديهم، مقارنة بطلاب الماجستير والدكتوراه، وهذا ما قامت به جامعة الشرقية كذلك بوضع الطلاب الجدد جميعا في البرنامج التأسيسي للتدريس المباشر نقيض ما قامت به جهات أخرى كجامعة السلطان قابوس رغم ارتفاع إمكانياتها، وهذا ما يدعو للاستغراب؛ كون هناك تبيان في انتهاج مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة لنوعية نظام بدء الدراسة، وهو بخلاف ما قامت به وزارة التربية والتعليم في طرح إدارة منهجية تعليمية موحدة لديها بطرح نظام التعليم المدمج في جميع المدارس التابعة لها.
وسعت وزارة التربية والتعليم بدورها لشمل كلَّ العناصر، والخروج بأفضل منهجية تعليمية مدمجة أمر تُشكر عليه وللقائمين على منهج التعليم المدمج، ويؤخذ هذا العمل كأنموذج لتحسين إدارة العملية التعليمية أثناء الأزمة، وفي نفس الوقت فلدى وزارة التربية والتعليم خطة احتياطية للتحول الكامل للتدريس عن بُعد في حالة تفشي الأزمة لمستوى حرج، وفق ما تقر اللجنة العليا في وقته، وهذا بالطبع يدخل في إطار السعي لتقديم الأفضلية مع التخطيط المرن للتحول في حالة ارتفاع الأزمة، وتغيير المنهجية أمر يستحق التقدير للعاملين عليه للحصول على أفضل المخرجات التعليمية مع الحفاظ على الأمان الصحي قدر الاستطاعة.
وقد يكون الوقت متأخرا للتغيير بالنسبة لقطاع التعليم العالي، بما أن الدراسة قد بدأت، ولكن الأمل خلال الفصل القادم في الاستفادة من الإيجابيات وتدارك السلبيات من خلال تجربة الفصل الأول بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي، والسعي للتحسين والتطوير أمر ضروري وبالغ الأهمية لرفع الكفاءة العامة للبرامج التعليمية الجامعية للفصل الثاني وما بعده.
ولا يُمكن أن نجزم أن تنوع الأساليب سواء أكان التعليم المدمج مع التقنية أم التعليم عن بُعد بشكل كلي هو الصائب؛ فكل جهة لها رؤيتها الخاصة في هذا الجانب، والسؤال المطروح هنا: أي الاختيارات صحيحة للوضع الراهن بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي في السلطنة للجمع بين جودة التعليم والوقاية الصحية من فيروس كورونا؟
إنَّ دراسة الأفضلية والسعي لتطبيقها في قطاع التعليم العالي في السلطنة في فترات الجائحة على الوجه الأمثل أمر مهم أثناء الأزمة، والنظر للجانب الصحي أمر غاية في الأهمية، لا سيما في ظل مواجهة العالم لموجة ثانية لفيروس كورونا كما يتداول ربما تكون أكثر قوة وشراسة من سابقتها؛ فالتكامل الإداري بين الجامعات والكليات في تطبيق الجودة الشاملة للتعليم العالي، مع توفير بيئة صحية مثالية بات أمرا ضروريا للرقي بين المؤسسات التعليمية، ومن هنا يجب أن ننطلق.