الزول يشْكُر عُمانتل

 

محمود المدني

ضربت عُمانتل -الشركة الرائدة في تقديم خدمات الاتصالات المُتكاملة في السلطنة- أروع الأمثال وأبلغها في مشهد مُضيء يُجسِّد ويُصوِّر الترابط الوثيق بين الشعبين الشقيقين العُماني والسوداني، ويُؤكد أنَّ الأمة العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له البقية، تمثَّل في إحساسها بمُعاناة الشعب السوداني جراء المِحنة التي ألمت به بعد أن تمرّد الأزرق الدفاق وخرج عن مساره  فضربت السيول والفيضانات بقوة منازلهم ومزراعهم. وكأنَّها تترجم أغنية الراحل المُقيم محمود عبد العزيز" ما لقيت حبايب وقفوا جنبي إلا القليل والروحو عانت في مُصابي وقف مُؤازر".

فهبَّت الشركة على قدم وساق للوقوف مع الشعب السوداني ومُؤازرته للخروج من محنته وبادرت كعادتها في الملمات إلى تدشين حملة لجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين في السودان وذلك بالتَّعاون مع الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، ولم تقف عند ذلك الحد بل تقدَّمت خطوات واثقة بأن جادت بتقديم خدمة مُكالمات مجانية لجميع المُتصلين من سلطنة عُمان إلى السودان للاطمئنان على أهلهم وأسرهم وأصدقائهم والوقوف على أحوالهم وحجم الضرر الذي لحق بهم ومُساعدتهم على تخطِّي أزمتهم الحالية استمرت لثلاثة أيام من التاسع من سبتمبر حتى الحادي عشر منه، كما دعت عُمانتل مُشتركيها عبر الرسائل النصية للمُشاركة في الحملة التي أطلقتها الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية والتَّبرع من خلال إرسال كلمة "تبرع" إلى الرقم 90022.

 وليس هذا الأمر غريباً على شركة تحمل اسم عُمان وتُعبِّر عن العُمانيين فهم أولى النَّاس بإغاثة الملهوف والوقوف معه والمبادرون دائماً إلى كل ما فيه الخير والسلام للبشرية، فقبل أسابيع قليلة وإثر ما وقع في لبنان من أحداث مُؤسفة جراء تَفجُّر مستودع عملاق لمادة نترات الأمونيوم والذي أدى إلى مقتل العشرات وتهدم الكثير من المنازل والبنايات بادرت عُمانتل إلى تقديم الاتصالات المجانية للبنان الشقيق ودعت مُشتركيها للتَّبرع لنجدة المُتأثرين هناك والتخفيف من مُعاناتهم والصدمة التي حلت بهم، وما فعلته عُمانتل ليس ببعيد عن الموقف الرسمي لسلطنة عُمان فقد قام صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بعد اجتياح الفيضانات لعددٍ من المناطق بالسودان ببعث برقية تعزية ومُواساة في ضحايا السيول والفيضانات إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كما عبّر  معالي السيد وزير خارجية سلطنة عُمان خلال افتتاح اجتماعات الدورة العادية الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية مُؤخراً عن تضامن السلطنة مع جمهورية السودان لتجاوز محنتها إثر السيول والفيضانات التي اجتاحت عددًا من الولايات وما نتج عنها من أضرار جسيمة وخسائر كبيرة في الأرواح والمُمتلكات، وأعرب عن صادق التعازي والمُواساة لحكومة وشعب جمهورية السودان ولأسر الضحايا، سائلًا الله تعالى الرحمة للمُتوفين والشفاء العاجل للمُصابين، ولم ينسَ أن يُرحب باتفاق السلام الذي تمَّ التوقيع عليه بالأحرف الأولى بين حكومة جمهورية السودان وعدد من الحركات المسلحة برعاية مُقدرة من حكومة جنوب السودان، آملاً أن يُسهم الاتفاق في تحقيق السلام والاستقرار في السودان، ويُحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني، وتعتبر عُمانتل شركة الاتصالات الأولى في السلطنة، والمزود الرئيسي لخدمات الاتصالات المُتكاملة للأفراد والشركات والجهات الحكومية، حيث تعمل على تعزيز الازدهار والنمو في جميع القطاعات حول السلطنة مع تقديم مفهوم جديد للأعمال، وجلب المحتوى العالمي ووسائل الترفيه، وتعمل عُمانتل على تحقيق أعلى مستويات رضا المشتركين في السلطنة.

لاشك أن عُمانتل وهي ترسم هذه اللوحة البهية وتُقدم هذه المبادرة الرائعة والتي تُعبِّر عن إحساس حقيقي بمُعاناة الشعوب الشقيقة أينما كانت لا تنظر شكراً من أحد ولكن أخلاقنا وديننا الحنيف يحتمان علينا أن نشكر من يُقدِّم لنا الخير قلَّ أو كثُر ورسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يحثنا على شكر النَّاس حيث يقول" من لا يشكر النَّاس لا يشكر الله" ويقول أيضاً" من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"، فشكراً عُمانتل وإن كانت كلمة الشكر لا تكافئ ما فعلتموه.

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك