تزامنا مع الذكرى الـ19 لأحداث 11 سبتمبر.. "طالبان" نحو السلام من قطر

الدوحة- رويترز

تجمع في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت ممثلون للحكومة الأفغانية وحركة طالبان لإجراء محادثات سلام تاريخية تهدف لإنهاء صراع طويل أودى بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.

والصراع القائم منذ 19 عاما يمثل أيضا أطول عمل عسكري للولايات المتحدة في الخارج، وتوالى عليها خلاله ثلاثة رؤساء.

وتشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله وزعيم حركة طالبان الملا بردار أخوند ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وبدأت المراسم التاسعة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) بتلاوة القرآن وأعقب ذلك كلمة الافتتاح التي ألقاها وزير الخارجية القطري.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة الافتتاح إن الطرفين "لا بد وأن يتخذا القرار الحاسم بما يتفق مع التحديات القائمة وأن يسموا فوق كافة أشكال الفرقة... من خلال التوصل لاتفاق على أساس لا غالب ولا مغلوب".

وقال عبد الله في كلمته إن اجتماع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يتيح إمكانية إبرام اتفاق سلام لإنهاء صراع دام عقودا. وأضاف "أعتقد أنه إذا مد كل منا يده للآخر وعملنا بصدق من أجل السلام فسوف تنتهي المعاناة الراهنة في البلاد".

أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقد حث الطرفين على انتهاز الفرصة وإبرام اتفاق سلام، وقال إن المحادثات المقرر أن تبدأ غدا الأحد تحتاج عملا شاقا وتضحيات لكنها يمكن أن تتمخض عن سلام دائم.

وقال "اختيار النظام السياسي المستقبلي أمر أنتم من يحدده بالقطع"، مضيفا أنه يأمل أن يكفل الحل حقوق جميع الأفغان ويضمن تطور المجتمع بما في ذلك مشاركة المرأة في الحياة العامة. وتابع "أحثكم بقوة على انتهاز هذه الفرصة".

ويقول مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون إنه على الرغم من أن الجمع بين الطرفين على طاولة المفاوضات يعد إنجازا في حد ذاته فإنه لا يعني أن الطريق للسلام سيكون سهلا.

وقالت ديبورا ليونز ممثلة الأمم المتحدة الخاصة في أفغانستان أمام مجلس الأمن الدولي هذا الشهر "يجب أن تتناول المفاوضات سلسلة من الأسئلة العميقة حول نوع الدولة التي يريدها الأفغان". وتعقد المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة والتي أدت إلى تدخلها العسكري في أفغانستان.

وعلى الرغم من الإطاحة بنظام حركة طالبان بسرعة، تمكنت الحركة من إعادة تنظيم صفوفها وبدأت تمردا مسلحا في صراع وقعت في براثنه دول جوار وقوات من عشرات الدول بما في ذلك قوات حلف شمال الأطلسي.

ونص اتفاق سحب القوات الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير في محاولة لإيجاد تسوية سياسية لإنهاء الحرب على إجراء مفاوضات للتوصل لاتفاق سلام شامل.

وبعد تأجيل استمر شهورا تم التوصل الأسبوع الماضي لحل لخلاف بشأن طلب حركة طالبان الإفراج عن خمسة آلاف سجين.

ومع الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني، يتطلع الرئيس دونالد ترامب لإظهار وفائه بتعهده إنهاء تدخل بلاده في أفغانستان وسحب معظم القوات الأجنبية المتمركزة بها.

وقال دبلوماسي أوروبي في كابول إن وقف إطلاق النار،الذي ترفضه حركة طالبان حتى الآن، يجب أن يتصدر جدول المحادثات.

وقال خبراء إن كيفية إشراك طالبان ،التي ترفض شرعية الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، في أي ترتيب لحكم البلاد وكيفية حماية حقوق النساء والأقليات التي عانت من حكم الطالبان يمثلان تحديين كبيرين.

ورغم ذلك يقول العديد من الدبلوماسيين وضحايا العنف وأعضاء المجتمع المدني إن المفاوضات هي السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف مدني وعرقل تنمية أفغانستان وترك الملايين في حالة فقر. وقالت ليونز "لا حلول في ساحة القتال، نعرف هذا".

تعليق عبر الفيس بوك