تفتح آفاقا جديدة للشحن الجوي بالسلطنة وتخلق فرص عمل للمواطنين

اتفاقية استراتيجية بين "مجموعة الطيران" و"دي إتش إل" لإنشاء مرفق تخزين لوجيستي في مطار مسقط

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

الهنائي: "كورونا" لم يؤثر على الشحن الجوي بدرجة كبيرة.. ووضعنا 5 سيناريوهات للتعامل مع الجائحة

عثمان: "دي إتش إل" تدرك الأهمية الاستراتيجية لعُمان في منظومة الشحن العالمية

 

الرؤية- نجلاء عبدالعال

 

توصلت المجموعة العمانية للطيران إلى اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة "دي إش إل" اللوجيستية، لإنشاء مرفق تخزين جديد في مدينة المطار بمسقط، بما يضمن ضخ استثمارات طويلة المدى في القطاع اللوجستي بمطار مسقط الدولي.

أعلن ذلك، مصطفى بن محمد الهنائي الرئيس التنفيذي للمجموعة العُمانية للطيران، ومصطفى عثمان المدير الإقليمي لشركة دي إتش إل، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في فندق كمبينسكي مسقط.

وتأتي هذه الاتفاقية تجسيدًا لإحدى المكونات الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للطيران 2030 في مجال الشحن الجوي نحو خلق بيئة جاذبة للمستثمرين الدوليين والشركات الرائدة في صناعة اللوجستيات، وتعزيزًا للتفاهم المشترك للاستثمار المتبادل بين الجهتين الموقّعتين في مجال الشحن الجوي باعتباره لبنة أساسية للمستقبل، وفي ظل التأثيرات التي ألقت بظلالها جائحة كوفيد- 19 على مختلف الجوانب الاقتصادية. واكتسب قطاع الشحن الجوي أهمية بالغة لاسيما الجوانب المرتبطة بحركة السلع الأساسية والمُعدات الطبية، وستُسهم هذه الاتفاقية في تعزيز مستوى جاذبية السلطنة بصفتها مركزًا إقليميًا استراتيجيا لممرات التجارة بين بلدان الشرق والغرب.

وأكّد مصطفى الهنائي الرئيس التنفيذي للمجموعة العُمانية للطيران أن الاستثمار في هذه الاتفاقية استثمار مباشر بنسبة 100% من قبل "دي إتش إل" وأن المجموعة سيكون عليها فقط توصيل البنية الأساسية اللازمة كما هو الحال في أي مشروع استثماري. وقال إن الاستراتيجية الوطنية للطيران التي أطلقت مطلع 2020 حددت إمكانية زيادة الحصة السوقية في أسواقنا الحالية بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، والتوسع في أسواق جديدة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، كما تتضمن استراتيجية المجموعة جلب العديد من الاستثمارات والتطويرات في مباني الشحن الجوي في مسقط وصلالة للاستفادة من الإمكانيات المتاحة وزيادة معدلات الشحن الجوي في السلطنة لتصل إلى 730 ألف طن بحلول عام 2030.

وأشاد الهنائي بالقرار الذي اتخذته "اللجنة العليا" بتحديد الأول من أكتوبر المقبل موعدا لفتح الحركة الجوية، واصفا إياه بـ"المهم والجريء". وكشف أن حركة الشحن الجوي من وإلى السلطنة لم تتأثر بشكل كبير خلال فترة الإغلاق، لكن العمليات كانت تستغرق وقتا أطول بسبب إغلاق بعض المطارات في الدول، مما يجبر طائرات الشحن على التوقف في مطارات أخرى، بينما كان التأثر الأكبر بسبب وقف حركة طائرات الركاب. ولفت إلى أن السلطنة سجلت زيادة مضطردة في معدل الشحن بنسبة تصل إلى 10% أو أكثر متجاوزة بذلك المعدلات السائدة في قطاع الشحن الجوي، وذلك حتى بداية جائحة كوفيد- 19، مما يؤكد النمو المضطرد لقطاع الشحن الجوي في السلطنة. وقال الهنائي إن أعمال المجموعة بشكل عام تأثرت بنسبة 30% مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، فيما وضعت المجمعة 5 سيناريوهات للتعامل مع جائحة كورونا مع خطط مرنة للتعامل مع أي تطور يحدث، وأشار إلى استعداد المجموعة التام لاستئناف حركة الطيران مستبعدا أن تعود الحركة لما كانت عليه قبل كورونا قريباً خاصة مع استمرار إغلاق بعض الدول لمطاراتها.

من جانبه، قال مصطفى عثمان المدير الإقليمي لشركة "دي إتش إل" إن الشركة تقدر أهمية عُمان في منظومة الشحن العالمية مع موقعها الجغرافي المميز، وهو ما كان وراء قرار إنشاء مرفق تخزين جديد في مدينة المطار بمسقط لتلبية الطلب المتزايد في المنطقة. وأضاف أن الشركة لديها حوالي 380 ألف موظف منتشرين في أكثر من 220 بلد في مختلف أنحاء العالم، وتعمل الشركة على ربط الناس والأعمال بطريقة آمنة ومعتمدة لتحقيق سلاسة سير عمليات التجارة العالمية، وتعد دي إتش إل جزءاً من مجموعة دويتشه بوست وحققت المجموعة إيرادات تزيد على 63 مليار يورو في عام 2019. وقال إن دي إتش إل من الشركات القليلة التي زادت خلال جائحة كورونا من عدد العاملين فيها كما زادت من رواتبهم على عكس شركات أخرى.

وأكد أن الشركة ستضخ ملايين الدولارات في المراحل المتتالية للمشروع الذي يستهدف أن تكون أعمال الشركة في مطار مسقط الدولي بوابة للسوق العماني ولأسواق دول محيطة منها، موضحا أن الاستثمار الجديد سيوسع من أعمال الشركة وسيتطلب أيدي عاملة عديدة، مؤكدا اعتماد الشركة في أعمالها على المواطنين الذين أثبتوا قدرة فائقة على العمل.

وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع ستستغرق نحو 3 سنوات، بينما تخطط الشركة للتوسع في أعمالها؛ حيث سيكون مطار مسقط رابع محطة إقليمية في المنطقة. وقال "إن إيجاد مرفق تخزين جديد في مسقط دليل على أهميتها؛ حيث يتناسب الموقع الاستراتيجي للمدينة مع هدفنا طويل الأمد لزيادة خدمة شحن دي إتش إل وتوسيع شبكتنا عبر المنطقة، وتلعب عمان دوًرا مهمًا في خططنا، حيث توفر إمكانات هائلة للنمو والتنمية، ونظرًا لأن العالم يسير بخطوات حثيثة نحو التجارة الإلكترونية، فمن الضروري أن نستعد للطلبات المستقبلية، ويمكننا بالفعل أن نرى الارتفاع الكبير في شحنات التجارة الإلكترونية إلى السلطنة، مما يقدم صورة واضحة بأن التحول في التجارة العالمية سيوفر فرصًا جديدة، كما أننا نتوقع توفير فرص متخصصة جديدة".

وقال سليمان الريامي، نائب رئيس وحدة تطوير وترويج القطاع للتطوير العقاري في المجموعة العُمانية للطيران، إن للموقع الجغرافي دور حيوي في الوصول إلى الخدمات اللوجستية، ويعد الشحن أحد الدعائم الأساسية في القطاع اللوجستي للسلطنة؛ إذ تقع مدينة المطار بمسقط في وسط المدينة، مما يتيح الوصول إلى العديد من المواقع الصناعية المحلية والوصول إلى الأسواق في غضون أربع ساعات. وأضاف أن المطار يُسهل من الربط السلس بين وسائل النقل البحري والجوي للسلطنة، ويُعزز من مكانتها بصفتها، موقع جاذب للمشغلين والمستثمرين من الأسواق العالمية، كما ستضم بوابة اللوجسيتات في مدن المطارات الشركات المتخصصة في مجال الشحن الجوي واللوجستيات، كما ستوفر لهم الوصول المباشر إلى الجانب الجوي للمطار لتسهيل حركة البضائع وتقليص الأوقات المستغرقة في إنجاز عمليات الشحن لتحويل السلطنة إلى مركز شحن بارز في المنطقة، مشيرا إلى أن وجود مرافق بالقرب من الأنشطة الجوهرية هو عنصر رئيسي في استراتيجية دي إتش إل العالمية لتقديم خدمات سلسة لعملائها من حيث سرعة التخليص.

يشار إلى أن المجموعة العُمانية للطيران أسند إليها في فبراير 2018، مهمة تمكين قطاع الطيران بالسلطنة وتعزيز قطاعي السياحة واللوجستيات. وتكرّس المجموعة جهودها لبناء مركز متكامل لقطاع الطيران قادر على الأخذ بزمام قطاع الطيران في السلطنة نحو مستقبل أكثر إشراقاً من خلال شركاتها التابعة ألا وهي الطيران العُماني، ومطارات عُمان، وترانزُم.

تعليق عبر الفيس بوك