فرص إعادة الانتخاب تتضاءل أمام زيادة أعداد العاطلين عن عمل

فقدان الوظائف في عهد ترامب.. الأسوأ لأي رئيس بتاريخ الولايات المتحدة

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

يخُوض الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب انتخابات الرئاسة المُرتقبة في نوفمبر المقبل، مُحمَّلا بأسوأ أرقام وظائف لأي رئيس أمريكي على الإطلاق؛ استنادًا للسجلات التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية.

ووفق تقرير لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية، لن يتمكَّن ترامب من تغيير هذه الأرقام في غضون شهرين من الآن وحتى يوم الانتخابات، بغضِّ النظر عن كيفية عكس وجهة الاقتصاد؛ إذ فقد الاقتصاد الأمريكي 4.7 مليون وظيفة منذ يناير 2017، عندما تولى ترامب منصبه، وفقًا لإحصاءات وزارة العمل. وأظهر تقرير الوظائف لشهر أغسطس أن أرباب العمل أضافوا حوالي 1.4 مليون وظيفة فقط؛ مما رفع معدل البطالة إلى 8.4%. ولا يزال هذا الرقم أقل بكثير مما هو مطلوب لمنح ترامب سجلًا إيجابيًّا للوظائف بحلول 3 نوفمبر، موعد الانتخابات.

الرئيسُ الآخر الوحيد خلال الثمانين عامًا الماضية الذي عانى من خسارة إجمالية في الوظائف بين تاريخ تنصيبه ويوم الانتخابات التالي، هو جورج دبليو بوش في العام 2004. ونتج ذلك بسبب ما يسمى "التعافي من البطالة" بعد الركود. لكن فقدان 605 آلاف وظيفة حتى سبتمبر 2004 لا يمثل سوى جزءًا يسيرا من فقدان الوظائف الذي حدث تحت إدارة ترامب.

والجزء الأكبر من خسائر الوظائف في اقتصاد ترامب عجلت به بالتأكيد أوامر الإغلاق المرتبطة بكورونا؛ أسوأ جائحة منذ 100 عام.

لكن هناك الكثير ممن يتساءلون عما إذا كان تعامل إدارة ترامب مع الوباء مسؤولاً عن ضرر اقتصادي أعمق مما كان سيحدث في حال اضطلع البيت الأبيض بدور أكثر نشاطًا في مكافحة فيروس كورونا. وحتى مع استدعاء الملايين للعمل مجددا في الأشهر الأخيرة، كان هناك أكثر من 13.6 مليون شخص يبحثون عن عمل، ولم يتمكنوا من العثور على عمل وفق أحدث الإحصائيات.

ولطالما تفاخر الرئيس ترامب بسجله الوظيفي قبل انتشار الوباء، ووعد بأنه بمجرد انتهاء الوباء، ستعود الوظائف. لكن البيانات تظهر أن المكاسب الوظيفية لإدارته قبل الوباء كانت متوسطة فقط مقارنة مع سابقاتها. وأضيفت 6.8 مليون وظيفة بين وقت التنصيب وفبراير 2020، بزيادة قدرها 5% منذ تولي ترامب منصبه. وبالقياس بالنسبة المئوية، هذا هو الرقم 11 فقط من بين أفضل 20 ولاية رئاسية؛ إذ تعد النسبة المئوية أفضل طريقة تراعي النمو السكاني على مدار الثمانين عامًا الماضية. وتحققت أفضل نسبة مكاسب وظيفية لرئيس في الفترة ما بين 1941 و1944، عندما أدت نهاية الكساد الكبير ودخول أمريكا الحرب العالمية الثانية إلى زيادة بنسبة 21% في الوظائف خلال الفترة الثالثة للرئيس فرانكلين روزفلت.

ومع ذلك، فقد أعيد انتخاب جورج دبليو بوش الرئيس الوحيد الذي سجل خسائر في الوظائف قبل الانتخابات، في العام 2004. وساعده النمو الاقتصادي في إضافة 1.5 مليون وظيفة بين يناير وسبتمبر من ذلك العام.

وعلى النقيض من ذلك، حتى سجل الوظائف العام الجيد يمكن أن يتضرر من فقدان الوظائف التي سبقت الانتخابات، فقد كان لدى جيمي كارتر واحد من أفضل سجلات خلق فرص العمل بين يوم تنصيبه وسبتمبر 1980؛ إذ أضيفت 9.5 مليون وظيفة، بزيادة قدرها 12% تقريبًا. لكن خلال عام 1980، زادت الوظائف المفقودة؛ حيث قام أرباب العمل بإلغاء ما يقرب من 800 ألف وظيفة بين مارس وسبتمبر. وأدى ذلك، إلى جانب التضخم المرتفع وأزمة الرهائن الإيرانية، إلى هزيمة كارتر في الانتخابات.

وقال مارك زاندي كبير الاقتصاديين في وكالة موديز إن انتعاش الوظائف يبدو أنه يتباطأ؛ حيث إن العديد من الوظائف التي كان من السهل استعادتها عادت بالفعل، وأضيفت 1.4 مليون وظيفة في أغسطس بانخفاض من 1.7 مليون أضيفت في يوليو.

ومن المحتمل أن يفقد العديد من ملايين العاطلين عن العمل الثقة في أنهم سيستعيدون وظائفهم. وأشار زاندي إلى أن 10.6 مليون شخص عادوا إلى الوظائف كانوا يعملون في الغالب في المطاعم والفنادق وتجار التجزئة. وأضاف: "لكن هناك دليل على أن الأمور تتباطأ ووجود مشاكل في الأفق، فشركات الطيران على وشك البدء في إلغاء الوظائف، والحكومات المحلية وحكومات الولايات لم يعد لديها أموال، والضرر لا يزال يتراكم".

إذن.. ماذا يعني ذلك بالنسبة لفرص إعادة انتخاب ترامب؟ يقول زاندي: "أعتقد أن الناس ما زالوا يدرسون قراراتهم، وهذا هو سبب أهمية تقارير الوظائف في أغسطس وسبتمبر".

تعليق عبر الفيس بوك