يوسف عوض العازمي
alzmi1969@
"ليس التقدم بتحسين ما كان.. بل بالسير نحو ما سيكون".. جبران خليل جبران
لكل زمان دولة ورجال، وأيضاً لكل زمان كتاب ومقال وكذلك هو في وقتنا الحاضر وفي غمرة ثورة الاتصالات اتجه كثير من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنها برنامج تويتر الشهير، اتحدث عن بعض مما رأيت أو قرأت في هذا البرنامج الشهير الذي انضم إليه وكتب به الكثير من الكتاب والنقاد من ذوي العلم من كل العلوم سواء التجريبية أو الإنسانية.
وبما أن حضرتنا كاتب صحفي، أذكر أنَّ بعضا من التغريدات حينما أقرأها أشعر وكأنها تؤسس لمقال جديد أو بالأحرى لفكرة مقال جديد، وفي الواقع تكون بعض التغريدات وأنت تقرأها تشعر بأنها كتبت بعناية وبأن كاتب
التغريدة كتبها وكأنه يكتب مقالاً أو عبارة في كتاب، لعل السبب يرجع إلى أن الكاتب هو في الحقيقة كاتب صحفي أو أديب وبالتالي نجد مثل هذه الكتابات ذات القيمة الأدبية في معانيها وصيغتها.
وعندما تقرأ عبارة مكتوبة في تغريدة لأديب ستجدها مملوءة بالأدب وإن كان مؤرخاً فستجد عبق التاريخ يفوح بين أحرفها.
سأركز هنا على مقالة أو على تغريدة الأديب فأنا قرأت عشرات التغريدات لأدباء كانوا يكتبون التغريدة كتغريدة وليست اقتباساً من كتاب أو مقال وكان الحس الأدبي يملؤها وكذلك تابعت في هذا البرنامج الشهير عدة مؤرخين وفي الحقيقة برز القليل منهم وليس الكثير، إذ تجد عبق التاريخ كما أسلفت في السطور الأولى وتجد معلومات هامة بل إني أجد في بعض التغريدات مرجعاً مهماً للطلبة والمهتمين بالتاريخ وكذلك في الأدب.
ليس سراً أنَّ عددًا من المقالات التي كتبتها (هنا أتحدث عن نفسي ولست مخولاً للحديث عن غيري من كتاب المقالات) كان أساسها تغريدة أدبية أو تاريخية أو حتى سياسية قرأتها واستفزتني للكتابة.
علينا ألا ننقص من شأن بعض وسائل التواصل في نشر العلم بأنواعه، لولا أهميتها في جمع والتقاء الأديب أو المؤرخ أو الناقد أو السياسي لما تهافت عليها الكثير ممن ذكرت، وهناك حسابات هي بمثابة مدارس، علينا الاهتمام والتبصر ومتابعة بعض الحسابات باستمرار، ولولا الخشية من الإحراج أو شبهة التملق لذكرت بالأسماء الحسابات المميزة، والمتابع الحثيث لن يتعب كثيراً في تتبع واكتشاف ومتابعة مثل هذه الحسابات المفيدة.
قال تعالى: وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.. (سورة الرعد: 17).