طلع البدر علينا

أنيسة الهوتية

عامٌ هجريٌ مبارك على الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء، وحفظ الله سلطاننا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ووفقه وسدد خُطاه، ورضي عنه وأرضاه بحجم السعادة التي نثرها في قلب شعبه وجعلهم يدخلون هذا العام الإسلامي الهجري الجديد وهم في قمة التفاؤل والأمل بالمستقبل القادم.

بصفة شخصية تغنيتُ بالنشيد الذي تغنى به أهل يثرب يوم دخلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أول يوم للهجرة، وبكيتُ وأنا أتخيل العذاب الذي تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة قبل الهجرة. والهجرة النبوية الشريفة تُعلمنا أنه كلما اشتد سواد الليل كان بزوغ الفجر أقرب، وما على المؤمن إلا الصبر والدعاء والإيمان بأن رب العالمين أقرب إلينا من أنفسنا وهو السميع المجيب. وعندما تغنيت بالبيت (أيها المبعوث فينا، جئت بالأمر المطاع) تخيلتُ أن الله سبحانه وتعالى قد بعث لعمان وأهلها سلطاننا هيثم- أيده الله- سيفاً يحق الحق ويزهق الباطل، ويكون فاروقاً لكل ظالم وجاحد وطامع وغادر.

أراني أنظر إلى مكانة وارتكازة تاريخية قوية متجددة لسلطنة عمان؛ تواكب تطلعات العولمة في جميع النواحي التي تحتاجها البشرية للتطور، والتي ستكتمل قبل رؤية "عُمان 2040" وتفوق التطلعات المطلوبة بأضعاف المتوقع في كل المجالات من البيئة المستدامة إلى الاقتصاد والتنمية، ومن الإنسان والمجتمع إلى الحوكمة والأداء المؤسسي، ومن وإلى كل الضروريات الأساسية والتفاصيل الدقيقة المهمة والهامشية دون أي ثغرة.

ومن باب الفكاهة في التقاويم الفلكية، لربما سنة 1442 هجرية ستأتي وهي ترفع علم التصالح مع عام 2020، الذي لربما أتى مغاضباً مع السنة الهجرية 1441هـ! أما في علم التقاويم الحالي المبني على علم الفلك بتقدير الفترة الزمنية لتنقل القمر والشمس من منزل إلى آخر لا يجب ربط الأحداث الأرضية للتقويم الشمسي مع التقويم القمري، وأن يتم التعامل معهما وكأنهما كونان لايتداخلان! لكن في الحضارات السابقة خاصة السومرية والرومانية كان الربط قائما، ولا يُستثنى، لأنه وإن كان مسار الشمس يختلف عن مدار القمر، إلا أن الأرض مرتبطة بكليهما وظله يحدد أطوار القمر، وضوء القمر مصدره أشعة الشمس!

وطبعاً علم الفلك يعني دراسة الأجرام السماوية باستخدام الرياضيات والفيزياء، لفهم نشأة الكون وتطوره وعلاقة النجوم والكواكب بالمجرة الشمسية والأرض المتأثرة طبيعتها بحركة الكواكب والنجوم والشمس والقمر، والفصول الأربعة مع الليل والنهار أكبر شاهد على ذلك.

أما الإيمان بأن حركة النجوم والكواكب في الكون تؤثر على حياة الإنسان والأحداث التي تحصل معه، ومستقبله، وتحديد ملامح شخصيته فهذا يسمى "تنجيم"، والتنجيم يدخل في علم الكهانة والشرك بالله، ونعوذ بالله من الشرك به، وإن كان هناك تأثير على الإنسان من الكواكب؛ فهو بتأثير الأمزجة الحسية البشرية مع تغيُر الفصول وطبائع الكون الأربعة، والأخيرة تعد من مقومات الحياة البيئية الأساسية، مثل تأثير أطوار القمر على مزاجية الإنسان، وجاذبيتها على المد والجزر وعلى باقي الظواهر الطبيعية المتصلة بالحواس البشرية وطاقة الجذب والإشارات الكونية، والتي يتعلمها البعض كنوع من حب المعرفة لأنواع الثقافات والحضارات.

والأبراج السماوية الإثنى عشرة هي تقسيمات ومحددات لمسار الشمس السماوي السنوي، وتم تسميتها بالأبراج لتحديد خريطة السماء والأجرام، ولأنها تُرى بالعين المجردة. وللتوضيح فإن خرافة علم التنجيم بدأت قبل الحضارة البابلية، لكن أثبت علم الفلك الحديث وعلم النفس أن ذلك غير دقيق.

والمضحك المبكي أن المؤمنين بتلك الخرافة أُثير فيهم الرعب مع إشاعة البرج الثالث عشر، وكأن موازين حياتهم قد اختلت!! فهلعوا إلى كهنتهم ليغيروا "حروزهم" حتى لا يطير الحظ من مستقبلهم!

إن المستقبل أتى وسيأتي بما يريده الله تعالى جل وعلا. والحمدلله على نعمة الإسلام.