ترجمة - رنا عبدالحكيم

أودتْ المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، والمُبالَغة في نظريات المؤامرة المتعلقة بـ"كوفيد 19"، بحياة 800 شخص على الأقل بسبب الفيروس التاجي، بحسب ما نقلت "ذي إندبندنت" البريطانية عن دراسة حديثة.

وقالت الدراسة المنشورة بـ"المجلة الأمريكية للطب الاستوائي والنظافة الشخصية"، إنَّ ما يُسمى بـ"الوباء المعلوماتي" أدى لدخول حوالي 5800 شخص إلى المستشفى نتيجة متابعة معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. وأنَّ هذه الشائعات تتضمن مزاعم بأنَّ تناول منتجات التنظيف ومعقم اليدين أو بول البقر يُمكن أن يعالج من الفيروس.

وتتراوح نظريات المؤامرة الكاذبة بين مخاوف من أنَّ "كوفيد 19" هو سلاح بيولوجي يموِّله بيل جيتس، واتهامات بأنه قد تم تصميمه لإلحاق الضرر بفرصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة انتخابه. ووصفت منظمة الصحة العالمية، في مارس، انتشار المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت المتعلقة بالفيروس القاتل بأنه وباء معلوماتي، حيث قالت إنه "ينتشر أسرع من الفيروس". والتقت المنظمة مع عمالقة التكنولوجيا في محاولة لوقف انتشاره، في وقت كان هناك أقل من 100000 حالة مؤكدة حول العالم. وتجاوز هذا الرقم 20 مليون الأسبوع الماضي.

ووجدت الدراسة أن بعض البلدان الأكثر تضررًا من حيث عدد الحالات -بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل والهند- كانت أيضًا من بين البلدان التي ابتليت بالمعلومات الخاطئة عبر الإنترنت. وتابع الباحثون المعلومات الخاطئة المتعلقة بـ"كوفيد 19"، والتي يتم تداولها على منصات الإنترنت، بما في ذلك مواقع وكالات التحقق من الحقائق، وفيسبوك، وتويتر، والصحف عبر الإنترنت، وفحصوا تأثيرها على الصحة العامة، وحددوا 2313 تقريرًا عن شائعات ونظريات مؤامرة في 25 لغة من 87 دولة.

ووجدت تحقيقات أجرتها صحيفة "إندبندنت"، أنَّ العديد من هذه الشائعات ونظريات المؤامرة لا تزال تنتشر عبر الإنترنت، رغم القمع من قبل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، كما ظهرت نظريات مؤامرة جديدة واكتسبت قوة جذب منذ الانتهاء من البحث الذي غطى الفترة من 31 ديسمبر 2019 إلى 5 أبريل 2020. وذكرت أنَّ واحدة من أكثر نظريات المؤامرة انتشارًا هي أن تفشي فيروس كورونا مرتبط بتركيب أبراج 5G  وهي فكرة استنكرها العلماء استنكارا كاملا.

وقال متحدث باسم "فيسبوك" لصحيفة "إندبندنت": "نتخذ خطوات صارمة لوقف المعلومات المضللة والمحتوى الضار من الانتشار على منصاتنا، وربط الناس بمعلومات دقيقة حول فيروس كورونا". وكشفت شركة التكنولوجيا العملاقة الأسبوع الماضي أنها أزلت أكثر من 7 ملايين منشور من المعلومات الخاطئة الضارة المتعلقة بـ"كوفيد 19" على فيسبوك وإنستجرام بين أبريل ويونيو.