استراتيجية التعليم

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

شكراً لوزارة التربية والتعليم على منظورها الراقي في مُشاركة المُجتمع مُستقبل التعليم في الوطن، وهذا الأمر في حد ذاته يعتبر من الجوانب الهامة للمشاركة المجتمعية ليس فقط في توجه التعليم وإنما مُشاركة الأفكار والمسؤولية الجسيمة في مستقبل التعليم لأهميته الكبيرة.

في الفترة القريبة الماضية قرأت الكثير من وجهات النظر من مختلف الفئات في المجتمع وإنها على درجة كبيرة من الأهمية وبها الكثير مما يمكن أن يستفيد منه مستقبل التعليم ومع ذلك وإذا كان منظورنا إلى إستراتيجية التعليم وأهدافه هي تلك الدقائق المُحددة للحصة الدراسية للتلقين أو المُناقشة أو ما إلى ذلك فإنَّ منظورنا إلى التعليم واستراتيجيته بحاجة إلى أن يرقى وأن نُعيد النظر في ماهية التعليم بشكل عام.. فعندما سُّمي قديماً بالاسم المركب (Education) فهي لا تعني التعليم إنما تعني البحث عن العلم وهي عبارة عن كلمة مركبة تعني (البحث عن العلم)، ولذلك فإنَّ الاعتقاد بأنَّ وزارة التربية والتعليم ومن يديرون التعليم وإذا كنَّا نعوّل عليهم في كل شيء فإنَّ هذا الأمر أيضاً بحاجة إلى مراجعة، الطالب أو الطفل هو مسؤولية مشتركة بين أولياء الأمور والمُجتمع والمدرسة وكل من يتعامل معه طالب العلم. ولذلك فإذا فقدنا بعض الجوانب العلمية فإنَّ علينا ألا نفقد أكثر في تربية الأبناء وتعويدهم على نمط الحياة العملية والبعد عن التعود على نمط حياة اجتماعية بعيدة كل البعد عن الجوانب العملية والتي يمكن أن تكون سلوكاً غير مناسب لمُستقبل الأجيال وإننا وإذا أخذنا أهمية أن يقوم أبناؤنا بنشاط هم بحاجة إليه في تقويم السلوك العام فعلينا أن نبدأ بالجوانب العملية في يوميات الطالب، أما الجانب الفني فإنني على ثقة بأنَّ المختصون فيه سيجدون الطريقة المُناسبة لإيصال المادة العلمية وإنني لست مع من يصور العجز المطلق والحاجز الكبير وصعوبة الشبكات ووسائل الاتصالات وأنَّ هذه الصعوبات لا تعني العجز المطلق والشامل كما يصوره البعض والذي يعتقد أنَّ الحياة وكل ما فيها مطلقاً رخاءً وأنَّ الحكومات وحتى الوالدين في المنزل يستطيعون توفير كل شيء وبكل أريحية فإنَّ عليه أن يُعيد النظر وأن يتعمق في الحياة بشكلٍ عام ولذلك علينا أن نبدأ كالتالي:

علينا كأولياء أمور أن نضع أبناءنا في التصور العام وكأنَّ التعليم قائم وفي وقته وأنَّ عليهم أن يتعاملوا مع هذا الجانب بكل جدية وحزم بحيث ينهض في الصباح الباكر ويقوم بكل يومياته المُعتادة وأهمها الصلاة وارتداء الزي المدرسي وأخذ المصروف اليومي كالمُعتاد والذي يُمكن أن يكون وسيلة تعليمية في غرس نظام التوفير في سلوكه وتصرفاته المُستقبلية، ثم يخرجون إلى فناء المنزل وبالتأكيد ذلك من خلال إشراف أولياء الأمور والتصوير الذاتي للمعلم أو المُعلمة وفي هذا الوقت يكون مديرو المدارس والمعلمون قد انتظموا في مدارسهم ثم تُقام الإذاعة المدرسية والسلام السلطاني في وقته وأن يستمع إليها الجميع وكما يرونه مُناسباً من خلال التطبيقات المتوفرة والمناسبة لهذا الإجراء ويمكن للإذاعة أن تكون كاملة وبالتناوب.

بعد هذه الإجراءات والتي تتضمن أيضاً الرياضة الصباحية يتوجهون إلى فناء المنزل في مكان ما وأن يكونوا تحت الملاحظة من مربي الصف أو المربية وفي نفس الوقت المُحدد يقوم المعلمون بشرح الحصص كما هو في برنامج المدرسة المحدد ويكون لفترةٍ معينة بعد ذلك تفتح النقاشات والحوارات والأسئلة فيما بين الطلبة.

أما بالنسبة للاختبارات فتكون مستمرة وأسبوعية وأمام مرأى المعلمين، نعم أعلم أنه سيقول لي بعض المجتهدين إنَّ وسائل التواصل غير مُتاحة للجميع، ولذلك علينا البحث عن البدائل والحلول للسواد الأعظم والتغلب على الكثير من الصعوبات التي أعلم مؤكداً أنها ستكون حاضرة وعلى أولياء الأمور الوقوف جنباً إلى جنب مع الهيئة التدريسية لتحقيق المصلحة العامة؛ حيث إنَّ هذا التحدي أعلم يقيناً أنه ليس من السهل ولكن علينا القبول بهذا التحدي خدمةً لأبنائنا.

إنَّ كل ما ذكرت هو الحل الأول والآني للمرحلة القادمة ولكن وبعد دخول الشتاء وتحسن الطقس فإنِّي أرى أن تكون الدراسة فعلية وعلى مرحلتين صباحية ومسائية شريطة أن تكون خلال الفترة التي لا تحتاج إلى تشغيل أجهزة التكييف بحيث تكون كل نوافذ الفصول والمكاتب مفتوحة تماماً وأن يتحقق شرط التباعد بين كل طالب وطالب بمسافة مناسبة وكذلك فإنَّ الآمال خلال المراحل التي تليها أن يكون اللقاح الخاص قد توفر بإذن الله تعالى.. وفق الله كل القائمين على التعليم وخاصةً أساتذتنا ومعلماتنا الكرام إلى النجاح وتقبل هذا التحدي الكبير بصدرٍ رحب.