◄ الوردي: خياران أحلاهما مر.. التعليم عن بعد أو تأجيل الدراسة
◄ "التربية" مطالبة بمصارحة المجتمع بالخطط المقترحة بشأن العام الدراسي الجديد
◄ "التعلم عن بعد" يستلزم توفير الإنترنت وحواسيب وأجهزة لوحية للطلاب غير القادرين
◄ ضعف شبكة الإنترنت في بعض القرى يحرم الطلاب من التعلم عن بعد
◄ مقترح بتقسيم الدراسة بين المدرسة والتعلم عن بعد للحد من التكدس الطلابي في الفصول
◄ المحرزي: الطلاب وأولياء الأمور أمام "تحدٍ كبير" حال تطبيق "التعلم عن بعد"
◄ البوسعيدي: أبناؤنا يعانون من ظروف نفسية صعبة.. وغياب الرؤية يعمق الأزمة
الرؤية- مدرين المكتومية
أجمع أولياء أمور على أن استمرار الضبابية فيما يتعلق بطبيعة النظام التعليمي في العام الدراسي الجديد 2020/ 2021، من شأنه أن يفاقم الظروف النفسية الصعبة التي يمر بها الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، مشيرين إلى عدم انتظام الطلاب في مدارسهم منذ تفشي جائحة كورونا "كوفيد- 19" في فبراير الماضي، يمثل خطرا داهما على مستقبلهم التعليمي.
وقالوا- في تحقيق لـ"الرؤية"- إن عدم إعلان وزارة التربية والتعليم عن خطة واضحة المعالم تكشف عن السيناريوهات المحتملة، أمر مثير للقلق، مناشدين الوزارة بسرعة الإعلان عن ملامح العام الدراسي الجديد، والكشف عن الآلية التي سيتم اتباعها خلال ذلك العام، من أجل ضمان المستقبل التعليمي للطلاب، فضلا عن الاطمئنان بشأن الوضع الصحي لهم، في ظل انتشار وباء كورونا.
المصارحة والشفافية
وقال الدكتور محمد الوردي الأكاديمي والمحلل الاقتصادي إنه يتعين على وزارة التربية والتعليم مصارحة أولياء الأمور بمستجدات العام الدراسي المقبل، خاصة وأنه بات على الأبواب، بينما الطلاب وأولياء الأمور ليس لديهم أية معلومات حول طبيعة العام الجديد وكيف ستكون آلية التعليم والدراسة. وتساءل الوردي: هل ستكون الدراسة بالحضور في المدرسة أم عن طريق التعلم عن بعد في ظل تفشي جائحة كورونا؟ وأكد الوردي أنه يجب إيضاح الصورة للمجتمع من قبل الوزارة، وأن تعلن عن طبيعة استعداداتها للعام الدراسي الجديد، والاحتياطات والاحترازات التي ستتخذها حال اتخاذ القرار بحضور الطلاب للمدارس، وكذلك الاستعدادات التقنيو التي فعّلتها الوزارة حال تطبيق التعلم عن بعد.
وأضاف الوردي أنه في حال بقاء الطلاب في المنازل، فثمة خياران إما التعلم عن بعد أو تأجيل الدراسة، موضحا أنه بالنسبة للخيار الأول وهو التعليم عن بعد، فإنه يتطلب تغطية شبكة الاتصالات بجودة عالية في كافة أرجاء السلطنة، وخاصة في القرى، وهو أمر ليس بالهين، ويتطلب خططا بعيدة المدى. واستدرك قائلا: "لا بُد من توفير الإنترنت بأسرع ما يمكن أو البدء فيه في القريب العاجل، إضافة إلى مساعدة الأسر المعسرة على توفير أجهزة لوحية أو حواسيب شخصية لأبنائهم، لتفعيل التعلم عن بعد". وأشار الوردي كذلك إلى أهمية مساعدة الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني لهذه الفئات، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة قيام الوزارة بتوفير محتوى تعليمي يتناسب وتقنيات التعلم عن بعد، فضلا عن تثقيف أولياء الأمور بكيفية مساعدة أبنائهم وتشجيعهم على نظام التعلم عن بعد.
وتحدث الوردي عن الخيار الثاني الذي طرحه، وقال إن تأجيل الدراسة وترك الأبناء في المنازل يمثل خيارا غير مناسب على الإطلاق، فلا أحد يعلم متى ستنتهي الجائحة، كما إن الطلاب سيفقدون بذلك حقهم في التعليم، فضلا عن تسبب ذلك في نسيان المعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال سنوات الدراسة السابقة.
حلول واقتراحات
ومضى الوردي قائلا إن هناك حلول مقترحة بالنسبة للعام الدراسي الجديد، لضمان حصول الطلاب على حقوقهم التعليمية، فضلا عن اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات للحد من تداعيات كورونا، ومنع تفشيها بين الطلاب. وأوضح أن من بين هذه المقترحات الدمج بين الحضور للمدرسة والتعليم عن بعد، بحيث يكون الحضور للمدرسة بتناوب من أجل تقليل تكدس الطلاب في الصفوف الدراسية، وتقليل ازدحامهم بالمدارس ومن ثم الحد من تفشي الفيروس. وأضاف أنه بالتوازي يتم تخصيص أيام محددة لتنفيذ الدراسة عن بعد، مشيرا إلى أنه يمكن تطبيق هذه الفكرة على الطلاب من الصف الخامس إلى الصف الحادي عشر، أما طلاب المرحلة الأولى فيتطلب حضورهم إلى المدرسة بالكامل، ويمكن تحقيق التباعد بين الطلاب في الفصل الواحد أو توزيعهم على فصول عدة، خاصة وأن طلاب المرحلة الأولى يواجهون صعوبات في التعلم عن بعد. ولفت إلى أن طلاب الثاني عشر، يتوجب حضورهم الدائم خاصة وأنها سنة مصيرية لمستقبلهم.
وأوضح الوردي أنه لتسهيل وتفعيل التعليم عن بعد يتطلب ذلك التعاون العاجل والجاد بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التقنية والاتصالات، لضمان توصيل خدمة الإنترنت بسرعات معقولة لإنجاح التعلم عن بعد, ويقترح الوردي أن تقدم الوزارة المساعدة والدعم للشركات في تحمل تكلفة توسيع نطاق الشبكات، من خلال توفير الطيف الترددي دون أي مقابل مادي، وتخفيف بعض الأعباء المالية على هذه الشركات مثل تصاريح الرسمية وغيرها. كما اقترح الوردي الاستعانة بالمنصات التعليمية المنتشرة وكذلك القنوات التلفزيونية لتسهيل عملية التعلم عن بعد. وأضاف أن ثمة تخوف وقلق لدى أولياء الأمور والمجتمع حيال عدم جدوى التعلم عن بعد، بسبب ضعف الشبكه وعدم اتخاذ الاستعدادات المبكرة.
قرار مرتقب
من جهته، قال سعيد بن محمد بن علي المحرزي مشرف أول كيمياء بوزارة التربية والتعليم إن المجتمع وخاصة أولياء الأمور ينتظرون بفارغ الصبر قرار "اللجنة العليا" ووزارة التربية والتعليم بشأن بداية العام الدراسي الجديد 2020/ 2021، وذلك من أجل الاستعداد له من الناحية النفسية والصحية والاقتصادية والتربوية. وقال المحرزي إنه من الناحية النفسية، يساور أولياء الأمور العديد من المخاوف والقلق تجاه المستقبل التعليمي لأبنائهم، في ظل انتشار فيروس كورونا، داعيا إلى ضرورة معالجة هذا التخوف بالطرق المناسبة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وجهد.
وأوضح المحرزي أنه من الضروري تدريب الطلاب على الممارسات الصحية المناسبة أثناء تواجدهم في المدارس وعند انتقالهم إليها عبر الحافلات وفي مختلف تعملاتهم في البيئة المدرسية. وأشار إلى أنه من الناحية اللوجستية، يتعين كذلك توفير بعض المستلزمات الدراسية، التي يحتاجها الطالب أثناء الدراسة المباشرة، أو أثناء التعلم عن بعد، ومن هنا يجب توضيح الخيار المقرر اتباعه في العام الجديد، بهدف إتاحة الوقت المناسب لتوفير تلك الاحتياجات، مثل الحواسيب والإنترنت ونحوها، وهذا في حد ذاته سيشكل تحديا كبيرا لدى أولياء الأمور.
وتطرق المحرزي إلى الجانب التربوي، وقال إنه لا بُد من إطلاع أولياء الأمور على أساليب متابعة أبنائهم أثناء التعلم عن بعد حال اعتماده، إضافة إلى كيفية التعامل مع التحديات التربوية التي قد تنشأ لدى أبنائهم خلال التعلم عن بعد. وشدد المحرزي على أهمية تعزيز الجوانب التوعوية والتثقيفية لأولياء الأمور والطلاب على حد سواء، من أجل العمل بشكل كافٍ لتجاوز هذه الجائحة بسلام. وأوضح أن تأخر الإفصاح عن آلية الدراسة من شأنه أن يُعمق التحديات، وقد تترتب عليه نتائج غير جيدة، لا سيما فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي للطلاب.
قلق متزايد
من جهته، أكد فايز بن مسلم البوسعيدي (ولي أمر) أن أولياء الأمور يمرون بفترة صعبة في ظل القلق المتزايد تجاه مستقبل أبنائهم، خاصة وأن وزارة التربية والتعليم لم تعلن حتى الآن طبيعة المرحلة المقبلة، وما إذا كانت الدراسة ستعود إلى طبيعتها، أم سيتم اللجوء إلى خيار التعلم عن بعد. وأشار إلى أن عددا من الدول أجرى الدراسات والبحوث التي تعين على اتخاذ القرار، وتم الإعلان عنها، في حين أن الوزارة لم تكشف حتى الآن عن طبيعة العام الدراسي. وناشد البوسعيدي الوزارة بالإسراع في إعلان موقفها من العام الدراسي الجديد، خاصة وأن معظم الأسر لديها طلاب في مختلف المراحل الدراسية، بينما تغيب الرؤية العامة.
ونوه البوسعيدي من تأثير ذلك على الطلاب ومستقبلهم الدراسي، وقال إن الطلاب يمرون بظروف نفسية صعبة، فهم منذ مارس الماضي يجلسون في المنازل، ولم يتلقوا المعلومات الكافية التي تعينهم على التحصيل الدراسي أو تؤهلهم للمراحل الدراسية المقبلة، فضلا عن عدم معرفتهم بطبيعة العام المقبل، وهو ما يفاقهم أوضاعهم النفسية.
وأعرب البوسعيدي عن أمله في أن تعجل وزارة التربية والتعليم باتخاذ إجراءات واضحة من خلال الإعلان عن خارطة طريق واضحة المعالم، ترسم جميع السيناريوهات المحتملة، وآلية تعاطي الوزارة معها، داعيا في الوقت نفسه إلى استطلاع آراء أولياء الأمور، لضمان أن يكون القرار المرتقب مستندا على إجماع مجتمعي وليس مجرد وجهة نظر أحادية.