ترجمة- رنا عبدالحكيم
ذكر تقرير لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن الشركات المنتجة لللقاحات تعكف على ابتكار لقاح لعدوى "كوفيد- 19" يعمل من جرعة فردية واحدة؛ إذ إن هذا النوع من اللقاحات أقل من حيث المخاطر، مقارنة باللقاح ذي الجرعتين.
وقال البروفيسور آرثر كابلان، والأطباء ويليام إف. وفرجينيا كونولي في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك إنه "في تاريخ اللقاحات، فأي لقاح من جرعتين يمثل ازعاجا شديدا".
وعند الحديث عن اللقاحات المحتملة للفيروس التاجي، يحتاج العلماء إلى الإجابة على الكثير من الأسئلة: هل اللقاح آمن؟ كيف يجب إعطاءه للشخص؟ إلى متى يمكن أن تستمر الحصانة من الفيروس؟
لكن السؤال الرئيسي الآخر هو كم عدد الجرعات المطلوبة؟
واحتاج العديد من الشركات المطورة للقاح ووصلت لمراحل متقدمة إلى تقديم جرعتين، خلال المرحلة الثالثة من التجارب مع حوالي 30000 شخص. وتشمل هذه اللقاحات ما طورته شركتي مودرنا وفايزر الأمريكيتين، واللتان بدأتا المرحلة الثالثة في أواخر يوليو المنصرم.
وتختبر شركات أخرى، مثل أسترا زينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، جرعة واحدة، إضافة إلى نظام الجرعتين لمعرفة أيهما أفضل.
وقد يكون الجواب عن سبب حاجة اللقاحات المختلفة إلى أعداد متنوعة من الجرعات، متمثلا في سلامة وفعالية اللقاح على المرشحين الحاليين الذين يتم تجربة اللقاحات عليهم.
وقال جوزيف باين الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Arcturus Therapeutics التي تقوم أيضًا بتطوير لقاح لكوفيد-19: "غالبًا ما تقتصر هذه اللقاحات على جرعة واحدة بسبب بعض القيود التكنولوجية". وأضاف "تستخدم هذه اللقاحات أنظمة إيصال فيروسية، وتقتصر على جرعة واحدة لأن ثمة استجابة مناعية تتولد وغير مرغوب فيها مع إعطاء الجرعة الثانية."
ومع ذلك، هناك جانبان لكل قصة؛ ففي بعض الأحيان، يكون الحصول على أكثر من جرعة مفيدًا حقًا؛ فاللقاحات ذات الجرعتين لها فائدة إضافية وتمثل تحفيزا لاستجابة مناعية أطول وأكثر استدامة.
وقال الدكتور دان باروش أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد لشبكةABC News : "نعلم أن الجرعة الثانية ستزيد على الأرجح الاستجابة المناعية، ونعتقد أن لقاحا من جرعتين سيثير استجابة أكثر قوة." وأضاف باروش في إشارة إلى لقاح شركة جونسون آند جونسون، الذي انتقل هذا الأسبوع إلى المرحلة الأولى من التجارب على البشر "نحن نختبر كلا الأمرين بالفعل على البشر".
ومع ذلك، يتم تطوير تقنيات اللقاحات الجديدة التي تعتمد على جرعة واحدة فقط، لكنها تولد استجابة مناعية مستدامة، وستكون خاضعة للرقابة.
وعلى سبيل المثال، يستخدم لقاح Arcturus الذي طوره باين وزملاؤه تقنية خاصة؛ حيث يحتوي اللقاح على قطعة صغيرة من المادة الوراثية، والتي لا توجه الجسم فقط نحو إنتاج بروتين يُنتج استجابة مناعية، لكنه يضيف أيضًا حزمة إضافية من التعليمات التي تساعد بشكل فعال على شحن كمية البروتين المنتجة. ويؤدي ذلك إلى إظهار الاستجابة المناعية، دون استخدام تقليد فيروسي، وبذلك يقلل من الآثار الجانبية.
لكن مع البيانات الحالية، ليس من الواضح ما إذا كان اللقاح يمكن أن يولّد مناعة بعد جرعة واحدة فقط. وفي ظل تساؤلات مستمرة حول طبيعة ومدة مناعة الفيروس التاجي، قد يكون من الضروري أن تحتاج هذه اللقاحات إلى جرعات معززة لاحقًا.
لكن باين متفائل، وأوضح أن متانة اللقاح تعتمد على تحفيز "ذراعين" رئيسيين للجهاز المناعي التكيفي هما: الأجسام المضادة والخلايا التائية.
وقال باين: "هناك جانبان لمتانة اللقاح، أحدهما استجابة الجسم المضاد، والآخر استجابة الخلايا التائية". وأضاف "تولد معظم اللقاحات أجسامًا مضادة، لكن ما يريده الجميع هو الخلايا التائية، وإذا كان بإمكانك القيام بالأمرين، فيمكنك استخدام جرعة واحدة والقيام بذلك".
وتشير الأدلة المبكرة إلى أن لقاحهم يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة والخلايا التائية.
لكن حتى مع اللقاحات ذات الجرعة الواحدة، من المحتمل أن تكون هناك مجموعات فرعية من الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى أكثر من جرعة واحدة للحصول على مناعة كاملة. لذا، يجب أيضًا إعطاء اللقاح المثالي من جرعة واحدة أكثر من مرة لدى الأشخاص الذين يحتاجون إليه.
وعندما يتعلق الأمر بتطوير اللقاحات، فإن كل فيروس يتصرف بشكل مختلف ويحتاج إلى حل مخصص له، فالسباق لإنتاج لقاح فيروس كورونا يجري على قدم وساق، ويمكن أن تظهر اللقاحات ذات الجرعة الواحدة تنافسية أكبر.