ترجمة- رنا عبدالحكيم
انتقد مقال للكاتب تيموثي إيجان في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال إن عليه أن يستقيل قبل أن يتم طرده من البيت الأبيض.
وقال إيجان في مقالته، إن من الواضح عندما استيقظ الرئيس ترامب صباح يوم الخميس وجد أنه سيتعين عليه لعب إحدى الحيل الأخيرة في دليل الديكتاتور. وأضاف أن ترامب طرح فكرة مخالفة للدستور، بتأجيل انتخابات الرائسة بشكل غير قانوني، مشيرا إلى أن ترامب علل ذلك بالوباء الذي أودى بحياة أكثر من 150 ألف أمريكي. ويرى ترامب أنه في حالة الحد من إجراء اختبارات فيروس كورونا، فسوف تنخفض أرقام الإصابات.
لكن الكاتب يقول: "من خلال مقالي هذا لدي اقتراح أفضل؛ إذ يجب عليه أن يكون إنسانا ويستسلم الآن، ويمكنه الاستقالة بينما هو متخلف بعشر نقاط أو نحو ذلك عن منافسه الديمقراطي جو بايدن. والأهم من ذلك، من خلال الاستقالة الآن، أنه سيساهم في إنقاذ العديد من أرواح المؤيدين الذين استمعوا إلى شعوذته القاتلة عبر المنصة الرئاسية".
ويرى الكاتب أن ترامب استسلم في الحرب على كوفيد-19 منذ اليوم الأول، عندما أعلن أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، وسيختفي كل شيء مثل السحر، واستمرت تكتيكاته الفاشلة حتى يومنا هذا؛ حيث يروج للاقتراحات الضارة والغريبة.
وإليكم النتيجة الحالية لبلد يدار بتلك الطريقة المُزرية؛ ففي يوم واحد، سجلت ولاية تكساس ما يقرب من ضعف عدد الوفيات التي حدثت نتيجة كوفيد-19 في 5 دول كبرى في أوروبا الغربية مجتمعة. وفي نفس اليوم وهو الخميس الماضي، أعلن مشروع "تتبع كوفيد" عن 1400 حالة وفاة أمريكية، وهو أكبر عدد في يوم واحد منذ 15 مايو.
وترك ترامب الاقتصاد في أوائل الربيع، عندما دفع لإعادة فتح واسع النطاق، على الرغم من أن خبراء الصحة حذروا من أن النتائج قد تكون كارثية. وهكذا، شهدنا هذا الأسبوع أكبر انخفاض في الناتج الاقتصادي المسجل؛ حيث أصاب الخوف الناس من استئناف التجارة الطبيعية في بلد يعج بالحمى الفيروسية.
لم يدرك ترامب أن المسار الوحيد للعودة إلى الازدهار هو من خلال التضحية الاقتصادية المدارة والمبادئ التوجيهية الصحية الموحدة اللازمة للسيطرة على الفيروس.
واتهم الكاتب ترامب بخرق الدستور، وعرقلة عمل الكونجرس وإساءة استخدام السلطة، في إشارة إلى مخطط ربط المساعدة للحليف الأوكراني مقابل تلطيخ سمعة خصم سياسي. ومنذ تلك الحادثة، أصبح ترامب أكثر استبدادية، معتبرا أن طرد المتظاهرين السلميين بالقوة من إحدى الحدائق من أجل أن يلتقط ترامب صورة تذكارية مع الكتاب المقدس، مجرد البداية.
وفي الآونة الأخيرة، كان ترامب متلهفا لأحداث شغب، ومع اشتعال المباني، وتحطيم النوافذ، والأعمال الغوغائية في الشوارع، تمكن ترامب من تحقيق نبوءته كونه الرجل الوحيد القادر على إصلاح المذبحة الأمريكية التي حذر منها الجميع.
وقال الكاتب إن تأجيل انتخابات 3 نوفمبر لن يكون غير قانوني فحسب، بل سيكون إجراءً غير مسبوق. وضرب مثالا برؤساء آخرين أجروا انتخابات في ظل ظروف عصيبة، مثل الرئيس إبراهام لينكولن الذي سمح بإجراء الانتخابات خلال الحرب الأهلية، كما خاض فرانكلين روزفلت الانتخابات في ظل الحرب العالمية الثانية.
ويختتم الكاتب مقالته، بالقول إن استقالة ترامب قبل الانتخابات ستحرم الأمريكيين من فرصة الشماتة في خسارته بهامش ساحق، لكن هناك صورة أخرى مرضية بنفس القدر؛ إذ يمكن أن يخوض ترامب مناورة ديكتاتورية أخيرة، ويرفض ترك منصبه في 20 يناير؛ سواء أقيمت انتخابات أم لا، على النحو الذي يقتضيه الدستور. وإذا فعل ترامب ذلك، فإن الأمريكيين سيشعرون بالسعادة أثناء مشاهدتهم إبعاد ترامب من البيت الأبيض بوصمة عار على يد الشرطة العسكرية.