د. خالد بن علي الخوالدي
العيد فرحة وسعادة وأنس ومسرة وسرور، وقبل ذلك هو شعيرة ربانية لابد من تعظيمها والابتهاج بها رغم مما سببه لنا فيروس كورونا (كوفيد 19) من مآسٍ وأحزان حيث فقدنا أحبة لنا، وأحبة آخرون يصارعون الألم والعذاب في العناية المركزة، وهكذا هي الحياة بين عسر ويسر وحزن وسرور، ويبقى العيد هو المرحلة الزمنية التي ربما تنسي المُواجع قليلا لتواصل الأحبة والأصدقاء والخلان.
وها هو عيد الأضحى المبارك على الأبواب، ويهل علينا العيد هذا العام 1441 ونحن نكابد مشقة وتعب ومخاطر فيروس كورنا، وصفعتين على الوجه تدميان العين كما يقال وقد صفعنا كورونا بعزلة عيد الفطر المبارك وأبى إلا أن يصفعنا مرة أخرى في عيد الأضحى ولكن هذه المرة كانت الصفعة أشد وأكثر ألماً لأن الخوف والهلع أصبح يحاصرنا من كل مكان بعد تزايد أعداد المصابين بالفيروس يوما بعد يوم، وتطبيق حظر التجوال الجزئي ربما يكون له أثر إيجابي في التعلم من درس العيد الماضي أو هكذا يجب أن يكون.
وحظر التجوال قد طالبت به شخصياً قبل عيد الفطر المبارك ولكن لم تكن هناك استجابة وقبل الحظر الذي تم تطبيقه موخرا طالبت بحظر تجوال كلي بعد أن زادت الأعداد بشكل سريع واستجابت اللجنة العليا الموكل لها متابعة تطورات فيروس كورونا (كوفيد 19) بعمل حظر جزئي من الساعة 7 مساءً لغاية الساعة 6 صباحا وهذا ربما يقلل من أعداد المصابين إذا التزم المجتمع بقلة التواصل في فترة النهار (وهجعوا في بيوتهم) وإلا فإنه لا جدوى من الحظر الذي يطبق في الفترة المسائية.
إن العيد الماضي كان نقطة الانطلاقة في تزايد أعداد المصابين وتسارع وتيرة الإصابات فيما بعد، لذا نطالب العقلاء ببذل جهود كبيرة في هذا العيد لنصح عوائلهم بتنظيم الزيارات والحرص على لبس الكمامات والأخذ بعين الاعتبار الاحترازات التي تحميهم وتحمي أسرهم وخاصة كبار السن والأطفال، ونؤكد لأولئك الذين يعتقدون بكذبة الفيروس أو بمبدأ المؤامرة وغيرها أنَّ هناك أرواحاً بريئة نعرفها عز المعرفة وقريبة من قلوبنا انتقلت إلى باريها بسبب هذا الفيروس وأنه واقع معاش فلا تستهينوا به، وندعو الله أن يرحم كل روح أهلكها الله بسبب هذا الفيروس وكل شخص مريض أن يعافيه رب العزة والجلال ويحمي الجميع من شر هذا الوباء ويرفعه الله عنا في أقرب فرصة. افرحوا أعزائي بأيام العيد وانشروا الفرح بينكم مستخدمين كل الوسائل الاتصالية التي تعينكم على التواصل وأنتم في أمان وسلامة، ادخلوا السرور على أرحامكم وأطفالكم وكبار السن فيكم، وطبقوا التباعد الاجتماعي والتزموا بلبس الكمامات، وقبل الجميع أقول لكم كل عام والجميع بخير ومسرة وسعادة وأنس وسرور، وكل عام وعماننا الغالية في خير وفضل وأمن وأمان ورحمة من الرحمن، وفي هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة ندعو الله بقلوب صادقة وواثقة بالاستجابة أن يغفر للسلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- ولجميع موتانا وموتى المسلمين، وندعو الله أن يحفظ لنا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ويطيل في عمره ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على قيادة هذا الوطن الغالي، وندعوه سبحانه أن يلطف بنا ويرحمنا ويغيثنا ويرفع عن هذا الوباء، ودمتم ودامت عمان بخير.