هيا لنكسب الرهان

 

أسماء بنت غابش الخروصية

لنا عودة ومن جديد لكسب الرهان معك أيتها الجائحة، سنكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وكل ذلك من أجل عمان الحبيبة ومن أجل أهلنا شيابنا ومن أجل من سهروا وعرضوا أنفسهم للمخاطر من أجلنا، سنكون معهم في العودة من جديد لمحاربتك بكل الوسائل والأدوات الوقائية منك، سنعود بعد إنجاز أعمالنا في وضح النهار إلى بيوتنا ونعتصم بها منك ونترك لك الساحة تمرحي لوحدك مساءً لن تجدي من تنوين اصطيادهم وأذيتهم في طريقك، فالكل تعلم الدرس جيدا بعد ما شاهد فعائلك المأساوية في عباد الله. ..خمسي في الشوارع لوحدك.

شعب واعٍ لقرار صائب ومن أول يوم لقرار منع الحركة من أول المساء، كان يوم الخامس والعشرون يوما جميلا للاستعداد بالالتزام وكأنه يلوح في مخيلة الجميع نهاية المآسي معك، وبداية هدايا من الرحمن لنا بأيام قادمة جميلة في هذه الأيام المباركة أيام العشر من ذي الحجة.

فقد شاهد الجميع مدى الحرص من كل فرد على التقيد والالتزام حيث كان مساء ذلك اليوم عد الدقائق والثواني حاضرا لوقف ساعة الصفر لبدأ حظرالتجوال والكل متقبل برحابة صدر والعين الساهرة تجوب المكان أمنا وسلاما.

لعلها عودة فيها بداية لنا لكسب الحرب معك، ونهاية لك لتعودي لمدارجك ومن حيث أتيت... بداية جميلة كانت بتكاتف الجميع. مشاهد جميلة وحراك ثري لتقليص الوقت في قضاء وشراء المستلزمات من حاجيات الأسر. البائع يتأهب ويستعد والزبون في عجالة من أمره ليكون على قدر المسؤولية الموكلة على عاتقة  بعدما وضعت الكرة في ملعبه لابد أن يفي بالوعد ويلتزم هو أيضاً. 

في تلك اللحظات الجميع انتابه الفضول لتوثيق ذلك الحدث قبل وبعد مع فارق الزمن عشر دقائق. فهو ليس فضولاً بقدر ما هو شغف للعودة للحياة فيما بعد عندما تصبحين أيتها الجائحة مجرد ضيفة ثقيلة مرت من هنا  ورحلت بعيداً، مثلك كسائر الأوبئة التي حكى عنها الزمان وسردها الأجداد للآباء. وسمعنا بعض القصص عنها. ولكن الأرض نفضت غبارها وطار الشر وتعافت.

آخر العلاج الكي (الوسم)، وأنت آخر علاجك البعد عنك وتركك تتطايرين في الساحة ليلا. وآخر المطاف بك أن  تلملمي زعانفك وأولادك، واحفظي ماء وجهك وغادري، في عمان ليس لك مكان، عمان الحبيبة قادرة قادم الوقت على التشافي من الأسقام، عمان تتعافى.                   

 

تعليق عبر الفيس بوك