23 يوليو المجيد

راشد بن محمد الشحي

هذا العام نستقبل يوم 23 يوليو المجيد وبقية شرفاء الوطن، وبداخلنا شعورا ممزوجا بشيء من الأسى على فقدان السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مؤسس وباني عمان الحديثة ومفجر طاقاتها الفتية التي أثمرت البناء النهضوي الذي شمل كل مناحي الحياة في البلاد، وكان نتاجها الأهم هو الاستثمار الأكبر في بناء الانسان العماني علما وتأهيلا.

وبتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد لما توسمه فيه السلطان الراحل رحمه الله من صفات توهله للحكم، فإننا نرى حجم الإنجازات التي تحققت في وقت قياسي بظروفه المعلومة للجميع، من فقد وحداد وتراجع لأسعار النفط عالميا، وانتهاءً بجائحة كورونا وأثرها على الإنتاج والاقتصاد بشكل عام.

ويبقى يوم 23 يوليو المجيد يوم لا يمحى من الذاكرة العمانية إلى الأبد وله قدسيته الوطنية التي تتعدى مفهوم الإجازة والاحتفاء به. فلنحتفل به هذا العام مترحمين على جلالة السلطان قابوس شاكرين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم على النهج القابوسي القويم؛ إذ ليس مصادفة أن يصدر العفو السامي عن أبناء عمان في مهجرهم الاختياري في هذا التوقيت تحديدا لضمان تواجدهم على أرض الوطن قبل بزوغ فجر الثالث والعشرين من يوليو المجيد، لذلك هذه دعوة للابتهاج بيوليو المجيد بحجم فرحة أبناء الوطن المشمولين بالعفو السامي وذويهم، وهي رسالة في حد ذاتها لتجديد العهد والولاء والسير قدما خلف ركب جلالة السلطان المفدى وحكومته الرشيدة، ولن يجد الجميع دفئا وأمانا بحجم حضن الوطن المتسامح على مر الأزمان، قولا وعملا.

إننا نتمنى أن يرقى وعي وفهم المجتمع في كل ولاية وكل قرية ونيابة لاستيعاب أبنائهم وإخوانهم من المشمولين بالعفو السامي وتسهيل عملية اندماجهم في المجتمع؛ كشخوص مرحب بهم ليشمروا عن سواعد الجد للمساهمة في البناء ورد الجميل، فقد عفا الله عما سلف.

دامت عمان في عزة ومنعة وأيامها أعياد خالدة تسطر الأمجاد.

تعليق عبر الفيس بوك