دراسة بريطانية: المتعافون من "كورونا" ليسوا بأمان من العدوى

ترجمة - رنا عبدالحكيم

فجَّر بحثٌ جديدٌ مُفاجأة من العيار الثقيل بعدما قال إنَّ التعافي من كورونا (كوفيد 19) لا يوفر حماية دائمة من العدوى في المستقبل، واقترح البحث توخِّي الحذر بشأن ما يُسمَّى بمناعة القطيع، إضافة لاستمرارية تأثير اللقاحات التي يعكف علماء على تجربتها، وفقا لما نشرته شبكة بلومبرج الإخبارية.

وحدَّدت المراسلات في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" (New England Journal of Medicine) بحثًا عن الأجسام المضادة المأخوذة من دم 34 مريضًا تعافوا بعد أن عانوا بشكل رئيسي من أعراض خفيفة لا تتطلب عناية مركزة. احتاج اثنان فقط إلى الأكسجين الإضافي وتلقيا دواء فيروس نقص المناعة البشرية، ولم يكن أي منهما على جهاز التنفس الصناعي.

وأجري التحليل الأول على الأجسام المضادة التي تم استخراجها من المرضى في غضون 37 يومًا من بدء الأعراض، والتحليل الثاني بعد حوالي 86 يومًا، أو أقل من ثلاثة أشهر. ووجد الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة تتراجع بسرعة، بمعدل نصف دورة الحياة لفترة 73 يومًا بيت توقيتي التحليل. ولوحظ  فقدان الأجسام المضادة بشكل أسرع مما حدث مع سارس وهو أحد أنواع فيروسات كورونا.

ويتم دراسة استجابة الأجسام المضادة عن كثب من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم للحصول على مؤشرات حول مدى حصانة طويلة الأمد. وعلى الرغم من قلة الأدلة التي تشير إلى حدوث حالات إعادة العدوى على نطاق واسع، فإن خبراء الصحة لم يحددوا بعد التفاصيل. وتثير أحدث النتائج القلق من أن الحماية من الإصابة مرة أخرى قد لا تستمر طويلًا في الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، والتي تمثل غالبية حالات الإصابة.

وفي حين أن الدور الوقائي للأجسام المضادة ضد العدوى غير مفهومة تمامًا، إلا أنها تعتبر بشكل عام تمثيلًا جيدًا لبعض الحماية ضد العدوى بشكل عام، وفقًا للتقرير.

وأظهرت دراسة حديثة من King's College London أن مستوى الأجسام المضادة قد ينخفض ​​إلى درجة تجعلها غير قابلة للاكتشاف بمجرد ثلاثة أشهر من الإصابة. ومع ذلك، يقوم الجسم أيضًا بتثبيت أشكال أخرى من استجابات المناعة، بما في ذلك ما يسمى بالخلايا التائية، والتي يبدو أنها تلعب دورًا في الحماية من الإصابة مرة أخرى بـ"كوفيد 19".

وفي السويد، قالت أعلى هيئة صحية في البلاد، أمس الأول الثلاثاء، إنَّ الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس من المحتمل أن يكونوا محصنين لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة؛ سواء كانوا قد طوروا أجسامًا مضادة أم لا. وفي إرشادات جديدة، قالت وكالة الصحة العامة السويدية أنه يعتبر الآن آمنًا للأفراد الذين أصيبوا بالعدوى للتواصل مع الأشخاص في المجموعات المعرضة للخطر.

تعليق عبر الفيس بوك