د. عبدالحميد الكيتاني
هو من لاعبي "لولا الإصابات" وهو أيضا "الظاهرة" لدى الإيطاليين، تماما مثل البرازيلي الظاهرة. تقول الجماهير الإيطالية بأنها "لا تذكر وقتا رأت فيها باجيو بدون المعاناة من إصابات الركبة. هذه هي مقدمتي عن إصابة الرباط الصليبي الأمامي.
البروفيسور المشرف على إحدى عمليات باجيو يهز رأسه "لا أعتقد أنك تستطيع تكملة مشوار لاعب كرة قدم". هكذا كانت معاناته مع الإصابات؛ إذ خضع باجيو لمجموع ٦ عمليات ركبة؛ ٤ منها في اليمين و٢ منها في اليسار.
بدأت رحلة إصابات اللاعب الإيطالي وهو في عمر ١٨ سنة، قبل انتقاله رسميا إلى فيورنتينا. يخضع لعملية الرباط الصليبي ويخسر المشاركة في موسم ١٩٨٥، ليبدأ بعد ذلك مباراته الأولى في الدوري مع فيورنتينا موسم ١٩٨٦.
باجيو يتعرَّض مرة أخرى لإصابة أخرى، خضع بسببها لعملية أخرى في الركبة أبعدته ٨ أشهر عن الملاعب. تلتها عملية أخرى والثانية هذه كانت أصعب حيث اضطر الأطباء إلى اللجوء لـ٢٢٠ خياطة لعلاج مشاكل الغضروف والرباط.. وقتها كانت عمليات الغضروف معقدة.
ما زاد من معاناة باجيو هو حساسيته للأدوية المضادة للالتهابات. لك أن تتخيل الألم! وبسببه بدأت أحدث نفسي: "لم أتصور قط أنه بإمكاني التفكير عن الاعتزال وأنا في بداية المشوار، كانت أسوأ لحظات حياتي تلك التي تلت هذه العملية".
ولكن مثل رونالدو البرازيلي تماما، كان باجيو قوي الإرادة وصاحب مهارات نفسية قوية "سأثبت للجميع أنني أقوى من حظي السيئ بالإصابات المتكررة، وحلمي لا يجب أن يموت في سرير المستشفى"، ربما هذا الحديث مع الذات يفسر كيف استطاع لاعب مثله أن يبرز لاحقا كأفضل لاعبي إيطاليا على مدى التاريخ.
لاحقا.. كثرة إصابات الركبة أثرت كثيرا على مشواره الرياضي في الأندية التي لعب لها، خصوصا مع يوفنتوس وميلان؛ إذ كان يلعب في أغلب الأحيان شوطا واحدا بإيمان مدربي هذه الأندية بعدم جاهزيته البدنية التي تأثرت بالإصابات. ما جعله يترك هذه الأندية لاكتشاف نفسه من جديد وهذا ما فعله مع بريشيا.
في الموسم ٢٠٠٠-٢٠٠١ ورغم تقدمه في السن (٣٣ سنة) برز باجيو وبشكل كبير مع فريقه بريشيا، لكنه تعرض لإصابتين خطيرتين على مستوى الركبة (رباط صليبي وغضروف) وكان وصف زملاؤه لحالته الصحية أنه كان " لا يستطيع أن يمشي طبيعيا لمدة يومين بعد المباريات".
حديثي القادم هو عن إصابات الرباط الصليبي الأمامي، أحد أكثر الإصابات الرياضية شيوعا، لماذا هي شائعة؟ أسباب الإصابة؟ كيفية الوقاية منها؟ وما هو البرنامج التأهيلي المناسب بعد العملية؟ كل هذا وأكثر قريبا بإذن الله.
