الرؤية - خاص

أكد مسؤولون في وزارة الصحة التونسية، أن الخطة التونسية في مجابهة فيروس كورونا تمثلت في قطع خطوط الإمدادات على الفيروس عبر المجهودات التي تم القيام بها لاجتثاث الإصابات، وتعتبر تونس أول دولة عربية تفرض حجراً صحياً كاملاً على أراضيها، مصحوباً بانتشار وحدات الجيش وحظر جزئي للتجول.

ويرجع العديد من المراقبين الفضل في السيطرة على كورونا في تونس إلى سرعة إغلاق الحدود وإعلان الحجر الصحي الشامل في وقت مبكر من ظهور الوباء، مؤكدين أن حظر التجول الذي ساعد في منع التجمعات، هو السر الحقيقي لنجاح التجربة التونسية.

وتمكنت تونس من تسطيح منحنى الفيروس إلى صفر إصابات يومية في كثير من المرات، لتقدم إحدى التجارب العربية الفريدة في مواجهة جائحة كورونا.

فمع بداية ظهور الفيروس أغلقت تونس الحدود الجوية والبرية والبحرية، وعلّقت الدراسة في جميع المدارس والجامعات، وأغلقت المقاهي والمساجد والمطاعم والنوادي الليلية، وألغت المؤتمرات والأحداث الثقافية، وكافة المسابقات الرياضية، وتم فرض حظر التجوال على كامل أرجاء الأراضي الجمهورية التونسية.

كما أنها بدأت سريعا بالتقصي المبكر والتشخيص وعلاج الحالات مع إلزام الكمامات، وغسل اليدين باستمرار.

وظل هذ الوضع من منتصف مارس إلى منتصف مايو، حيث أعلنت السلطات الصحية التونسية أنها لم تسجل أية حالات جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، لتبدأ الحكومة بتخفيف القيود المفروضة على الحركة والأعمال.

وقال مسؤولون حكوميون، إن النجاح الذي حققته تونس في مواجهة أزمة وباء كورونا، يعود إلى المقاربة الاستباقية والإجراءات السريعة التي اعتمدتها الحكومة، بالإضافة إلى وعي الشعب وقدرته على خوض المعارك الكبرى.

كما استعانت تونس بالخبرة الصينية في مواجهتها للجائحة، وقد اتخذ التعاون الصيني التونسي على صعيد مجابهة مرض فيروس كورونا الجديد، عدة أشكال، حيث تم عقد ندوات بالفيديو بين خبراء تونسيين وصينيين، بالاضافة إلى شراء مواد صحية وقائية.

كما اعتمدت تونس على التكنولوجيا المتطورة في مواجهة الفيروس، مثل توظيف روبوتات طبية في المستشفيات التونسية الرئيسية المخصصة للعناية بمرضى كوفيد 19، من أجل الحد من الاتصال بين مقدمي الرعاية والمرضى وبالتالي تجنب خطر العدوى، كما تم اللجوء إلى طائرات الدرون لمراقبة الحجر الصحي وقياس حرارة المارة، وتشغيل تطبيق «احمي» للتتبع حالات كورونا.