استمرار عهد المنجزات

سالم بن محمد بن يوسف الصواعي

 

خمسون عامًا والمواطن العُماني ينهل من ثمار النهضة المباركة التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه – وشملت شتّى المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكريّة. منجزاتٍ كانت نتاجًا لإخلاصٍ متبادل بين القائد وشعبه، وأسهمت في جعل الإنسان العماني في هرم الدول المتقدمة والمتطورة بشهادة العالم أجمع، وجعلت من تجربة النهضة العمانية الحديثة، ومن فكر قائدها أنموذجًا سياسيًا يُدرّس في أعرق كليات السياسة العالمية واستمرارًا لحكمة السلطان الراحل - طيب الله ثراه - ونظرته المستقبلية الثاقبة لمواصلة مسيرة بناء هذا الوطن العزيز، ورغبةً في جعله بيدٍ أمينة حريصةٌ كل الحرص في الحفاظ على مكانة عمان وشعبها وإنسانها في مقدمة الركب المتطور، فقد توسّم في شخص ابن عمه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله وأيده وأعزه-، الإمكانات والقدرات اللازمة لاستكمال مسيرته، والحفاظ على مكتسبات الوطن، كيف لا وهو الذي كان ساعدًا وسندًا له، وهو المتحنّك بخبرات العمل المتنوعة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والشبابية، فأوصى بتسليمه مقاليد الحكم في السلطنة من بعده، وكان قرارًا حكيمًا، حيث إنه بعد إعلان الخبر مباشرة التفّ الشعب حول سلطانهم الجديد، وعاهده على السمع والطاعة، والمضيّ خلفه في السراء والضراء، وضرب العمانيون أروع الأمثلة في كيفية الانتقال السلمي للسلطة في سلاسةٍ ويُسر، مما أكسبهم احترام العالم، وجعل من ذلك الانتقال مثلًا يدرّس ويضرب به المثل!

ومنذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، أثبت السلطان هيثم انحيازه وولائه لشعبه ووطنه، وأكّد كذلك على مدى دقّة رؤية السلطان الراحل في اختياره، فقد توالت المراسيم والأوامر والتوجيهات التي أتت لاستكمال مسيرة الخير، وتعديل بعض المسارات، وها هي مكرماته لشعبه تتدفق يومًا تلو الآخر في استكمال البنية الأساسية في شتى مجالات الحياة، وتهيئة الرجال المخلصين ووضعهم في المكان المناسب الذي ارتآه لهم لكي يكملوا مسيرة البناء والعطاء بأمانةٍ وإخلاص، وفي نفس الوقت وضع وترتيب أولويات الخطط والقوانين، وتفعيل الرقابة بشتى مجالاتها على المال العام وإيرادات السلطنة بكل أشكالها.

 إننا نفتخر ونفاخر بشخص حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بين قادة الدول لما له من فكر ثاقب ورؤية مستقبلية طموحة يسعد بها المواطنون عامة وشباب السلطنة خاصة، ويلمسوا خيراتها هم والمقيمون على أرض السلطنة والقاصدون لها بالزيارة والسياحة في وطن العزة والكرامة والشموخ.

تعليق عبر الفيس بوك