◄ والد ترامب "المُعتل اجتماعيا" أبدى حقده على "ثقة ووقاحة ابنه"
◄ ترامب دفع أموالا لأحد زملاء الدراسة لأداء اختبار الالتحاق بالجامعة
◄ ماري: الكذب بالنسبة لترامب أسلوب حياة
◄ ترامب عانى في طفولته من الحرمان والمحبة والشعور بالقيمة
◄ فريد ترامب والد الرئيس الأمريكي كان بطلجيا وعنصريا ومتحيزا جنسيا ومعاديا للسامية
◄ موت شقيق ترامب لإدمان الحكول ولّد صدمات نفسية في شخصية الرئيس
◄ 62.9 مليون ناخب اختاروا تحويل أمريكا إلى نسخة خبيثة من أسرة مُختلة
◄ ترامب إنسان كاذب وعنصري.. ووالده كان يحط من قدر أفراد الأسرة الضعفاء
◄ إعادة انتخاب ترامب ستكتب النهاية للديمقراطية الأمريكية
◄ "إندبندنت": الكتاب يدق مسمارا آخر في نعش ترامب
ترجمة- رنا عبدالحكيم
تسابقت الصحف ووسائل الإعلام في الولايات المُتحدة وبريطانيا، على نشر تسريبات من كتاب آخر مُثير للجدل حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الأكثر إثارة أنَّ مؤلفة الكتاب الجديد هي ابنة شقيق الرئيس، ماري إل. ترامب.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن رؤية ترامب للعالم صاغها الإهمال والصدمة في مرحلة الصغر بمنزل العائلة، وذلك بحسب رواية ماري ترامب في كتابها المُعنون "كثير من المعلومات لكنها ليست كافية.. كيف صنعت عائلتي الرجل الأخطر في العالم". وتقول ماري إنَّ نظرة الرئيس ترامب للعالم تشكلت من خلال رغبته بمرحلة الطفولة، في تجنب رفض والده. لكنها كتبت أنه مع نضوج دونالد، وجد والده نفسه حاقداً على مدى "ثقة ووقاحة ابنه"، إضافة إلى رغبته العارمة في خرق القواعد والاتفاقيات، وهي السمات التي جعلتهما أقرب إلى بعضهما البعض؛ حيث أصبح دونالد الذراع الأيمن لأبيه في الأعمال العقارية العائلية.
ويسجل هذا الكتاب سابقة فريدة من نوعها؛ إذ لأول مرة ينشر أحد أفراد عائلة ترامب مثل هذه المُذكرات، ويروي رواية من الداخل مليئة بالمرارة والإثارة في كثير من الأحيان وترسم طبيعة الدوافع السيكولوجية التي شكلت شخصية دونالد ترامب، كما تفضح الكثير من المعلومات عن الأسرة لدرجة أنَّ شقيق الرئيس نفسه حاول منع نشر الكتاب وسعى للحصول على حكم قضائي من المحكمة. ويُعرف عن ماري ترامب بعدها عن أسرتها في أعقاب نزاع حول الميراث وقضايا أخرى.
مُعتل اجتماعيًا!
وكتبت ماري ترامب أنَّ دونالد نجا من ازدراء والده، لأنَّ "شخصيته خدمت هدف والده"، وهذا ما يفعله المعتلون اجتماعياً (المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع)؛ حيث يتعاطفون مع الآخرين ويستخدمونهم لتحقيق غاياتهم الخاصة بلا رحمة، مع عدم التسامح مع أي اعتراض أو مقاومة". وتقول ماري إن ماريان شقيقة دونالد "كانت تُؤدي الفروض المنزلية بدلاً عنه". وتضيف: "للتحوط في رهاناته، قام (ترامب) بتجنيد جو شابيرو، وهو شاب ذكي معروف بإحرازه درجات مرتفعة في الاختبارات، وذلك من أجل أن يؤدي بدلاً عنه اختبارات SAT (اختبار الالتحاق بالجامعات الأمريكية)، وهكذا كان دونالد- الذي لم يكن يفتقر إلى الأموال- يدفع لأصدقائه جيدا". ولسنوات، ظل دونالد ترامب يُردد أن الموافقة على التحاقه في مدرسة وارتون للمالية- آنذاك- في جامعة بنسلفانيا كان دليلاً على أنه "عبقري خارق".
من جهتها، قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن الكتاب الجديد أثبت أن الرئيس ترامب لا يصلح لقيادة الولايات المتحدة، فهو شخصية نرجسية عانت في طفولتها ويشكل خطرا مباشرا على عامة الناس. وقالت ماري ترامب في كتابها إن إعادة انتخابه ستكون كارثية، "فالكذب بالنسبة له هو طريقة للبقاء على قيد الحياة".
التجريد من الإنسانية
فيما علقت مجلة نيوزويك الأمريكية على الكتاب قائلة إن "تجريد الأشخاص من إنسانيتهم كان أمرًا شائعًا في أسرة ترامب". ونقلت عن كتاب ماري قولها "كل وجبة عشاء حضرتُها كان دونالد ترامب يتحدث عن جميع النساء اللاتي اعتبرهن قبيحات وسمينات أو الرجال- والذين عادة أكثر قوة وإنجازا منه- على أنهم خاسرين وفشلة". ويرسم الكتاب صورة مظلمة لنشأة وتربية ترامب، لكنه يفسر الكثير عن شخصية الرئيس الحالية وردود فعله.
أما صحيفة ذا جارديان البريطانية فقالت- وفقاً لابنة شقيق الرئيس- إن شخصية دونالد ترامب الاستثنائية وسلوكه الفظيع "يُهدد العالم، والأمن الاقتصادي، والنسيج الاجتماعي"، وقد شكله والده "المعتل اجتماعياً" أثناء الطفولة.
وإضافة إلى دراسة موسعة للخلل العائلي الذي تقول ماري إنه شكل شخصية دونالد ترامب، تشير ابنة شقيق الرئيس إلى حالات متعددة من السلوك المروع من قبل الرئيس عندما كان صغيرا في السن، بما في ذلك الغش الأكاديمي للدخول إلى كلية الأعمال المرموقة، والمُعاملة الوحشية للنساء.
وتشكر ماري ترامب عمتها ماريان ترامب باري "على جميع المعلومات المثيرة"، وماريان ترامب باري هي أخت الرئيس، وقاضية اتحادية تقاعدت في 2019.
وبحسب ما ورد كانت ماري ترامب مصدرًا رئيسيًا لتقارير صحيفة نيويورك تايمز الحائزة على بوليتزر حول الشؤون الضريبية لعائلة ترامب. وتنظر المحكمة العليا الأمريكية حاليًا فيما إذا كان يجب الإفراج عن سجلات الرئيس الضريبية والمالية للعامة.
وتوثق ابنة شقيق دونالد ترامب دراستها لشخصيته من منظور طبيب نفسي مدرب، فتقول: "بعد أن تخلت عنه والدته لمدة عام على الأقل، وفشل والده ليس فقط في تلبية احتياجاته ولكن في جعله يشعر بالأمان أو المحبة أو القيمة، وعانى دونالد من الحرمان الذي لاحقه مدى الحياة".
بطلجة وعنصرية وتحيز جنسي
وعانت والدة دونالد ترامب، واسمها ماري أيضًا، من مشاكل صحية ناتجة عن استئصال الرحم، وأن ذلك ترك ترامب وأشقائه معتمدين على والدهم فريد ترامب، المطور العقاري في نيويورك الذي توفي عام 1999. وتصف ماري ترامب والد ترامب فريد بأنه "معتل اجتماعيًا" وأنه كان يتصف بالبلطجة، ومعاداة السامية، والعنصرية، والتحيز الجنسي، وكراهية الأجانب، ومن المصادفة أن هذه هي نفس السمات التي يُتهم الرئيس بها بانتظام.
وتوفي الابن الأكبر لفريد ترامب، والذي يُدعى أيضًا فريد، في عام 1981 في أوائل الأربعينيات من عمره، بعدما عانى من آثار إدمان الكحول. وتكتب ابنته أنَّ شخصية دونالد ترامب تشكلت من خلال مشاهدة الصدمات التي لحقت بشقيقه الأكبر وعانى منها.
وفي اليوم التالي لانتصار ترامب، كتبت ماري "كنت أتجول في منزلي، حيث أصبت بصدمة نفسية مثل العديد من الأشخاص الآخرين، ولكن أشد تأثرًا، فقد شعرت كما لو أنَّ 62,979,636 ناخبًا اختاروا تحويل هذا البلد إلى نسخة كلية خبيثة من أسرة مختلة".
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن ماري ترامب وصفت عمها "بالكاذب والعنصري". وأن دونالد ترامب طور من قدرته على الكذب والخداع بعد أن رأى والده يحط من قدر أفراد الأسرة الذين يظهرون ضعفًا.
تاريخ طويل من الكذب
وفي الكتاب- وهو عبارة عن مذكرات- حصلت عليها صحيفة فايننشال تايمز قبل نشرها في وقت لاحق من هذا الشهر، تقول ابنة شقيق ترامب إن تاريخه الطويل من الكذب أصبح مشكلة أكثر خطورة الآن، لأنه مضطر للتعامل مع الأزمات، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا. وتضيف أنه غير مؤهل للتعامل معها.
ومضت تقول في كتابها: "إن أمراض دونالد ترامب معقدة للغاية وسلوكياته غير قابلة للتفسير في كثير من الأحيان، لدرجة أن التوصل إلى تشخيص دقيق وشامل يتطلب مجموعة كاملة من الاختبارات النفسية والعصبية التي لن يخضع لها أبداً".
أما صحيفة ذي إندبندنت البريطانية فقد ذكرت على لسان ماري ترامب أن إعادة انتخاب ترامب ستكتب "نهاية الديمقراطية الأمريكية". وترى الصحيفة أن هذا الكتاب يدق "مسمارا آخر في نعش ترامب".