علي بن بدر البوسعيدي
في ظل الانتشار المتسارع لعدوى فيروس كورونا "كوفيد-19" في السلطنة، وأيضًا في مختلف دول العالم، بات على كل فرد في المجتمع أن يتحمل مسؤوليته تجاه نفسه وعائلته ومجتمعه، بل لن نبالغ إذا قلنا تجاه الإنسانية جميعها.
وأمس الأول شاركت في المقابلة الحصرية التي عقدتها جريدة الرؤية مع الخبير العالمي المتخصص في التنبؤات الإحصائية لإصابات كورونا حول العالم، البروفيسور علي مقداد، حيث أسهب باقتدار في الحديث عن مخاطر الاستهتار بارتداء الكمامات، وأكد أن هذه الكمامات تساعد في الحد بصورة كبيرة من ارتفاع معدل الإصابات بهذا الفيروس الخطير، وشدد على أهمية أن يلتزم كل فرد بالإجراءات الاحترازية، حيث إن الزيادة الأخيرة في الإصابات تعكس عدم التزام الأشخاص بالتدابير الوقائية، مثل ارتداء الكمامة وتحقيق التباعد الاجتماعي، وكذلك الحرص على غسل اليدين باستمرار، من أجل الحد من نشر العدوى الفيروسية.
الحق يقال إنَّ الحكومة ممثلة في اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، بذلت الكثير من الجهود المُقدرة، واتخذت الكثير من القرارات، من أجل الحد من معدلات تفشي الوباء، وخلال الأشهر الماضية آتت هذه الجهود ثمارها، لكن في الوقت نفسه كان لابد من إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية، من أجل ضمان دوران عجلة الإنتاج، وتوفير سبل المعيشة لكل شخص يعيش على تراب هذا الوطن العزيز. ولذلك كانت النصائح- ولا تزال- تشدد على أهمية اتخاذ التدابير الاحترازية، وأخذ الحيطة والحذر من احتمالية انتقال العدوى.
علينا جميعاً أن نطبق القاعدة التي أخبرنا بها البروفيسور علي مقداد، وهي أن يعتبر كل فرد أنَّه مصاب بالفيروس، ومن ثم وضع الكمامة، يسهم ليس فقط في حماية نفسك من خطر التقاط العدوى من أي شخص تتعامل معه، بل أيضًا يساعد على حماية الآخرين في حالة أنك حامل للفيروس لكنك لا تدري ذلك!
لقد أسهمت جائحة فيروس كورونا في لفت أنظارنا إلى الكثير من الضوابط التي كنا نغفل عنها سابقا، مثل أهمية غسل اليدين وعدم لمس الأنف أو الفم أو العينيين مباشرة باليد، وكذلك التأكد من صحة الأطعمة التي نتناولها، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامنيات والمعادن الضرورية لنمو جسمنا، وتعزيز قوة جهازنا المناعي. لذلك علينا جميعاً أن نستغل الفرصة ونتخلص من عاداتنا العذائية غير الصحيحة، وأن نمارس العادات السليمة التي تحمينا من شرور الأمراض.
وأخيرًا.. أوجه ندائي بأعلى صوت، وأحث الجميع، بلا استثناء، لكني أخص الشباب على وجه الدقة، بأهمية ارتداء الكمامة، وتحقيق التباعد الجسدي مع الآخرين، علينا أن نفعل ذلك لأجل أنفسنا، وحتى لا نندم!