◄ الكفاءات الصحية العمانية عالية المستوى
◄ 80% من سكان السلطنة يستخدمون الكمامات
◄ ضرورة مواصلة الفحوصات اليومية رغم تكلفتها العالية
◄ على المواطنين أن يثقوا في جهود وزارة الصحة لمواجهة "كوفيد 19"
◄ "كورونا" ليس فيروسا مخلقا في المختبرات.. و"مناعة القطيع" مفهوم انهزامي
◄ تزامن الموجة الثانية من "كورونا" مع الإنفلونزا الموسمية يستدعي الحذر الشديد
◄ المسؤولية كبيرة للغاية على المجتمع في انحسار انتشار العدوى من خلال التقيد بالاحترازات
الرؤية - محمد إسماعيل - مريم البادية
أشادَ البروفيسور علي مقداد الخبير العالمي في نماذج التنبؤ بحالات كورونا بجامعة واشنطن الأمريكية وكبير الإستراتيجيين بمبادرة صحة السكان بالجامعة، بجهود السلطنة ووزارة الصحة في احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وقال إنَّ السلطنة نجحت في اتخاذ إجراءات أسهمت في خفض معدل انتشار الفيروس في المجتمع.
جاء ذلك في مقابلة حصرية للخبير العالمي من واشنطن مع جريدة "الرؤية"، عبر الاتصال المرئي، وأدار اللقاء على الهواء مُباشرة المكرَّم حاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير، ومدرين بنت خميس المكتومية رئيسة قسم المحليات بالجريدة.
وقال مقداد: إن نسبة استخدام الكمامات في السلطنة تصل إلى 80% بين السكان، حسبما تشير إحصائيات جُوجل، مشددا على أنَّ الوعي المجتمعي يُمثل العنصر الأهم والفعّال في معركتنا أمام "كورونا". وأكد كذلك ضرورة مواصلة إجراء الفحوصات اليومية، رغم ما تمثله من أعباء مالية على الحكومات، مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة الوعي والتعاون مع الجهات المعنية في كل دولة، فضلا عن التحلي بالثقة تجاه مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الصحة والأطقم الصحية التي لا تتوانى عن مكافحة المرض.
وتابع مقداد قائلا: "نعمل مع الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة في السلطنة عن كثب، وعُمان تمتلك كفاءات عالية المستوى، ونتشارك معهم البيانات والإحصاءات الخاصة بالمرض".
واستبعدَ مقداد أي إشكالات طبية أو صحية تنتج عن ارتداء الكمامة لساعات طويلة تتجاوز 10 ساعات، ضاربا المثال بالأطباء والممرضين الذين يرتدونها لمدد طويلة قد تصل إلى 12 ساعة، خصوصا في العمليات الخطيرة.
وقال إنَّ مرض "كوفيد 19" يؤثر على أجهزة أخرى بجسم الإنسان مثل الكلى والكبد، لكن ليست هناك أي مؤشرات أو دلائل علمية تكشف عن تأثيراته على هذه الأجهزة على المدى الطويل؛ إذ لا تزال فترة تفشِّي الفيروس 6 أشهر، ومن المبكر الحديث عن أي تأثيرات طويلة الأمد.
ونفى مقداد بشدة فكرة أن فيروس كورونا مصنع في المختبرات، وأشار إلى أنه لا يوجد أي دواء أو لقاح لمرض "كوفيد 19" حتى الآن، والوقاية خير من العلاج مع التحلي بالحذر الشديد. وأضاف أنَّ مُعدل الوفيات بمرض "كوفيد 19" أقل في الأعمار الصغيرة، لكن الوعي مهم لكبار السن الذين سيؤثر عليهم المرض.
وأوضح أن نيوزيلندا نجحت في هزيمة كورونا نتيجة التزام المجتمع، مشيرا إلى أهمية أن نعتمد على مبدأ الجميع مريض بـ"كوفيد 19"، وأنه يتعين على الجميع ارتداء الكمامة.
وعبَّر مقداد عن رفضه لمصطلح "مناعة القطيع"، وقال إنَّ القبول بهذه النظرية يعني أننا تعرضنا للهزيمة من الفيروس قبل أن نفكر في مكافحته.
وحول المخاوف من تفشي موجة ثانية من الفيروس، أكد مقداد أن هذه المخاوف قائمة بالفعل، خاصة وأنها ستتزامن مع انتشار الإنفلونزا الموسمية في الخريف المقبل بحلول أكتوبر. ولفت إلى أنَّ حدوث الموجة الأولى من الفيروس مع بداية موسم الربيع (فبراير-مارس 2020) ساعد في عدم انتشاره بسرعة في الدول العربية. وأشار إلى أنَّ انتشار المرض بين الطواقم الطبية أقل بكثير من انتشار المرض في المجتمع، بفضل الإجراءات الوقائية التي يتَّخذها الأطباء والأطقم الصحية، ومن ثم هناك مسؤولية كبيرة على المجتمع في منع انتشار العدوى؛ من خلال تبني الإجراءات الاحترازية والتقيد بها.