سالم كشوب
أصبحت منصات التواصل تعج بالكثير من المواقع والأخبار والمعلومات التي ربما يجهل الكثيرون مدى صحتها أو استنادها إلى مصادر رسمية من الجهات ذات العلاقة بالمواضيع والأخبار التي تنشر وتبث مما قد يتسبب في إيصال معلومات غير صحيحة وبناء مفاهيم وأفكار معينة بعيدة كل البعد عن الواقع الموجود لاسيما وأنَّ فئة الشباب هي الأكثر استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة وربما لا تملك الوعي الكافي بمدى صحة تلك الأخبار والمعلومات التي تنشر.
وبالتّالي أصبح لزامًا أن تقوم الجهات المختصة من باب التنظيم وليس التقييد سن القوانين والإجراءات الخاصة بالتراخيص الممنوحة للمواقع الإخبارية على هذه المنصات بحيث يتم توضيح الالتزامات والضوابط والحقوق والواجبات وكذلك العمل على تسهيل حصول تلك المواقع على المعلومة والخبر الأكيد من المصادر الرسمية المُعتمدة التي باتت مسؤوليتها أكبر الآن ونظرًا للتقدم والتطورات المُتسارعة في التقنية من أجل تفعيل تواجدها المُستمر لنشر المعلومات والتوعية بالخدمات التي تُقدمها وكذلك الرد على الاستفسارات واستقبال الملاحظات والشكاوي والاقتراحات وخلق ثقة مُتبادلة بينها وبين المتلقي.
وينطبق الحال كذلك على الإعلانات التجارية التي تبث عن طريق مشاهير التواصل الاجتماعي من خلال أن جاز لنا سن الضوابط والإجراءات والقوانين المُنظمة للعمل التجاري لهذه الفئة؛ حيث إنَّ الكثير من أصحاب المشاريع والمنتجات ليس لديهم القدرة المالية التي يطلبها أحياناً بعض هؤلاء المشاهير وبالتالي وضع أسعار وضوابط معينة للراغبين في نشر هذه الإعلانات التجارية سيُساهم كثيرًا في الحد من بعض الظواهر السلبية سواء المبالغة في أسعار تلك الإعلانات أو الفئات التي يسمح لها بالدعاية والترويج والمحافظة على حقوق مختلف الأطراف وخلق منافسة متكافئة بين جميع العاملين في هذا المجال وإيجاد مزيد من فرص العمل نظرًا للحاجة الماسة لمختلف الجهات وأصحاب الأعمال للنشر والتوعية والإعلان وبالتالي تنظيم هذا القطاع سيكون له الكثير من المردود الإيجابي.
لسنا من دعاه التقييد أو كبت الحريات والحصول على المعلومة حق أصيل ومكتسب للكل وهذه مسؤولية مشتركة سواء لمختلف الجهات ذات العلاقة أو العاملين أو المهتمين بهذا المجال ولكن أصبح لزامًا أن تكون هناك ضوابط تنظم عمل العاملين في هذه المواقع والعمل على تنمية مهاراتهم وخبراتهم وخلق شراكة حقيقية مع مُختلف الجهات والمجتمع مبنية على المسؤولية المشتركة لخدمة الوطن بالشكل الإيجابي وضمان سهولة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية مما يُساهم في إظهار هذا الشغف وحب العمل في هذا المجال بالشكل الإيجابي ويخلق ثقة متبادلة بين المتابع لهذه المواقع والمعلومات والأخبار التي تنشرها ويساهم في توعية الرأي العام عن مختلف القضايا التي تهمه وإيصال ملاحظاته ومطالبه لمختلف الجهات ذات العلاقة من خلال منظومة متكاملة تسعى إلى خدمة المجتمع وتوعيته بالشكل الأمثل.
هنا لابد أن نُشير إلى أنَّ الضرورة أصبحت ملحة إلى تفعيل المواقع الرسمية لمختلف الجهات سواء حكومية أو خاصة ونحن في عالم متسارع في التقنية وكميات هائلة من المعلومات والأخبار وأحياناً سهولة نشر الكثير من الأخبار والمعلومات المغلوطة بالاستخدام السلبي لهذه التقنيات وأهمية تأهيل وتدريب العاملين على هذه المواقع التي هي بمثابة المُتحدث الرسمي لتلك الجهات وتعكس الصورة التي يبنيها المتلقي عن تلك الجهات من خلال نشر المعلومات بشكل مُتواصل والحضور الفعَّال والمحتوى الذي يتناسب ونوعية الجمهور المستهدف واختلاف العقليات بين فئات المجتمع وإشعارهم بدورهم المهم مما يتطلب رحابة الصبر وحسن الاستماع لمُختلف الآراء والاستفادة من المُقترحات الإيجابية وعدم انتظار الأخبار أو المعلومة غير الصحيحة واستخدام أسلوب الحضور والمشاركة المجتمعية بدلاً من أسلوب ردة الفعل.