أحمد راضي.. الجلاد الرحيم!

أحمد السلماني

ارتبط لقب الجلاد بالقساوة والغلظة، لكن أخطر مُهاجمي المنتخب العراقي وأحد أبرز النجوم العرب في عالم كرة القدم، أحمد راضي كان على النقيض تماماً؛ إذ إنَّ راضي "جلاد حراس المرمى" لم يكن يرحم في مربع العمليات، في حين كان خارج المُستطيل الأخضر غاية في اللطف والإنسانية وتطغى على وجهه ابتسامة لا تفارقه مطلقًا.. يومان وأنا أقلب في ألبوم صور هذا النجم اللامع الذي لم ولن يتكرر، ولم تمر على صورة له وهو عابس الوجه، بل صاحب ابتسامة عريضة تعكس مكنوناً هائلاً من المحبة لمحيطه داخل العراق العظيم وخارجه.

صدمة مؤلمة في الوسط الرياضي العراقي والعربي وحتى الدولي حملت نبأ رحيل مهاجم المنتخب العراقي الفذ أحمد راضي، أحد ألمع نجوم الكرة العراقية والعربية في ثمانينيات وتسعينيات القرن المُنصرم، نعم، الخبر كان قاسياً جداً كون النجم المحبوب رحل باكرا بسبب فيروس كورونا اللعين والذي لم يمهله كثيرا، ولكن تعددت الأسباب والموت واحد ولا نقول إلا ما يُرضي الله سبحانه وتعالى، إنِّا لله وإنِّا إليه راجعون.

إرث كبير وفخم ذلك الذي خلَّفه الجلاد اللطيف، ولا يسع المقام ذكر إنجازات أسطورة العراق، إذ إنَّ سجله مرصع بالذهب، فأينما تولي وجهك تجد اسم "أحمد راضي" يتصدر قائمة الشرف محليا وإقليميا وقارياً هذا عدا حضور المنتخب العراقي المشرف في كأس العالم 1986.

غير أن ميراث النجم العراقي الكبير والخالد يتمثل في كونه "براند" خاص جدا ونادر وجوده ومسيرته الكروية الناصعة والمتخمة بالنجومية والإنجازات لا بد وأن تطرح أكاديميا على شكل "منهج دراسي" يعتمد بالأكاديميات والمدارس الكروية للناشئة وكل من يطمح في أن يكون "نجما خالدا" في عالم المستديرة الساحرة بكل تفاصيلها الفنية والتكتيكية والبدنية والأكثر من ذلك الروح الرياضية والمثل والأخلاق العالية داخل المستطيل الأخضر وخارجه، كل ذلك وأكثر كان "الإرث الخالد" لصاحب أخطر رأسية في كرة القدم العربية.