السياسي البارز توماس رايت يصف مستشار الأمن القومي السابق بـ"الأخطر"

"ذي أتلانتك": كتاب جون بولتون أكبر خدمة للأمة الأمريكية.. و"تداعي الانهيار" وشيك

ترجمة - رنا عبدالحكيم

نَشَر موقع المجلس الأطلسي المتخصِّص في الشؤون الدولية والأمريكية، مقالًا للسياسي البارز توماس رايت، حول الكتاب الذي صَدَر قبل أيام لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بعنوان "ما حدث في تلك الغرفة The Room Where It Happened".

غلاف.jpg
 

ويقول رايت في مقاله: "لست من محبي جون بولتون، لقد كتبت العديد من المقالات النقدية إبان عمله كمستشار للأمن القومي، فهو غير قادر على التفكير الإستراتيجي، وفشل في إدارة عملية مشتركة بين الوكالات الاستخباراتية، واستبعد جميع من اختلف معهم حول قضايا بعينها، وحاول أن يدفع دونالد ترامب لشن حروب وتدخلات عسكرية كان الرئيس متشككًا فيها، ويمضي على غير هدى خلف أيديولوجيته تجاه القانون الدولي".

توماس رايت.jpg

  • توماس رايت

ويرى رايت أنه في بعض مجالات السياسة، بما في ذلك إيران، كان بولتون أخطر شخص في الإدارة الإمريكية، وأعتقد أنه تسبب في ضعف الولايات المتحدة، وأضر بالمصلحة الوطنية. وأخطأ بولتون عندما رفض الإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب خلال جلسات الاستماع ضمن إجراءات المساءلة، في يناير الماضي، وكان ينبغي أن يتحدث للعامة عندما رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ الاتصال به كشاهد في المحاكمة. ويضيف: لكن يجب أن أعترف بأن بولتون تصرف بشرف كمستشار للأمن القومي عندما طلب من موظفيه إبلاغ محامي البيت الأبيض بعدم قانونية ذلك. كما دافع عن أولئك الذين خدموا تحت قيادته ضد الموالين لترامب. وأؤمن بأن له الحق في نشر كتابه. ويبدو من مقال حديث في صحيفة نيويورك تايمز ومقتطفات من صحيفة وول ستريت جورنال، أنه قد يكون لديه ما يقوله، وفي تلك الحالة فإنه يستحق الثناء، بغض النظر عما فعله أو لم يفعله خلال جلسات العزل والمساءلة، وسيكون قد قدم للأمة خدمة بنشر كتابه.

ووفقًا لمقتطفات من صحيفة وول ستريت جورنال، يقول بولتون إنه في قمة مجموعة العشرين للعام 2019 في أوساكا، باليابان، طلب ترامب شخصيًا من الرئيس الصيني شي جين بينج شراء كميات كبيرة من فول الصويا لمساعدة الرئيس الأمريكي في انتخابات نوفمبر المقبلة. وقال ترامب إنه يتعيَّن على شي القيام بذلك بسبب العداء الكبير للديمقراطيين تجاه الصين. وفي اجتماع مختلف خلال القمة ذاتها، أفادت تقارير بأن ترامب أخبر شي أنه يؤيد بناء معسكرات اعتقال للأويغور الصينيين في شينجيانج وهو أكبر مركز اعتقال جماعي للمدنيين منذ الحرب العالمية الثانية. وهذه هي المرة الثانية التي أخبر فيها شي بذلك. ويدعي بولتون أيضًا أن ترامب كان على استعداد للتدخل في التحقيقات لصالح من يفاضلهم. وكتب بولتون أن كل هذا يرقى إلى "نمط من السلوك غير المقبول بشكل أساسي والذي يقوض شرعية الرئاسة". ويختتم بولتون بملاحظة أن ترامب كان ضعيفًا تجاه الصين، وأن موقفه المتشدد بعد فيروس كورونا قد لا يستمر إلى ما بعد نوفمبر.

ويتابع رايت قائلا: لا شك أن هذا الكتاب يحتوي على قضايا سياسية ساخنة من شأنها أن تفجر المشهد الانتخابي في نوفمبر. كما أنه لأمر شاق أن أتساءل عما إذا كان بولتون يعتزم عمدًا مساعدة جو بايدن، أو ربما لمساعدة الجمهوريين على الاستفادة من أرقام استطلاعاتهم الهابطة للضغط على ترامب في الانسحاب من السباق. فالولايات المتحدة على بعد 138 يومًا من الانتخابات التي ستصنف بالتأكيد إلى جانب انتخابات 1860؛ باعتبارها واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في التاريخ الأمريكي. ويتعين على أي شخص لديه معرفة حول خبايا سياسية دونالد ترامب التحدث الآن، لأن المعلومات لن تكون على قدر من الأهمية في 4 نوفمبر أو بعد ذلك.

وشكَّك العديد من المراقبين في دوافع بولتون لرفض الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس، وفي المقابل تأليف كتاب، ويعدد توماس رايت تفسيراته لذلك بالقول: ربما لم يكن بولتون، أحد مؤيدي ترامب، ويريد أن يتخندق مع الديمقراطيين في معركة الإقالة. وربما أراد الحصول على أموال مقابل هذه المعلومات. ربما هو الآن يكره ترامب لأن الرئيس لم يشن الحرب التي حرضه عليها. ربما كان يعتقد أنه لا يجب أن تتم عملية العزل عندما تكون الانتخابات وشيكة. ربما استغرق الأمر بعض الوقت لقبول أنه سيحرق جميع الجسور أمام ترامب نحو ولاية ثانية. متسائلا: هل يهم السبب؟ الأهم الآن أنه يقول ما اطلع عليه قبل موعد الانتخابات.

وفي مرحلة ما، على منتقدي ترامب أن يتصالحوا مع مدى خطورة التهديد الذي يمثله مصطلح "الولاية الثانية لترامب". وإذا كانت أزمة ترامب هي الأزمة الكبرى، وإذا كانت الولايات المتحدة ومستقبل العالم معرضة للخطر بالفعل في عام 2020، كما يعتقد توماس رايت، فإن جميع المنشقين عن الحزب الجمهوري مرحب بهم حتى عندما يفعلون ذلك بدافع من المصلحة.

ويختتم رايت مقاله قائلا: "سيأتي وقت، أسميه وقت تداعي الانهيار، عندما يكون المزيد من الانشقاقات لا معنى له، وستكون محض أعمال انتهازية ببساطة، لكننا لسنا قريبين من تلك النقطة حتى الآن... عزيزي القارئ خذها من أحد منتقدي بولتون إن ما يفعله مهم حقًا".

تعليق عبر الفيس بوك